التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

السعودية تراهن على “إسرائيل” في زمن المعادلات الصعبة 

لم تعد الحرب على لبنان مجرد نزهة، فالمعادلات التي أرساها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وموقف رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، شكلت رادعاً للعدو الاسرائيلي وغطائه العربي بشن أي حرب على لبنان. فكيف إذا كانت الحرب على إيران؟

فشلت تل أبيب في ليّ ذراع طهران لكنها نجحت في استقطاب دول عربية إلى مربعها المعادي لإيران، على رأسها السعودية.

فقد نفخ وزير الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، من على منبر مؤتمر ميونيخ للأمن، في نار التوتر السعودي الايراني، زاعماً أن إيران تستهدف تقويض استقرار الدول العربية وعلى رأسها السعودية، مضيفاً أن الانقسام الحقيقي “ليس بين اليهود والمسلمين “وإنما “بين أطراف معتدلة تواجه أخرى راديكالية”، آملا في الاطلاع على موقف وزير الخارجية السعودية عادل الجبير.

لم يتأخر الجبير عن إجابة طلب ليبرمان، فخرج ليقول إن إيران “أكبر دولة راعية وداعمة للإرهاب في العالم”، وأنها “تسلح منظمات ارهابية كالحوثيين في اليمن و”حزب الله” في لبنان”، مشدداً على عزمها “تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط”.

لكن الرهان السعودي على الاحتلال الاسرائيلي رهان خاطئ. جاء في دراسة لمؤسس الكيان ديفيد بن غوريون إن بقاء إسرائيل سره يكمن في تفوقها العسكري، لكن إذا انهزم الجيش ولو مرة واحدة فإن مسلسل الهزائم سيتوالى، ولن يكون باستطاعة إسرائيل وقف ذاك المسلسل الكابوس.

في نظرة سريعة إلى السنوات العشر الأخيرة، لم تفز تل أبيب بحرب واحدة بدءا من حرب تموز مع لبنان عام 2006، والتي كانت بغطاء عربي سعودي، مروراً بالحرب على غزة جنوب فلسطين المحتلة في الأعوام 2008 و2012 و2014. لا بل إن معادلة الردع القديمة الجديدة التي أرساها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، في ما يتعلق بقصف حاويات الأمونيا، وذهابه أبعد من ذلك، عندما هدد بقصف السفينة التي توزع الأمونيا على الحاويات، ناصحاً الاحتلال بتفكيك المفاعل النووي في ديمونة، كلها معطيات تؤكد أننا نعيش زمن الانتصارات، أما العدو الاسرائيلي فإنه يعيش زمن الكوابيس.

أرعب كلام إسرائيل وأزعج بعض اللبنانيين الموالين للسعودية، فصرخوا أن الكلام هدد علاقات لبنان مع بعض العرب. قض كابوس آخر مضجع تل أبيب التي كانت قد وصفته بأنه وجع رأس جديد لها عندما انتخب ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية.

قال عون بصراحة: “الزمن الذي كانت فيه إسرائيل تمارس سياستها العدوانية ضد لبنان من دون رادع ولى إلى غير رجعة، وأية محاولة للنيل من السيادة اللبنانية أو تعريض اللبنانيين للخطر ستجد الرد المناسب”.

من المؤكد أن العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية يضعون الترتيبات والاستعدادات لتوجيه عدوان جديد ضد “حزب الله” في لبنان، لكن المؤكد أيضاً أن عدم ضمان النتائج المرجوة والخوف من انقلاب الصورة بشكل عكسي يؤدي إلى هزيمة نكراء سيردع العدو الإسرائيلي من القيام بأية مغامرة غير محسوبة. فكيف لهذه الدول أن تواجه إيران، الداعمة لـ”حزب الله”؟ّ
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق