التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

كشف المستور..عبداللهيان يفضح خداع واشنطن في الأزمة السورية 

أشار المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان إلى تصرفات أمريكا المتناقضة حيال الأزمة في سوريا، معتبراُ أنها تهدف إلى زعزعة الأوضاع في المنطقة ليصب ذلك في مصلحة سياساتها.

وكشف عبداللهيان في مقابلة مع التلفزيون الإيراني بعض الأسرار المتعلّقة بالخداع الأمريكي في الازمة السورية، لافتا إلى أن الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبل بلاده.

وشدد عبد اللهيان في تصريح له على أن إيجاد حل للأزمة في سوريا مسألة مهمة جدا بالنسبة للمسؤولين الروس ولا سيما أنهم لم يغيروا استراتيجيتهم التي يتبعونها بهذا الخصوص رغم أن الضغط الأمريكي عليهم كبير جدا .

وبين أن الأمريكيين يريدون من خلال المباحثات مع روسيا الحصول على ما لم يقدروا عليه في الميدان معتبرا أن المعركة الانتخابية القائمة في أمريكا وإنهاء الأزمة في سورية هما أمران مهمان جدا بالنسبة للديمقراطيين.

الخداع الامريكي في المفاوضات السورية كافّة

وتطرّق مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية سابقاً إلى الخداع والمكر الأمريكي في كافّة المفاوضات المتعلّقة بالازمة السورية، قائلاً: تسعى أمريكا في سوريا لتضعيف محور المقاومة وحذف الرئيس السوري بشار الأسد وزعزعة إستقرار المنطقة. وأضاف: الدول الإقليمية والدولية تسعى لتوظيف ذريعة الإرهاب في حل مشاكلها.

وفي السياق ذاته، أوضح عبداللهيان أن الأزمات الإقليمية مترابطة، ولا يمكن فصل التطورات في سوريا و اليمن و البحرين، عما يحصل في فلسطين أو حتى بعض البلدان في شمال أفريقيا، وتابع: في السنوات الأخيرة، عمل المحور المقابل لمحور المقاومة على تثبيت دعائم الكيان الإسرائيلي في المنطقة، وللأسف لعبت السعودية دور الوسيط الأمريكي بشكل فعّال.

مصاديق الخداع والمكر الأمريكي

وفي معرض حديثه، تطرّق عبداللهيان إلى بعض مصايق الخداع الأمريكي حيث أوضح أنه نقل للجانب الروسي في إحدى لقاءاته مع نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، أن جبهة النصرة بمثابة “المغناطيس” في سوريا لناحية جذب الجماعات الإرهابية. وأضاف: قلت لهم إن العديد من الجماعات الإرهابية تنضوي تحت عباءة جبهة النصرة، وتستهدف الجيش السوري وحلفاؤه. وتابع: أخبرالجانب الروسي نظيره الأمريكي، إلا أن الأمريكيين قالوا إن الدول العربية المتحالفة معنا ينزعجون في حال إتخذنا موقف معادي ضد جبهة النصرة.

نموذج آخر من نماذخ الخداع الأمريكي الذي تحدّث عنه عبداللهيان، يتعلّق بمحادثات جنيف-2 السورية، حيث أوضح عبداللهيان أنه إلتقى ووزير الخارجية محمد جواد ظريف مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبيل محادثات جنيف 2. وتابع: لقد حقّقنا إنجاز في حذف المادة الثانية المتعلّقة بمصير الرئيس الأسد. كيري قال في اللقاء: انا تكلّمت مع الجبير عن النقطة الثانية، مصير الرئيس الأسد، وسنحذفها.

ولكن بعد فترة أسبوعين، إتضح مكر واشنطن حيث عقدت السعودية مؤتمر الرياض للأزمة السورية، وقد إتصلت بالمبعوث الأممي “دي مستورا” الذي أوضح أن كيري خاطب الجبير قائلاً: أنا تكلّمت كذلك أمام ظريف، لإبقاء إيران على طاولة المفاوضات، ولكن “اذهبوا وافعلوا ما شئتم”.

السعودية تعاني من أزمة حكم

وفي جانب آخر من حيدثه، أشار المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية إلى نظام الحكم في السعودية، موضحاً أن آل سعود يعانون من أزمة حكم.

وتابع قائلاً: مع وصول الملك سلمان إلى الحكم، شاهدنا خطأ إستراتيجي، يتمثّل في العدوان على اليمن. هدفت السعودية من العدوان لإيجاد وضع عسكري داخلي يشكل غطاء لأي تحرك شعبي، ومواجهة أزمة الحكم.

وأضاف عبداللهيان: بعد فشل العدوان السعودي على اليمن، توجّهت نحور الجمهورية الإسلامية، وحصل خطأ إقتحام السفارة الذي كان ضالّة السعودية في تلك الفترة”.

وتابع: شهدت السنوات الإخيرة العديد من الإجراءات السعودية ضد الأمن القومي الإيراني، إلا أن هذه الإجراءات إرتفعت في الفترة الأخيرة، ويعود جزء من هذه الإجراءات إلى أزمة الحكم التي تعانيها السعودية، تحاول إيجاد عدو إفتراضي كغطاء لأزمة الحكم.

وحول مستقبل الأزمة في اليمن، قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية: يبدو أن السعودية بعد أكثر من 16 شهر للعدوان على اليمن، باتت مجبرة على القبول بالحل السياسي.

وتابع: هدفت السعودية لحذف حركة “أنصار الله” عن الساحة في اليمن، أما الآن تعد هذه الحركة من أبرز أطراف الحوار اليمني مع ممثلي الرياض.

متفائل بشأن تطورات ومستقبل العراق

وفي جانب آخر من حديثه أعرب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية سابقاً، عن تفاؤله من التطورات الأخيرة في العراق، خاصةً أن الحكومة العراقية، تعمد بشكل منسق لمواجهة الإرهاب عبر الحشد الشعبي والجيش العراقي.

وأضاف: رغم التفاؤل، إنني قلق من الدور الامريكي في العراق، حيث تسعى واشنطن وتحت ذريعة تنظيم داعش الإرهابي للعودة مجدّداً إلى الأراضي العراقية، وهذا أمر خطر لمستقبل العراق يفرض على السياسيين العراقيين التعاطي بحذر مع الجانب الامريكي.

اذاً، يؤكد كلام عبداللهيان بالدليل القاطع الخداع الأمريكي في التعاطي مع الملفات، حيث تدعي أمریکا إعلامياً مكافحة الإرهاب وأن جبهة النصرة جماعة إرهابية، إلا أنها في الواقع تتحالف مع داعمي جبهة النصرة، وتمنع إتخاذ أي قرار يقضي على هذه الجماعات الإرهابية لزعزعة إستقرار المنطقة وتحقيق أهدافها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق