التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

الهواجس في علاقات طهران وأنقرة عند زيارة اردوغان لايران 

تجعل زيارة اردوغان الى ايران وكذلك زيارة جون كيري الى السعودية خلال الاسبوع القادم ستجعلان أخبار الشرق الأوسط والتطورات المتعلقة بها في مقدمة الأخبار العالمية مرة أخرى، فالتطورات التي حصلت في المنطقة خلال الشهر الأخير مثل الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا واستئناف الغارات الجوية السعودية الشديدة على اليمن هي من القضايا التي تكسب هذه الزيارات أهمية مضاعفة، وقد عمد خبراء مؤسسة الشرق الاوسط الى دراسة الأبعاد المختلفة لتأثير هذه العلاقات الدبلوماسية على القضايا الإقليمية.

وتقول الدراسة ان تركيا بدأت نشاطات دبلوماسية واسعة لتوثيق التعاون مع ايران فبعد زيارة وزير الخارجية الايراني الى تركيا سيقوم اردوغان بزيارة الى ايران خلال الأسبوع القادم، ويأتي هذا الرفع في مستوى العلاقات الثنائية في وقت تعتري علاقات تركيا مع حلفائها الغربيين الصعوبات، فكما تبدو تركيا منزعجة من الردود الأوروبية تجاه عمليات التطهير التي جرت فيها بعد الانقلاب العسكري.

تركيا التي تريد إفهام الغرب بأنها لديها خيارات أخرى غير الغرب فقد عزمت على إعادة إحياء علاقاتها مع روسيا بعد ان كانت علاقات موسكو وأنقرة مقطوعة إثر إسقاط القاذفة الروسية قرب الحدود التركية، ومن جهة أخرى تزايدت الجهود من أجل توطيد العلاقات مع ايران بعد لقاء بوتين واردوغان فتركيا تريد إيجاد حلف روسي ايراني تركي خاصة في مجال التعامل مع الأزمة السورية لأن تركيا تشعر بأنها أصبحت مهمشة في الموضوع السوري.

ان زيارة اردوغان الآتية الى ايران ستحظى بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الإيرانية وسيتم تقييم هذه الزيارة بمعيارين أساسيين أولهما قدرة ايران وتركيا على الإستفادة من الفرصة المؤاتية وتقديم مشروع لإنهاء الحرب السورية، وثانيهما تمتين العلاقات بين أنقرة وطهران وأثر ذلك على أولويات ايران الإقليمية.

ففيما يتعلق بسوريا فهناك طريق طويل أمام البلدين فبعض وسائل الإعلام تدعي ان الشهور القادمة ستشهد تعاون ايران وتركيا في سوريا في الحرب ضد داعش، ورغم هذا فإن ما يرفع مستوى التعاون الايراني التركي في سوريا ليست الحرب ضد داعش بل المصلحة المشتركة لحفظ الحدود السورية وكذلك حفظ وحدة الأراضي السورية وان أهم هدف هو منع استقلال الأكراد في سوريا، وفي نفس الوقت ستسعى طهران الى اقناع تركيا بتغيير موقفها تجاه سوريا، فإيران قد اعلنت مرارا ان الإصرار التركي على خروج الأسد من السلطة قبل إرساء السلام سيحد فقط من قدرة أنقرة على المناورة.

تمتلك ايران نظرة واقعية وبعيدة عن الاوهام تجاه تحسين تركيا لعلاقاتها مع طهران وموسكو، فالإلتزام التركي العام تجاه الغرب ومنه الإنتماء الى حلف الناتو سوف لن يتأثر بشيء وهذه إحدى أهم الحقائق التي تتسبب بعدم رفع مستوى توقعات الايرانيين من زيارة اردوغان المرتقبة لطهران.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق