التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

معارك تحرير الساحل الايمن.. انتصارات مبكرة وحسم سريع 

أربع نقاط جوهرية ومهمة يمكن تسجيلها في معركة تحرير الساحل الايمن لمحافظة نينوى، التي انطلقت في التاسع عشر من شهر شباط/ فبراير الجاري.

الاولى، ان انطلاقتها كانت سريعة، والثانية، انها حققت نتائج مهمة للغاية في ايامها الاولى، والثالثة، تمثلت بتنوع وسعة المشاركة فيها من قبل مختلف القطعات والتشكيلات العسكرية والامنية، والنقطة الرابعة هي التعاطي الايجابي على وجه العموم مع تلك العمليات من قبل وسائل الاعلام العراقية والعربية والاجنبية، دون تجاهل وجود وسائل اعلام مشاغبة وصاحبة اجندات معينة تعمل على قلب الحقائق، وتضليل الرأي العام.

خريطة لمجريات المعارك في الساحل الأيمن لمدينة الموصل العراقية

رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، اكد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون يوم الخميس الماضي، “ان عملية استعادة الجانب الايمن تسير بوتيرة اسرع مما كان مخططا لها رغم صعوبتها، حيث ان استراتيجيتنا المتبعة تتمثل بالحفاظ على المدنيين”.

ولعل القوات العراقية اعتمدت في جانب من خططها على عنصر المباغتة، الى جانب سرعة التحرك، من كل الجهات، ما ادى الى تحرير مناطق ومواقع عديدة خلال فترة زمنية قصيرة جدا، إلحاق خسائر كبيرة بعصابات “داعش”.

وكان من بين المواقع الاكثر اهمية وحيوية التي تم طرد “داعش” منها، هي معسكر الغزلاني، ومطار الموصل الدولي، هذا الى جانب احياء عديدة، ذات كثافة سكانية عالية.

ويشير قادة عسكريون يشاركون في ادارة عمليات تحرير الساحل الايمن، ان وضع اليد على معسكر الغزلاني ومطار الموصل الدولي، يعد بمثابة ضربات قاصمة ومبرحة لعناصر التنظيم، ستساهم بتسريع تحرير المدينة بالكامل.

ورغم تمركز عصابات التنظيم الارهابي بالجانب الايمن من الموصل بدرجة اكبر من الجانب الايسر، ورغم التعقيدات الفنية المرتبطة بطبيعة احياء ومناطق الجانب الايمن المكتظة بالسكان، الا ان ما يبدو حتى الان، هو ان دقة الضربات الموجهة للدواعش، وتراجع معنوياتهم وانهيارها، وتعاون ابناء الموصل مع القوات الامنية، قلب الكثير من التوقعات، والقراءات المتشائمة، وبدد جانبًا من الهواجس والمخاوف حول تعقيدات وصعوبات المعركة.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العقيد ليث النعيمي قد اكد “ان معارك تحرير الساحل الأيمن لن تطول كما تروج له بعض وسائل الاعلام، بسبب تدني معنويات عناصر داعش وارتفاع معنويات قواتنا”، مشيرا الى “أن إمكانية هروب عناصر “داعش” أصبحت معدومة بسبب محاصرة قوات الحشد الشعبي الجانب الغربي من المدينة فيما تمسك القوات المشتركة الساحل الايسر بالكامل ولا يمكن هروب اي عنصر منهم الى خارج الساحل الايسر، وسيكون مصير الدواعش اما القتل او الاستسلام”.

وفي تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع، نجد اشارات واضحة الى وجود تنسيق عالي المستوى وتوزيع ادوار بطريقة مدروسة بدقة بين قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب وسلاح الجو، وهو ما اشار اليه رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة ومسؤولون آخرون.

هذا في الوقت الذي وجه العبادي فيه رسالة مفتوحة هنأ فيها العراقيين بالانتصارات المتحققة على تنظيم “داعش”، مطالبًا القوات المقاتلة بضرورة مراعاة الجوانب الانسانية، وعدم تعريض المدنيين الابرياء للخطر والاذى، والحرص على تقليل الخسائر البشرية والمادية الى اقصى نطاق ممكن، والمحافظة على المنشآت الحكومة وغير الحكومية وعلى الممتلكات العامة والخاصة.

ومثلما نجحت قيادة العمليات في ادارة وتوجيه الحرب النفسية ضد الدواعش بشكل جيد في معارك سابقة، فإنها حتى الان حققت نجاحا ملحوظا في هذا الجانب، في معركة تحرير الساحل الايمن من الموصل، سواء من خلال الحضور المباشر لمختلف وسائل الاعلام في الميدان، او عبر القاء رسائل التطمين الى ابناء الموصل، او ابراز كل عناصر الضعف والانهيار والهزيمة في صفوف الدواعش.

وخلال الايام القليلة الماضية القت طائرات القوة الجوية العراقية مئات الآلاف من الرسائل على الجانب الأيمن، والتي كتبها مواطنو الجانب الأيسر اليهم، وتتضمن مشاعر المواطنين وحث ذويهم على التعامل والتعاون مع القوات الأمنية، من اجل التخلص من الارهابيين بأسرع وقت ممكن.

واذا كانت التكهنات تذهب حتى وقت قريب الى ان معركة تحرير الساحل الايمن قد تمتد وتطول الى نهاية العام الجاري، علما ان تحرير الساحل الايسر تطلب اربعة شهور، فإن المعطيات الحالية على الارض، تشير الى ان القوات العسكرية والامنية تحتاج الى ثلاثة شهور في ابعد التقادير لاعلان التحرير الشامل والكامل لمحافظة نينوى، بعد تحرير ساحلها الايمن، ليشكل ذلك انعطافة تاريخية مهمة تصحح ما حصل من كوارث واخطاء في حزيران/ يونيو من عام 2014.

عادل الجبوري / فارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق