التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

فيسك: خطاب ترامب للعالم الإسلامي هو خطاب النفاق في بلد التطرف الوهابي 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ

قالت صحيفة الاندبندنت يوم الاثنين في مقال للكاتب الشهير روبرت فيسك: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه خطاباً للعالم الاسلامي وكل خطابه أخبار مزيفة حيث أعطى المسلمين في العالم خطابا مزيفا، فكيف تمكن دونالد ترامب وهو في السعودية أن يدين “الإرهاب الإسلامي” كما لو كان العنف ظاهرة إسلامية فقط.

وتابع الكاتب البريطاني الشهير في مقاله إنه وبشكل لا يصدق، ألقى ترامب باللوم على إيران – بدلا من داعش- لـ “تأجيج العنف الطائفي”، حيث قال: “في كل مرة يقتل فيها الإرهابي شخصا بريئا، ويحتج باسم الله، يجب أن يكون هذا إهانة لكل شخص يمتلك الإيمان”، حيث بات واضحأً أن ترامب تجاهل تماما أن السعودية، وليست إيران، هي نافورة التطرف السلفي الوهابي الذي يقتل الأبرياء “.

وتابع فيسك: إن ترامب حاول أن يتجنب في تعبيره العنصري المتطرف “المتطرف الإسلامي” وحاول أن يحل محله “التطرف الإسلامي” لكن يبدو أنه قد ملأ كلماته بمصطلح “إسلامي” أيضا، وفي وسط هذا كله، دعونا نتذكر، ان خطاب ترامب جاء بعد أن خطف صفقة أسلحة فاحشة أخرى مع السعوديين (110 مليارات دولار أو 84.4 مليار جنيه استرليني)، وشراء قطر لما وصفه ترامب بـ “الكثير من المعدات العسكرية الجميلة”، ويبدو من الخيال تقريبا أن يدلي بهذه التصريحات قبل يومين فقط من اجتماعه مع البابا.

وتابع فيسك مستهزئاً: قال ترامب للسعوديين ولقادة خمسين دولة مسلمة يوم الأحد “إننا نعتمد على الواقعية المتجذرة في القيم المشتركة والمصالح المشتركة”، ولكن ما هي الأرضية لتلك القيم؟ ما هي القيم التي يتقاسمها الأميركيون مع تقطيع الرؤوس، والسعوديون الديكتاتوريون غير مبيعات الأسلحة والنفط؟ وعندما قال ترامب إن “أصدقائنا لن يتساءلوا أبدا عن دعمنا، ولن يشك أعداؤنا أبدا في تصميمنا”، هل كان من المفترض أن نصدق أن السعوديين هم أصدقاء ؟ أما بالنسبة إلى “الأعداء”، هل كان يتحدث عن تنظيم “داعش” الإرهابي؟ أم روسيا؟ أم سوريا؟ أم إيران؟.

واستطرد فيسك: في نهاية المطاف، كان ما حدث في الرياض هو مهرجان للكلام لا غير، فعندما قال ترامب “سنقوم باتخاذ قرارات على أساس النتائج التي تصدر في الواقع عن هذه القرارت وسوف نستعين بالخبرات التي يتمتع الأشخاص الذين سبقونا بها، ولن نتبع أسلوب التفكير الجامد وسوف نسعى لإصلاحات تدريجية”، والآن دعونا نحلل هذا الرعب الذي نطق به ترامب قليلا: كلام ترامب يعني أنه يطلق العنان للبراغماتية الوحشية، و”الإصلاحات التدريجية” التي أشار إليها ترامب فهي تشير إلى أن الولايات المتحدة لن تفعل شيئا فيما يتعلق بحقوق الإنسان ولن تتخذ أي خطوات لمنع الجرائم ضد الإنسانية، وهذا كله بالطبع لم ترتكبه إيران أو سوريا أو العراق أو حزب الله اللبناني أو الحوثيون في اليمن.

وتابع فيسك: وعندما تحدث ترامب عن “الشراكة”، كان من المفترض أن نعتقد، أنه يعني تشكيل “ائتلاف”، فبالنسبة لأميركا إن العرب هم الذين يجب أن ينزفوا وهم يقاتلون بعضهم بعضا، وكل ما يقوم به ترامب هو تشجيعهم على ذلك عن طريق توفير مورد أسلحة لهم جميعا، وهذا هو ما فعله ترامب في السعودية.

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال يوم الأحد: إن هدف بلاده هو تأسيس تحالف للقضاء على التطرف، مطالباً الدول الإسلامية بتحمل العبء لمكافحة الإرهاب، كاشفاً في الوقت ذاته أنه أبرم صفقة مع السعودية بقيمة 400 مليار دولار، وأضاف ترامب في خطابه الذي ألقاه أمام قادة الدول العربية والإسلامية اليوم الأحد إنه لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأميركية لسحق الإرهاب نيابة عنها، مشيرا إلى أن بلاده “مستعدة للوقوف إلى جانب الدول الإسلامية، لكن لن تسحق العدو نيابة عنهم”، وأشار ترامب إلى أن “95 % من ضحايا الإرهاب هم مسلمون، حيث إن الإرهابي لا يعبد الله إنما يعبد الموت.. وإذا لم نقف متحدين أمام الإرهاب فإن التاريخ والله سيحكم علينا”، وأضاف “نحن هنا لتقديم شراكة وليس لتعليم أحد طريقة الحياة أو العبادة”. وتابع قائلًا: يجب أن يتحول الشرق الأوسط لأحد مراكز التجارة العالمية، وأضاف إن “اجتماعاتي بالملك سلمان (بن عبدالعزيز) وولي العهد (محمد بن نايف) وولي ولي العهد (محمد بن سلمان) كانت تاريخية، وبذلك سنبدأ فصلاً جديدًا من الشراكة مع السعودية”.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق