التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

أولى ارتدادات مؤتمر “الأستانة” 

بدأت أولى ارتدادت مؤتمر “الأستانة”، الذي ينعقد في العاصمة الكازاخية بهدف التوصل إلى حل سياسي في سوريا، بالظهور حيث تضمّنت مسودّة البيان الختامي رغبة ايران وروسيا وتركيا في محاربة داعش وجبهة فتح الشام وفصلهما عن فصائل المعارضة الأخرى، وهو المقترح الذي كانت ترفضه واشنطن من قبل.

مسودّة البياني الختامي

مفاوضات البياني الختامي بين وفود روسيا وإيران وتركيا، تضمّنت الانتقال من المواجهات العسكرية إلى المفاوضات السياسية بين مختلف الأطراف الفاعلة في سوريا، و”لا حل عسكري للصراع في سورية، والاستعداد لتحقيق تسوية سياسية سلمية”.. وتأكيد “إنهاء الصراع في سورية من خلال حل سياسي عبر عملية انتقال سياسية يقوم بها ويقودها السوريون”.
واللافت أن كل من تركيا وروسيا وإيران أعلنوا في مسودة بيان الأستانة رغبتهم في محاربة داعش وجبهة فتح الشام وفصلهما عن فصائل المعارضة الأخرى، وهو المقترح الذي كانت ترفضه واشنطن من قبل.

كما اتفقت الدول الثلاث على وحدة الأراضي السورية وأن تكون التسوية سياسيا تسوية استنادا إلى القرار الدولي 2254، وليست عسكرية.

كما تعهدت الدول الثلاث باتخاذ الخطوات اللازمة للضغط على الأطراف في سوريا من أجل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه نهاية شهر كانون الاول الماضي، والهادف للتقليل من حدة العنف، وإيقاف الخروقات، وإيصال المساعدات الإنسانية غير المشروطة.

كذلك، عبرت الدول الثلاث عن دعمها موافقة الدولة والمعارضة السورية على حضور مؤتمر جنيف المزمع عقده في الثامن من شهر شباط القادم، متأملين أن تكون محادثات “الأستانة” منصة للحوار المباشر بين الطرفين.

انطلاق الجولة الثانية من المحادثات

في السياق، انطلقت، اليوم الثلاثاء، الجولة الثانية، من محادثات مغلقة وغير مباشرة في العاصمة الكازاخية “الأستانة”، بين وفدي الدولة و المعارضة السورية، فيما أبدى الأخير تحفظات على مسودة البيان الثلاثي.

وتحدّثت مصادر أن وفد المعارضة سيصدر غالباً، بياناً يتحفظ فيه على بعض النقاط التي وردت في مسودة البيان الختامي للمحادثات، الذي صاغته كل من إيران وروسيا وتركيا، وتابع: إن وفد المعارضة لديه تحفظ على بند تحدث عن “علمانية الدولة”، بدلأ من “نظام ديمقراطي يحدده الشعب”.

وصرح مصدر في المعارضة السورية في أستانا لوكالة سبوتنيك اليوم الثلاثاء أن “النقطة الرئيسية بالنسبة للمعارضة، والتي تجري مناقشتها الآن خلال المفاوضات حول سوريا في أستانا، هي وضع آليات محددة لضمان الهدنة”.

وقال المصدر “الآن تجري المناقشات حول وضع آليات محددة للهدنة وضمانها في سوريا”، ووفقا له، فإن “روسيا تضمن الالتزام بالهدنة، لكن هذا غير كاف”، مضيفاً “نود أن نرى وثيقة توضح فيها آليات محددة للرقابة على الهدنة”.

فتح الشام تشتبك مع فصائل مسلّحة في إدلب

على صعيد متّصل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) و تشكيل ما يسمى بجيش المجاهدين الذي تنضوي تحت لوائه كتائب و مجموعات عسكرية معارضة، في بلدات عدة بريف إدلب.

و قال ناشطون معارضون إنّ أرتالًا تابعة لفتح الشام حاولت بعد غروب شمس الاثنين 23 كانون الثاني/يناير الجاري، التحرك من ريف حلب الغربي إلى مناطق الاشتباكات بريف إدلب.

و لم تصدر جبهة فتح الشام أي بيان أو توضيح لأسباب هجومها على ما يسمى بجيش المجاهدين، فيما تصاعدت حدة الانتقادات الشرعية و الشعبية ضدها على خلفية ذلك.

و كانت الجبهة قد أعلنت ظهر الاثنين عن فك بيعة جند الأقصى لها، مرجعة ذلك إلى عدم التزام الجند بالبيعة و الولاء لأبي محمد الجولاني، و مواصلة الاقتتال مع مجموعات معارضة أخرى، أبرزها صقور الشام وأحرار الشام.

من جهة اخرى أعلن القائد العام لـ “ألوية صقور الشام” المدعو “أبو عيسى الشيخ” النفير العام ضد ما أسماهم الشرذمة المارقة في إشارة واضحة لمسلحي جبهة النصرة. كلام الشيخ جاء في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على تويتر حيث قال: “دافعنا عنهم في المحافل فآثروا الغدر والختر والطعن في الظهر، اصطففنا معهم وشددنا أزرهم فاصطفوا مع المجوس وأنقضوا ظهرنا و صبرنا صبر الرجال على أحفاد ابن ملجم فليروا الآن منا غضب الرجال، لا نجونا ولا نجت الثورة إن نجت هذه العصابة فمن لم يغضب اليوم فلا غضب له. فالنفير النفير لا جبن ولا عجز ولا كسل ولا سقوط همة قوموا قياما على أمشاط أرجلكم ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا. اليوم يوم الرجال والساح ساح النزال، ولا عزاء لأشباه الرجال ولربات الحجال، ولا نامت أعين الجبناء والمتلونين والمتخنثين”.

وإلى ذلك أعلن أحد “أمراء” جبهة النصرة المدعو “علي العرجاني” انشقاقه عن جبهة النصرة بسبب ممارسات النصرة بحق الفصائل في ريفي حلب وإدلب.

فتح الشام: لا مسار سياسي

وفي وقت سابق، قالت جبهة فتح الشام إن المسار السياسي لحلّ الأزمة السورية لم يكن يخدم “الثورة” في أي مرحلة من المراحل، مؤكدة أن المشاركة في مؤتمر أستانة يعتبر إذلالاً لتضحيات “مسلّحي النصرة” طالما روسيا هي الراعية والضامنة للمفاوضات.
وفي بيان أصدرته السبت، أشارت جبهة فتح الشام إلى أن الذهاب إلى أستانة هو رضى مباشر أو غير مباشر ببقاء “الأسد”، معتبرة أن المسار السياسي الذي واكب “الثورة الشامية” لم يكن في مرحلة من مراحله يخدم أهدافها.

وأضاف البيان أنّ الجبهة ليست ضدّ إيقاف القصف وفكّ الأسرى، لكنها لا ترضى استخدام شعارات ومواضيع تجميلية تخفي في ظلالها “بيع الشمال وإفشال جهاده وثورته”، بحسب تعبير البيان.
وأكدّت الجبهة أن “حق التفاوض في الأستانة حول مصير البلد والناس لا يملكه أحد بعينه، ولا يحق لفئة أو مجموعة أن تقوم بالدور دون كامل أطياف الثورة”، محذرة من المغامرة بمصير الساحة وتجاوزها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق