التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

كاتب امريكي: الإمبريالية الأمريكية هي القوة الأكثر خطورة على هذا الكوكب، وتسعى لتعويض تراجع مكانتها في الاقتصاد العالمي باستخدام القوة العسكرية 

قال الكاتب الامريكي الشهير “باتريك مارتن” في مقال له يوم الأحد على موقع “وولد سوشاليست” إن الإمبريالية الأمريكية هي القوة الأكثر خطورة على هذا الكوكب، كما أنها تسعى لتعويض تراجع مكانتها في الاقتصاد العالمي عن طريق استخدام تفوقها العسكري، والقوة الوحيدة التي يمكن أن تفادي وقوع كارثة للبشرية هي الطبقة العاملة الدولية، والقتال على أساس برنامج اشتراكي.

وقال الكاتب: إن أهم قضية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي أن أي من المرشحين الرأسماليين الرئيسين، الحزب الديمقراطي المتمثل بهيلاري كلينتون والجمهوري بدونالد ترامب، وكلاهما يتحدث عن احتمال متزايد بأن الرئيس القادم للولايات المتحدة سيأمر بعمل عسكري مباشر ضد روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية وجميع البلدان التي تمتلك أسلحة نووية.

وتابع الكاتب بالقول: فقد جرى التأكيد على الخطر المتزايد لمثل هذه الحرب بعد القصف الأمريكي للجيش الحكومي السوري يوم السبت الفائت مما أسفر عن مقتل العشرات من جنود الجيش السوريين حيث تدعي امريكا أن ذلك كان قد تم عن طريق الخطأ، وخطأ مشابه يمكن أن ترتكبه الولايات المتحدة مرة اخرى يمكن أن يؤدي بسهولة إلى وفاة جندي روسي وتتصاعد الازمة الى مواجهة عسكرية شاملة بين القوتين اللتين تسيطران على 93 في المئة من الأسلحة النووية في العالم.

وقال الكاتب: ووسائل الإعلام الأمريكية هي متواطئة في الحفاظ على التعتيم على خطر تصاعد الحرب إثر الممارسات الامريكية، بينما القوات الامريكية تنفذ وبشكل شبه يومي على الحدود الروسية مع أوروبا الشرقية، وفي المياه الساحلية المتاخمة للصين، وفي شبه الجزيرة الكورية، حماقات مختلفة ووسائل الإعلام تحول انتباه الجمهور إلى قضايا تافهة نسبيا كنوبة كلينتون مع الالتهاب الرئوي، ووقاحة ترامب الكاذب ودوره في مناهضة أوباما والتكهنات التي لا نهاية لها على المرشح الذي يكتسب ميزة في التشهير المتبادل بينهما.

وأردف الكاتب: وقد كان واحداً وسط عدد قليل من الاستثناءات التي كسرت الصمت الامريكي بشأن مسألة الحرب مقال بقلم وزير الدفاع السابق روبرت غيتس الذي شغل هذا المنصب في إطار كل من جورج بوش وباراك أوباما حيث نشرت طبعة نهاية الأسبوع في وول ستريت مجلة تحت عنوان، “القائد العام للقوات المسلحة يلتفت نحو التالي”.

وقال الكاتب: فغيتس ينتقد كلينتون لتقديم تنازلات لفظية بحتة حيث قال انها قدمت الحرب إلى المشاعر الشعبية المناهضة، وذلك كان في أساس بيان لها خلال ندوة 7 سبتمبر في مدينة نيويورك، هذا ويستبعد نشر قوات برية امريكية في سوريا والعراق، والتي يسميها “لدوافع سياسية قاطعة”، ويحذر كلينتون من التحدث وراء العموميات حول كيف أنها ستتعامل مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية والشرق الأوسط من أجل كسب التأييد، وهو أقسى بكثير، ومع ذلك، ومن أجل ترامب، الذي وصفه وبصراحة بأنه “غير قابل للإصلاح، وهو جاهل، وكيف من الممكن أن يقود البلاد والحكومة وسط مزاجه غير الملائم لقيادة الرجال والنساء في الجيش، وهو غير مؤهل ليكون القائد العام للقوات المسلحة، وفي هذا التقييم، يعكس غيتس التوافق داخل جهاز الاستخبارات العسكرية، التي تعتبر ان هناك ورقة رابحة لا يمكن الاعتماد عليها وهي روسيا، نظراً لما يتمتع به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ميزات، وتعتبر تهديد ترامب العسكري ضد تنظيم “داعش” الارهابي بأنه مجرد نبرة صوت عالية وكلينتون، من ناحية أخرى، تم اختبارها على مدى فترة طويلة من الزمن، وقدمت الدعم لسلسلة كاملة من الاجراءات العسكرية، بما في ذلك الحروب في البوسنة وكوسوفو والعراق وليبيا، فضلا عن التدخل المستمر في سوريا من قبل الولايات المتحدة.

وأضاف الكاتب: لكن العنصر الأكثر أهمية في مقال غيتس هو أن له فرضية أساسية وهي أن الولايات المتحدة تتجه حتما نحو الحرب، حيث يكتب: “أنت لن تعرف ذلك من الحملات الرئاسية، ولكن الأزمة الخطيرة الأولى لمواجهة الرئيس الجديد لدينا على الأرجح سوف تكون دولية، فقائمة الاحتمالات هي طويلة، أطول مما كانت عليه قبل ثماني سنوات، فامريكا تعاني من العديد من الأزمات العسكرية المحتملة: مع الصين في بحر الصين الشرقي والجنوب، مع روسيا في أوكرانيا، ودول البلطيق، ومع كوريا الشمالية ، ومع الشرق الأوسط في بما في ذلك سوريا والعراق وليبيا.

وقال الكاتب: وتابع وزير الدفاع السابق: “وكل هذه التحديات التي قد تتطلب استخدام الجيش الأمريكي، الذي يعتبر الأكثر نفوذا في العالم على الاطلاق،” وبعبارة أخرى، فغيتس يتصور الرئيس المقبل بأنه سيطلب عملاً عسكرياً ضد روسيا أو الصين، فالقوة النووية لامريكا هي ثاني أو رابع أكبر ترسانات العالم، بل ولأبعد من ذلك، فيوجد هناك إمكانية عمل عسكري أمريكي ضد كوريا الشمالية التي تمتلك أسلحة نووية، وهنا غيتس يعطي لمحة عن المناقشات التي تجري في أوساط الجيش الأمريكي ومؤسسة السياسة الخارجية، حيث يؤخذ إلى حد كبير أمر مفروغ منه في هذه الدوائر وهو أن القوات الأمريكية ستشارك قريبا في العمليات العسكرية واسعة النطاق، وليس حرب العصابات أو مكافحة الإرهاب، التي تنطوي على مزيج من الحرب الإلكترونية، ولكن حرب في البر والبحر والجو وحتى باستخدام القوة النووية.

وأضاف الكاتب: وتتخذ هذه المناقشات شكلاً متهوراً على نحو متزايد، حيث اعرب أحد الكتاب في تعليق آخر نشر في نهاية هذا الاسبوع، على الموقع الإلكتروني لمجلة نيوزويك، تحت عنوان ملفت للانتباه، “هل ينبغي لنا أن نستخدم السلاح النووي قبل أن يستخدم كيم جونغ أون القنابل النووية علينا؟، والمؤلف هو مايكل أوهانلون، وهو ناشط في السياسة الخارجية منذ فترة طويلة في معهد بروكينغز، وهو عضو في مركز أبحاث رئيسي للحزب الديمقراطي، أوهانلون دعم الحرب على العراق ويدعم الآن هيلاري كلينتون، ويلاحظ أنه عندما اعتبر أن البيت الأبيض ولفترة وجيزة أعلن عن سياسة عدم استخدام الأسلحة النووية لأول مرة وسط تعارض من قبل أولئك الموجودين في معهد بروكينغز الذين يجادلون بأن منطقة شمال شرق آسيا قد تكون حالة خاصة، بالنظر إلى الأسلحة النووية ووجود كوريا الشمالية، في حين أن أوهانلون نفسه يصرح بمعارضة الولايات المتحدة لأول مرة عن اضراب الأسلحة النووية ضد كوريا الشمالية على أساس النفعية البحتة، وذلك بسبب تفوق القوات الامريكية والكورية الجنوبية في التقليد التسلحي.

وإختتم الكاتب بالقول: ولا واحد في الألف من بين الأمريكيين على علم بأن أولئك الذين يوجهون السياسة الخارجية الامريكية، وفي كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، يبحثان بنشاط عن حرب نووية، وليس بشكل نظري، ولكن يمكن وصف المسألة بالعملية الناجمة عن تصاعد المواجهات مع روسيا والصين، وهذا سيكون له نتائج لا ترحم نتيجة تطور الإمبريالية الأمريكية على مدى ربع القرن الماضي، عندما انخرطت في حرب مستمرة تقريبا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق