التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

قصف أمريكي “بالجملة” عن طريق الخطأ.. ما الذي يحدث في شمال سوريا؟ 

بينما تتحدّث واشنطن عن بحث خياراتها المتعددة بشأن الازمة السورية، في ظل رفض الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر التعليق حول ما إذا كانت بلاده تنوي شن ضربة جوية على القوات السورية، تواصل القوّات الجويّة الأمريكية قصفها عن طريق الخطاء للمدنيين في سوريا.

آخر هذه الضربات كانت بالأمس في حلب والرقّة على حد سواء، حيث قالت واشنطن إنه و بعد تحضيرات إستخباراتية دقيقة، قامت طائرتان مقاتلتان من طراز ” إف-16″ وطائرتان آخرتان من طراز ” أك-130″ بتنفيذ ضربات مخططة على مجموعات من تنظيم داعش الإرهابي في مناطق الإشتباكات مع “الجيش السوري الحر”، في المنطقة الواقعة بين “مارع وسنبل ” في حلب. ولكن القصف طال مارع نفسها وما يسمّى بالمعارضة المعتدلة.

وبما أنه وليس من مصلحة السلطات التركية التي تقصف الأكراد بغض طرف أمريكي وكذلك قادة الفصائل المعارضة الموالية لتركيا الإعلان عن هذه الأخطاء الأن بصوت مرتفع، لم يتم الكشف عن أية معلومات عن الضحايا بين المدنيين والسكان والمسلحين.

خطأ مقصود

بعض الخبراء اعتبرو أن هذه الغارات الامريكية ليست غارات اعتيادية ولا تشابه مثيلاتها في الأيام والشهور الماضية، وتستحق التوقف عندها والبحث في خفايا اهدافها ورسائلها. فقد تحدّثت مصادر عسكرية “عن خطأ أخر مقصود”؛ لإنه في هذا الوقت تتقدم قوات سوريا الديمقراطية ” SDF” التي شكلتها أمريكا والتي تشكل الوحدات الكوردية وحداتها الضاربة ، تتقدم نحو مدينة ” الباب”. ولذا يبدو إن أمريكا تردع منافسي قوات سوريا الديمقراطية من الجيش السوري الحر.

و يعتقد بعض الخبراء إن مقاومة تركيا للسياسة الأمريكية، أصبحت أشد بعد سلسلة من التصاريح السلبية من الحكومة التركية تجاه أمريكا. حيث إتهم أردوغان أمريكا بالأستمرار في “الدعم المادي والعسكري للإرهابيين الكرد”.

مقابل هذه الرؤية، يعتقد خبراء آخرون أن أمريكا تريد إستخدام تركيا وفصائل الجيش الحر الموالية لها لمنع توحد الوحدات الكردية في كوباني وعفرين، وفي الوقت عينه منع المجموعات المحسوبة على تركيا من تعزيز قوتها بنفس الوقت.

قصف قرية كردية بريف حلب الشمالي

على صعيد متّصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، باستهداف طائرات حربية، قرية كردية في ريف حلب الشمالي، مما ادى الى مقتل واصابة العشرات من الاشخاص.
وقال المرصد انه “علم من عدة مصادر موثوقة، أن طائرات لا يعلم حتى اللحظة، إذا ما كنت تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش أو لسلاح الجو التركي، استهدفت قرية ثلثانة التي يقطنها مواطنون كورد، والواقعة على بعد نحو 16 كيلومتراً شمال غرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.

المرصد ان القصف اسفر عن مقتل وجرح 60 شخصا، تأكد مقتل 13 منهم على الأقل، لافتا الى ان عدد القتلى قابل للزيادة، مشيرا الى انه هناك معلومات عن مقتل نحو 20 شخصاً.
وقالت الوكالة في نبأ لها، “ارتكب الطيران الحربي للتحالف الدولي والتركي مجزرة مروعة في قرية ثلثانة بريف الباب راح ضحيتها أكثر من 18 مدنياً وإصابة العشرات”.

أخطاء بالجملة

لم يكن خطأ مارع يتيماً بالأمس، ففي الرقّة أيضاً قتل مدنيان، أمس الأربعاء، إثر غارتين لطائرات التحالف الدولي على مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي

وأوضح المصادر أن إحدى الغارات استهدفت المنطقة قرب حاجز “المشلب” شرقي المدينة، ما أسفر عن مقتل رجل وشاب كانا بداخل سيارة، في حين استهدفت الغارة الثانية المنطقة قرب مسجد “النووي”.

وقبل أمس الثلاثاء، كذلك قضى عدد من المدنيين، بقصف لطائرات التحالف الدولي على قرية الكرين في ريف الرقة الغربي. كذلك، قضى ثلاثة مدنيين وجرح ثمانية آخرون قبل أسبوع بغارات لطائرات التحالف الدولي على الريف الغربي لمدينة الرقة.

هذا هو واقع الضربات الأمريكية في سوريا، ففي حين يتغنّى الكونغرس الأمريكي بأن هامش الخطأ لدى صورايخه وطائراته لا يتعدّى السانتيمترات نرى أن هذه الحوادث باتت أمراً طبيعياً في سوريا، ما دفع بالعديد من روّاد وسائل التواصل الإجتماعي لتهكّم أمريكا بالقول: إن الطائرات الأمريكية باتت تضرب داعش عن طريق الخطأ، في إشارة إلى أن أغلب الضربات تطال المدنيين.
لم تكن هذه الضربات التي تستهدف المدنيين بجديدة على السوريين فبل عام تقريباً، وتحديداً في 18 تشرين الأول/ أوكتوبر 2015 أغارت الطائرات الامريكية على محطات الكهرباء في مدينة حلب شمال سوريا، لتطفئ أنوارها بنيرانها.

هذه الضربات التي ارتفعت وتيرتها في الأيام الأخيرة، تزامنت مع ما كشفته مصادر في موسكو وبرلين عن خطة لحلف الناتو بضرب الجيش العربي السوري وحلفاءه، هذه الخطة قد يتم تنفيذها خلال الأيام القليلة القادمة مهما كان الثمن حسب ما أكده مركز فيريل للدراسات في برلين. وأوضح المركز أن أكثر من 800 طائرة من الناتو ستضرب سوريا خلال أيام بمشاركة 14 دولة والتمويل سعودي تستهدف مركز القيادة والأركان في الجيش السوري في دمشق واغتيال قياداته العليا. تصاريح المركز الألماني تزامنت مع قرع الصحافة الأمريكية لطبول الحرب حيث نشرت الصحف الأمريكية كـ”واشنطن بوست” و”وول ستريت جورنال”، تقارير وتحليلات ذات طابع عسكري، فضلاً عن الحديث عن الخطّة “ب” في أكثر من تقرير.

محلل: الخطة “ب” لأمريكا هي القبول ببقاء الأسد

على صعيد متّصل، قال المحلل العسكري لدى شبكة CNN، الكولونيل المتقاعد ريك فرانكونا، إن سبب تصاعد التوتر بين أمريكا ووسيا بسبب الأزمة السورية هو اختلاف أهداف الدولتين، وإنه يعتقد أن خطة أمريكا البديلة ستكون التخلي عن محاولة الإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد.

وأضاف فرانكونا أن الأمريكيين والروس لم يعد لديهما أرضية مشتركة يستندان إليها في أي نوع من المحادثات، وأن واشنطن كانت تسعى إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى أن الجزء الشرقي من حلب، وأنه وفقا للمحادثات الروسية الأمريكية “كان من المفترض أن يُوقف الروس القصف ويُوقف السوريين القصف، والسماح لقوافل المساعدات دخول المدينة، وهذا لم يحدث أبدا. في الواقع، لم يتوقف الروس قصف السوريين.”

وذكر المحلل العسكري أن أهداف أمريكا بسوريا لطالما كانت التخلص من تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة، التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وإزالة بشار الأسد من رئاسة الدولة عبر حل سياسي، ويعتقد فرانكوا أن “خطة أمريكا البديلة هي التخلي عن محاولة الإطاحة بالأسد، والتركيز على القضاء على داعش وجبهة النصرة.”

وأشار إلى أن واشنطن تراقب “إعداد ساحة المعركة عبر التسلح بكمية هائلة من القوات الجوية التي وُضعت في حلب ومدن أخرى، وتقدم الجيش السوري بدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وعناصر عراقية في السيطرة على الأراضي، بسبب الغطاء الذي كانوا يحصلون عليه عبر سلاح الجو الروسي.”
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق