التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

الموقف الأمريكي والسعودي من مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل! 

أثارت سلسلة الإنتصارات في الآونة الأخيرة التي حققها الحشد الشعبي بالتعاون مع القوات الحكومية، على عناصر تنظيم داعش الارهابي في عدة محاور، قلقا أمريكيا بشأن مصير التنظيم الذي بات قاب قوسين لا أكثر.

وتعد الزيارة المفاجئة لنائب وزير الخارجية الامريكي “أنتوني بلينكن” في وقت متأخر ليل الثلاثاء 13/9/2016، الى العراق للقاء مسؤولي بغداد وإقليم كوردستان قبيل انطلاق عمليات استعادة الموصل من تنظيم داعش، خير دليل على القلق الأمريكي من تعاظم دور الحشد الشعبي في تحرير الاراضي العراقية من سيطرة التنظيم الارهابي، وللقيام بمناورة تتمكن من خلالها واشنطن من تحجيم دور الحشد في العملية العسكرية المقبلة، أي تحرير معقل التنظيم في الموصل.

وجاءت زيارة المسؤول الامريكي الرفيع بحسب مازعمت السفارة الامريكية في العراق، أن نائب السفير سيناقش “القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية مع المسؤولين الحكوميين، ومن ضمنها شراكة واشنطن طويلة الأمد مع العراق بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي”، ويرافق نائب الوزير في زيارته هذه كل من “بريت ماكورج” المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى “جوزيف بيننغتون”.

ويجتمع بلينكن مع رئيس مجلس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” وغيره من المسؤولين العراقيين على الصعيد الوطني والمحافظات لمناقشة مجموعة من القضايا الاقتصادية والأمنية بحسب ادعاءات السفارة الامريكية.

ويخيل للكثيرين بأن هذه الزيارة المتأخرة، جاءت كبادرة حسن نيّة من قبل الامريكي لدعم خطة تحرير الموصل، وتقديم دعم واشنطن لبغداد للخلاص من الإرهاب. ولكن المتابع لردود فعل المسؤولين العراقيين على الزيارة، يتوصل الى أن ماتكمنه هذه الزيارة الكثير من المطالب الامريكية السافرة، ونواياها أبعد من أن تكون قلقة على مصلحة العراق وشعبه.

بل العكس، تهدف الزيارة الامريكية الى تكريس تقسيم العراق على أساس طائفي، نسبتا لمشروع واشنطن الاستراتيجي في المنطقة، القائم على أساس نفث الفوضى لتحقيق مصلحة الكيان الاسرائيلي وحمايته من مساعي تحرير أرض القدس من رجسه.

ولو رجعنا في الذاكرة قليلا، وفي العام 2015 على وجه التحديد، لوجدنا أن تبرع واشنطن بـ 560 عسكريا أمريكيا لمحاربة تنظيم داعش ماهو إلا افتراء واضح، ومع هذا العدد من الجنود يغدو عديد القوات الامريكية المنتشرة في العراق 4647 عسكريا موزعين على أهم القواعد العسكرية العراقية في الوسط والشمال، وبهذا الانتشار العسكري المريب ستتمكن واشنطن من قطع أوصال العراق الى ثلاثة أقسام ويحول دون وصول القوات الاتحادية العراقية وقوات الحشد الشعبي، للمناطق القابعة تحت سيطرة داعش لتحريرها، لاسيما بأن قوات الحشد الشعبي تحملت أغلب أعباء التحرير في صلاح الدين والانبار والديالى وجنوب غرب كركوك، والفلوجة والى الموصل حديثا.

إن نشر أمريكا لقواتها في إحدى القواعد التي لاتبعد سوى 40 كيلومترا جنوب “الموصل” والى الغرب من “مخمور” التي يسيطر عليها البيشمركة، ماهو إلا محاولة سافرة هدفها قطع الطريق على الحشد الشعبي للحيلولة دون مشاركته في تحرير الموصل، ولأجل ضمان حدود الإقليم الكردي الذي توسع على حساب المحافظات العراقية الاخرى.

ولهذا تأججت التصريحات المنددة بالتدخلات الامريكية في معارك العراق، والتي كان في أولها رد فعل القيادي في الحشد الشعبي “هادي العامري”، والذي أكد فيه أن الموصل ستحرر بسواعد العراقيين وتصحياتهم، كما تحررت الفلوجة والقيارة، وأن العراق ليس بحاجة الى جنود أمريكا لتحرير أرضه.

كما اكدت شخصيات عراقية أخرى أن العراق لا يقف على مفرق طرق كما يزعمون “إما داعش او أميركا ومشروع التقسيم”، بل سيبقى موحدا بدماء وجهود وتضحيات أبنائه من جميع المكونات والمحافظات.

جدير بالذكر أن السعودية طالبت عدة مرات بتفكيك مجموعات الحشد الشعبي التابعة رسميا لهياكل الدولة العراقية، والتي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي ضد تنظيم داعش الارهابي.

وجاءت دعوات السعودية على لسان وزير خارجيتها “عادل الجبير”، متهما الحشد بـ”تأجيج التوتر الطائفي”.

واستدعت وزارة الخارجية العراقية، في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، السفير السعودي لدى بغداد “ثامر السبهان” احتجاجا على تصريحات أدلى بها، إذ قال: إن قوات الحشد الشعبي التي تقاتل داعش، لا تلقى قبولا لدى الأكراد وأبناء السنة في البلاد، داعيا إياها إلى ترك جبهات القتال للجيش العراقي.

مما سبق ذكره نستنتج أن الحضور الفاعل والواسع لقوات الحشد الشعبي في العمليات المقبلة لتحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي، لاسيما في معركة تحرير الموصل وتحقيق مكاسب عسكرية سيؤديان الى ترسيخ قواعد وأسس الحشد الشعبي في العراق .

استطاع الحشد الشعبي منذ فجر تشكيله وحتى نهاية العام 2015 وخلال 550 يوما من القتال المستمر في إطار عمليتي ” لبيك يا رسول الله 1 و2 ” ان يخرج 19 مدينة و51 قرية بمساحة اجمالية 17500 كيلومتر مربع اي ثلث الأراضي التي يحتلها داعش من سيطرة هذا التنظيم الارهابي .

وتشتمل هذه المساحة من الاراضي المتحررة ايضا على حقلي عجيل وعلاس النفطيين حيث كان داعش يقوم يوميا باستخراج ما يعادل 20 الف برميل من هذين الحقلين.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق