التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

ايران .. بين ترامب وكلينتون 

تشتد المنافسة الانتخابية بين دونالد ترمب وهيلاري كلينتون في أمريكا وهناك قضايا عديدة هي محور الدعايات والخلافات الإنتخابية ومنها قضية حرية حمل السلاح وميزان حرية المسلمين الأمريكيين والحد من دخول الأجانب الى أمريكا وكيفية التعامل مع حلفاء أمريكا في العالم، ومواقف ترامب وكلينتون هي متعارضة في معظم هذه القضايا.

ان الخلافات في المواقف بين المرشحين الرئاسيين يبدو أمرا مألوفا وطبيعيا الى حد ما لكن مواقف ترامب الغريبة قد قل نظيرها وهذا يزيد من حالة المعارضة تجاهه ففي الوقت الذي نرى الديمقراطيين ملتفين حول مرشحتهم أكثر من أي وقت مضى، نجد المرشح الجمهوري يواجه اوضاعا خاصة وهناك معارضة قوية له حتى من داخل حزبه حيث يعتبرونه فاقدا للكفاءة والتجربة لتولي منصب رئاسة الجمهورية.

ورغم تقدم كلينتون على منافسها حسب استطلاعات الرأي لكن لايمكن القول ان النتيجة محسومة منذ الآن ففي السياسة يمكن حدوث أي شيء وحصول نتائج خلافا للتوقعات ولذلك فإن وصول أي من هذين المرشحين الى البيت الأبيض سيترك تأثيرا لايمكن إنكاره في السياسات والعلاقات الخارجية لأمريكا، وبما أن أمريكا هي أكبر عدوة لإيران فإن أي تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية يحظى بأهمية لدى ايران ويحتاج الى دراسة أبعاده وتداعياته.

وإذا فازت كلينتون في الإنتخابات فإنها ستواصل نهج اوباما في السياسة الخارجية مع تغيير بسيط لأنها كانت وزيرة خارجيته وتحظى بتأييده الآن، و ان مراجعة أداء الديمقراطيين خلال السنوات الـ 8 الماضية تثبت ان هؤلاء ورغم تلويحهم بالخيار العسكري ضد ايران لم يضعوا ابدا هذا الأمر على أجندتهم لكنهم شكلوا تحالفا دوليا لاسابق له ضد ايران في العالم وكانت نتيجة ذلك فرض حظر اقتصادي قاس وعنيف على ايران فالديمقراطيين مارسوا أكبر ضغط ممكن على ايران بأقل تكلفة ممكنة.

لكن اذا نظرنا الى أداء جورج بوش نجد ان السياسيين الأمريكيين أمثاله يتكلمون ويهددون ويرفعون الصوت أكثر من قيامهم بالعمل، فجورج بوش عجز عن ايجاد إجماع دولي حين هاجم العراق مثلا.

وإلى جانب تجربة بوش هناك ايضا مواقف ترامب تجاه القضايا الخارجية وإذا أمعنا النظر في هذه المواقف يمكننا الجزم بأنه سيضر بالتحالفات التي أوجدتها امريكا ويوجه ضربة اليها فترامب أشاد بمواقف الرئيس الروسي إزاء الأزمة الاوكرانية واعدا بتحسين العلاقات الثنائية في حال فوزه في الانتخابات وذلك في وقت عاشت امريكا والناتو مشاكل عديدة مع الروس خلال السنوات الماضية فالتقارب مع روسيا يمكن أن يكون الخطوة الأولى لإضعاف التحالف الغربي ضد روسيا.

ان مواقف ترامب المعادية للإسلام وتصريحاته ضد السياسات الأمريكية الداعمة للأنظمة العربية يمكن ان تؤدي الى تراجع في السياسات الامريكية مع الحلفاء الغربيين كما لايبدو احتمال حدوث توتر في علاقات أمريكا مع حلفائها الشرق أوسطيين أمرا مستبعدا ايضا ففي أبسط الحالات لايمكن التصور بأن هذه العلاقات ستتحسن.

وكما يشاهد الجميع يشكك ترامب بكل القضايا ومبادئ التحالفات الأمريكية فالإتفاق النووي المبرم مع ايران الذي حصل بإجماع القوى العالمية يواجه معارضة ترامب الجدية والصريحة، كما ينتقد ترامب ايضا استمرار تقديم الدعم للأنظمة العربية في الشرق الأوسط في شكله الحالي ويعارض هذا المرشح الجمهوري الكثير من القضايا الأخرى التي بنيت التحالفات الغربية على أساسها.

ان ما يجري على لسان ترامب في حملته الانتخابية إذا تم تنفيذ قسم صغير منه في حال فوزه بالرئاسة فإننا سنشهد تغييرا واضحا في السياسة الخارجية الأمريكية من جهة إضعاف وإهتزاز التحالف الغربي بقيادة امريكا ونظرا الى كون ايران هدفا لبعض هذه التحالفات فإن إنهيار أي منها سيعود بالنفع على ايران لأن مصالح ايران الإستراتيجية تتلائم مع وجود عالم متعدد الأقطاب ولذلك يعتبر إضعاف النظام الأحادي القطب خدمة للمصالح الإيرانية ويمنح طهران قدرة أكبر على المناورة في نظام عالمي متعدد الأقطاب.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق