التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

المنظمة الإرهابية “دفع الثمن”.. من الماضي إلى الحاضر 

تتزايد يوماً بعد آخر جرائم المستوطنين واليهود المتطرفين ضد أرواح وممتلكات الفلسطينيين ضمن جرائم “الحقد الكراهية” التي ينفذها أشخاص ينتمون إلى منظمة إرهابية تطلق على نفسها إسم “دفع الثمن” أو “جباية الثمن”.

فمن هي هذه المنظمة، وما هي الجرائم التي إرتكبتها وترتكبها ضد الفلسطينين في الأراضي المحتلة؟

التأسيس والنشأة

ظهرت منظمة دفع الثمن “” Price Tag عام 2008 وهي حركة إرهابية تضم مجموعات من المستوطنين المتطرفين غالبيتهم من صغار السن، ينفذون جرائم تستهدف أرواح وممتلكات الفلسطينيين، وتتعمد ترك تواقيع وشعارات عنصرية في الأماكن التي ترتكب فيها هذه الجرائم التي نُفذ أغلبها في القدس ومناطق مختلفة من الضفة الغربية.

وتحظى هذه المنظمة بدعم واسع من الكثير من الأحزاب الإسرائيلية والحاخامات الصهيونية، وتعتبر رأس الحربة في توسيع الإستيطان وتهويد الأراضي المحتلة، ونزع الصبغة الفلسطينية عنها في جميع المناطق التي تستهدفها.

المتبنيات والأهداف الأيديولوجية

يشترك أعضاء ومؤيدو منظمة “دفع الثمن” بتبني “الفكر العنصري” الذي يستند إلى الكراهية الشديدة للفلسطينيين، ويدعو إلى قتلهم أو طردهم من مناطقهم من ناحية، وتكريس الإستيطان لاسيّما في الضفّة الغريبة والإسراع في تهويدها وضمّها إلى كيان الإحتلال من ناحية أخرى.

وتظهر هذه المنظمة الإرهابية جرائمها ضد أرواح وممتلكات الفلسطينيين على أنها ردّة فعل تجاه القرارات المتعلقة بالإستيطان، من قبيل إخلاء بؤرة إستيطانية عشوائية أو قرارات سياسية ذات علاقة بمفاوضات التسوية المتعثرة مع السلطة الفلسطينية. ولهذا السبب إختارت المنظمة إسم “دفع الثمن” أو “جباية الثمن” عنواناً لها.

وقد أُستعملت هذه التسمية في البداية وصفاً لجرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق الضفة الغربية قبل أن تمتد إلى القدس وباقي المدن والقرى المحتلة. وتوزعت هذه الجرائم بين القتل وتخريب وحرق أماكن العبادة وتدنيس المقابر وإلقاء العبوات الناسفة وإحراق السيارات وإطلاق النار على الفلسطينيين بهدف القتل، مع ترك شعارات وتواقيع على هذه الجرائم.

ومنذ بداية عام 2013 وحتى نهاية أبريل/نيسان من العام نفسه نفّذت هذه المنظمة الإرهابية 167 جريمة حسب إعترافات سلطات الإحتلال. وتؤكد المعلومات المتوفرة في هذا المجال إنَّ هذه الجرائم قد تواصلت وبنفس الوتيرة عام 2014 واستمرت حتى الآن، ما يؤكد أن هذه الأعمال الإرهابية هي أفعال مخطط لها بدقة وتجري تحت سمع ونظر حكومة الإحتلال وأجهزتها الأمنية والعسكرية.

ومن بين هذه الجرائم تدنيس مساجد في “أم الفحم” وحرق أخرى في “طوبا الزنجرية” وتدمير سيارات فى قرى كثيرة بينها نين وأم القطف، وكتابة شعارات عنصرية على مبانٍ في القدس الشرقية ومدن أخرى منها صفد ويافا وبيت لحم وياسوف، وقصرة في قضاء نابلس.

كما قامت هذه المنظمة بإتلاف البساتين والمزارع خصوصاً مزارع الزيتون وعلى نطاق واسع في الكثير من المناطق الفلسطينية، وكذلك إغلاق الشوارع بوضع صخور أو مسامير لإعطاب المركبات فى أحياء شرقي القدس مثل “الشيخ جراح” و “العيزرية”.

وتؤكد المنظمات الحقوقية الدولية إن عصابة “دفع الثمن” وغيرها من العصابات الإجرامية تمادت باستهداف المقدسات الدينية (الإسلامية والمسيحية) في الأراضي المحتلة، ونفذت خلال العامين الأخيرين نحو 700 جريمة. كما تشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن 95% من هذه الجرائم تغلق دون فتح ملفات جنائية وتسجل ضد مجهولين.

وتستمر أعمال الترهيب هذه في بعض الأوقات بصفة شبه أسبوعية ولا تستثني الكنائس ونشطاء السلام والسيّاح الأجانب المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني والمناهضين لبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة. وعادة ما ترتكب هذه الجرائم تحت جنح الظلام على خلفية عنصرية وهي تسجل تصاعداً بين الحين والآخر لاسيّما في مدينة القدس والضفة الغربية.

وتحمّل المنظمات الإنسانية الدولية الحاخامات اليهودية التي تبث روح الكراهية المسؤولية عن إرتكاب هذه الجرائم. كما تحمّل الحكومة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام “الشاباك” المسؤولية عن إستمرار هذه الجرائم التي شبّهتها الكثير من وسائل الاعلام الإقليمية والدولية بجرائم منظمة “داعش” الإرهابية أو بالسرطان الذي يهدد بالإنتشار فى جميع أنحاء الجسم، مؤكدة أن الأمر خطير للغاية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشعار العنصري ضد الفلسطينيين على المستوى السياسي الرسمي والحزبي الإسرائيلي لا يقل درجة عن تطرف غلاة المستوطنين، كما لا يتورع الكثير من المسؤولين الإسرائيليين عن الدفاع عن القتلة، بل والثناء في معظم الأوقات على ما يرتكبونه من جرائم.

في الختام يجب التأكيد على أن حركة “دفع الثمن” هي منظمة إرهابية وإن غضَّ الكيان الإسرائيلي الطرف عنها، واحتضنها كبار المسؤولين في هذا الكيان خصوصاً اليمين المتطرف. فهذه الحركة لا تزال تسرح وتخرّب وتعربد في المدن والقرى الفلسطينية دونما رادع. ولو كانت هذه المنظمة غير يهودية لرأينا كيف تعامل معها الكيان الإسرائيلي وحماته الغربيين وعلى رأسهم أمريكا. فالتمييز واضح؛ بل صارخ في هذا المجال. وبات معروفاً لدى القاصي والداني بأن هذه الجرائم هي الثمن الذي يجب أن يدفعه الشعب الفلسطيني لصموده ودفاعه عن أرضه ومقدساته ورفضه لكل أشكال العنصرية ومحاولات القتل والتهجير التي مارستها وتمارسها ضده سلطات الإحتلال منذ نحو سبعة عقود من الزمن وحتى الآن.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق