التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

انتقادات مصرية واسعة لزيارة وزير الخارجية المصري للکیان الإسرائیلي 

تفاجأ المصريون يوم أمس الأحد بزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري النادرة للکیان الاسرائیلي، ولقائه مع رئيس الوزراء الإسرائیلی بنيامين نتنياهو. كون هذه الزيارة تأتي بعد 9 سنوات، من زيارة وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط للکیان عام 2007 إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. وعلى الرغم من أهمية الملف الفلسطيني كونه من الملفات الرئيسية التي حملها شكري خلال زيارته، بيد أن المحللين الإسرائيليين، يعتقدون أن “ثمة ملفات أكثر إلحاحًا، وأن الملف الفلسطيني يحتل مرتبة متأخرة نسبيًا مقارنة بملف محاربة الإرهاب في سيناء وملف ما یسمى بالتصدي لمحاولات الهيمنة الإيرانية على المنطقة”.

وقدأثارت هذه الزیارة ردود أفعال غاضبة لدى الاحزاب والشخصیات و الحرکات السیاسیة المصرية والتي يشار إليها في التالي:

حركات سياسية مصرية: زيارة شكري لإسرائيل، خيانة عظمى

شنت حركات سياسية مصرية، هجومًا حادًا على وزير الخارجية المصري سامح شكري، بعد زيارته للکیان الإسرائيلي. فیما وصفت حركة “6 إبريل”، إحدى أهم وأبرز الحركات السياسية في مصر، في بيان رسمي لها، الزيارة بأنها خطوة لا يمكن أن توصف إلا بالخيانة العظمى، في الوقت الذي تعبث فيه إسرائيل بأمن مصر القومي، وتعيث في القارة السمراء فسادًا، بسبب فشل النظام أمنيًا وسياسيًا في التعامل مع أزمة سد النهضة، وعلاقاته بدول حوض النيل، ما وضع مصر في واقع سيء، وتسبب النظام وحكومته في تراجع دور مصر داخل الإقليم.

وقال البيان: “النظام الحاكم رسخ لمبدأ السياسة مقابل المال، حتى سارت الأمور إلى منعطف خطير، وأعاد مصر إلى سنوات الفشل خلال ثلاثين عامًا مضت من الفساد والتغييب”، بحسب تعبير البيان.

كما وصفت الحركة الزيارة بأنها صفعة لثوابت الوطنية والكرامة والمبادئ، في الوقت الذي يتم فيه توجيه التهم لشباب مصر، بالحبس لدفاعهم عن أرضهم ورفضهم لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وإعلان وجود جزيرتي تيران وصنافير ضمن المياه الإقليمية السعودية.

وأضافت الحركة: “النظام أطلق أذرع دولته الأمنية لتلفيق القضايا لهم، ثم وضع يده في يد رموز الكيان الصهيوني، كاشفًا عن قبح نواياه وهشاشة وطنيته المدعاة”.

كما دعت حركة “الكنانة” التي يرأسها الدبلوماسي السابق يحيى نجم، سفير مصر في فنزويلا، لبدء حملة الكترونية تحت عنوان”سامح شكري لا يمثلني”، اعتراضًا على الطريقة التي تحدث بها وزير الخارجية المصري مع نتنياهو.

ونشرت الحركة جزءًا من حديث شكري لنتنياهو، وجاء فيه ” أنقل إليكم تحيات شعبنا… فأنتم منا ونحن منكم رغم الخلافات.. وأدعو سيادتكم لزيارة القاهرة”.

أعضاء البرلمان المصري؛ زيارة شكري للکیان الإسرائيلي تصب في صالح الكيان

من جهة أخری قال البرلمانى هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسكندرية وعضو تكتل “25/ 30” البرلمانى – تعليقا على زيارة السفير سامح شكرى، وزير الخارجية، للکیان الإسرائيلي، أمس الأحد- إنه يتعين علينا أن نحدد هل إسرائيل صديق أم عدو، وإن كنت أرى أنها عدو لنا، موضّحًا أن اتفاقية “كامب ديفيد” الخاصة بالتعامل المصرى الإسرائيلى، هى “اتفاقية العار” من وجهة نظر، وإسرائيل لا تبغى السلام على الإطلاق ولا تسعى له، خاصة أن هناك دعوة سابقة من الجامعة العربية لإنهاء الصراع مع إسرائيل، ولكن الكيان الصهيونى لم يستجب لها.

وأضاف عضو تكتل “25/ 30”: “أعتقد أن أداء وزير الخارجية فى إسرائيل لا يليق بمصر، خاصة الصور التى تم تداولها فى أثناء اللقاء، وانحناءه فى السلام، ومشاهدة المباراة فى منزل رئيس وزراء إسرائيل”.

وحول عزمه تقديم طلب إحاطة أو بيان عاجل لوزير الخارجية على خلفية الزيارة، قال “الحريرى”: “مش كل حاجة مجبرين نقدم فيها بيان أو طلب إحاطة، وأعتقد أنه سيكون هناك لقاء مع لجنة الشؤون العربية ولجنة العلاقات الخارجية، للوقوف على أسباب الزيارة، وإن كنت أتمنى لو كان اللقاء قبل الزيارة، خاصة أن لبرلمان هو من منح الثقة للحكومة، وكان يجب أن يكون هناك تنسيق بينهما فى تلك الأمور”.

من جهة أخری تقدم النائب “مصطفى بكرى” طلب إحاطة حول زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى مدينة القدس المحتلة، وإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2007 .

وقال بكرى، في طلب الإحاطة الذي قدمه اليوم الاثنين، إن الرأي العام المصري يتساءل عن الأسباب الحقيقية للزيارة، وهل كانت تمهيدا لزيارة مرتقبة قيل أن نتنياهو سيقوم بها الى مصر وهو أمر ستكون له تداعياته وأثارة السلبية الخطيرة التي سوف تصب لصالح ” الكيان الصهيوني الذى يتآمر على مصر ومواقفها، خاصة وأن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الى عدد من دول حوض النيل مؤخرا حملت رسائل سلبية فيما يتعلق بالموقف من مياه نهر النيل، وتدخل إسرائيل المباشر فيها بما يؤثر على الامن القومي المصري.

وتابع بكرى: “أغرب ما في تلك الزيارة المفاجئة حالة الود والانسجام من خلال قيام وزير الخارجية بتناول العشاء في منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي فى القدس المحتلة ومشاركته في مشاهدة نهائي يورو 2016 لكرة القدم”.

وأضاف: “كل ذلك يعطى إشارة للعالم ولإفريقيا عن وجود حميمة في العلاقة المصرية الاسرائيلية رغم استمرار إسرائيل فى موقفها المتعنت من عملية السلام ورفض الانسحاب من الأراضي المحتلة وإعلان نتنياهو في الأول من شهر يونيو الماضي أمام الكنيست بأن (القدس ستبقى عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل) دون أن يكون هناك رد فعل مصري في المقابل”.

الشخصیات السیاسیة

مرزوق عن زيارة شكري للکیان الإسرائيلي: أخشى من تصفية القضية الفلسطينية

علق السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على زيارة سامح شكري للکیان الإسرائيلي قائلًا:”غموض الزيارة يأخذنا لمزيد من التكهنات لكن هى بالطبع تدلل على تطور العلاقات المصرية الإسرائيلية أو أن هناك تطورات تستدعى ذهاب وزير الخارجية بنفسه”.

وأضاف مرزوق”، أنه ربما يتعلق الأمر بمشاورات أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مع الجانب الإثيوبي فيما يخص مفاوضات سد النهضة وهذا فى قمة الأسف أن يكون الكيان الإسرائيلي هو وسيطنا في إفريقيا.

وتابع “لكن أخشى أن تكون الزيارة فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية فهي فى الأساس ليست تسوية بل تصفية للقضية وتفريغها من مضمونها.

سيف الدولة ينتقد زيارة وزير الخارجية إلى إسرائيل في 12 نقطة

علق الكاتب محمد سيف الدولة الباحث في الشأن القومي العربي على زيارة سامح شكري وزير الخارجية إلى الکیان الإسرائيلي.

وقال على مدونته الشخصية: “نرفض وندين الزيارة التي قام بها اليوم 10 يوليو 2016 وزير الخارجية المصري إلى إسرائيل، انطلاقا من عدم اعترافنا بشرعية الكيان الصهيوني و رفضنا لأي اتفاقيات سلام أو تطبيع معه، بما في ذلك اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة ومبادرة السلام العربية بالإضافة إلى دعوات السيسي المتكررة بتوسيع السلام معها”.

وأضاف: “كما نرفض هذه الزيارة النادرة والمريبة لوزير خارجية مصر التي لم تحدث منذ عام ٢٠٠٧، والتي تؤكد مرة أخرى على العمق غير المسبوق للعلاقات المصرية الإسرائيلية الحالية، والتي وصفها السيسى بالسلام الدافئ، وأشاد فيها بعمق الثقة والاطمئنان الحالي بينه وبينهم”.

وتابع: “كما نرفض ما ورد في كلمة سامح شكرى في مؤتمره الصحفى مع نتنياهو من حديث عن المخاطر المشتركة التي تهدد كل من مصر وإسرائيل ودول المنطقة، وهو ما سبق أن ردده كل من نتنياهو والسيسي في مناسبات متعددة، وسيسجل التاريخ أن أول نظام عربي يتحدث رئيسه ووزير خارجيته عن وجود”مشتركات بين العرب واسرائيل هو نظام السيسي”.

وواصل: “ونرفض لغة وخطاب الإدارة المصرية ممثلة في رئيسها ووزير خارجيتها، الذي دأب على تزييف حقائق الصراع، باستخدامه مفردات تنتمي إلى الخطاب الصهيوني الزائف: مثل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي مساويًّا بين العدو الصهيوني والشعب الفلسطيني، بين الاحتلال والضحية، وحديثه عن الشعب الإسرائيلي وأمن واستقرار واستقلال إسرائيل، وحقها في حياة مستقرة داخل حدود آمنة”.

وأكمل: “ونرفض ما يتجاهله النظام المصري من أن إسرائيل كانت ولا تزال هي أكبر كيان إرهابى شهدته المنطقة خلال قرن من الزمان، لم تتوقف اعتداءاته ومذابحه على شعوبنا”.

واستطرد: “وآخرها كانت العدوان الصهيوني على غزة في صيف ٢٠١٤، والذي أوقع ما يزيد عن ٢٠٠٠ شهيد غالبيتهم من المدنيين، والذي تحل هذه الأيام ذكراه الثانية، والتي لا نزال نتذكر كيف انحاز فيه السيسي وإعلامه إلى إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته”.

وأردف: “كما أن مصر الرسمية تتجاهل الاعتداءات الجارية الآن في الأرض المحتلة من استيطان مزيد من أرض فلسطين والاقتحام اليومي للمسجد الأقصى بهدف اقتسامه، وأعمال القتل والتصفية اليومية للشباب الفلسطيني الذي فجر انتفاضته الفلسطينية الثالثة منذ أكتوبر الماضي”.

وقال: “ونرفض الدور الذي يقوم به السيسي اليوم كعراب للسلام، فيما يقدم نفسه إسرائيليا واقليميا ودوليا بصفته الراعي العربي الأول للسلام مع إسرائيل، ودوره في رعاية التطبيع السعودي الإسرائيلي من بوابة صفقة تيران وصنافير وما يرتبط بها من إشراك السعودية في الترتيبات الأمنية لاتفاقيات كامب ديفيد”.

وأضاف: “ونرفض دور ومساهمة سلطات كامب ديفيد 1978- 2016، بعد انسحابها من الصراع ضد المشروع الصهيوني، فيما وصلت إليه إسرائيل من قوة ومكانة عسكرية وإقليمية، مكنها من العربدة كما تشاء في المنطقة، بدءً بجنوب السودان ومرورً بكردستان، وتواطؤها مع قبرص واليونان في سرقة غاز شرق البحر المتوسط، ثم اليوم مع إثيوبيا و الاتحاد الأفريقى و تركيا، والقائمة تطول”.

وتابع: أننا لا نعلم على وجه اليقين وكالمعتاد ما هي أجندة وجدول أعمال زيارة سامح شكري لإسرائيل، فمنذ عقود طويلة أصبح كل ما يدور من اتفاقات وترتيبات وتحالفات وصفقات بين مصر وإسرائيل محظور عرضه أو نشره على الشعب المصري والرأي العام، الذى لا يعرف ما يدور الا من خلال ما تسربه الصحف الإسرائيلية وهو ما سبق أن تكرر معنا في اتفاقيات الكويز والغاز، وإخلاء حدودنا الدولية لاقامة المنطقة العازلة التي طالما طالبت بها إسرائيل ورفضها مبارك رغم توصيفه بأنه كنزهم الاستراتيجى، وأخيرًا وليس آخرًا ترتيبات تيران وصنافير”.

وواصل: “كما اننا نخشى أن تتضمن الزيارة دعوة نتنياهو لزيارة القاهرة، وفقًا لتسريبات بعض الصحف العبرية، ونحذر من أن مثل هذه الزيارة لو تمت فإنها ستثير ردود فعل غاضبة لا تقل عما أثارته صفقة التنازل عن تيران وصنافير”.

وأكمل: “ونختم هذه السطور بالتأكيد على أنه لا أحد في مصر أو فلسطين أو في الكيان الصهيوني أو في العالم، يصدق كل هذه الدعوات والثرثرات الصورية غير الصادقة عن السلام وحل القضية الفلسطينية، فلم ترَ منكم الشعوب العربية والشعب الفلسطيني سوى جهودكم الدؤوبة لتصفية القضية وتهميشها وكسر واخضاع ارادة شعبها.

واختتم: “ولقد أصبح واضحا للجميع، أن مصر الرسمية تنظر لإسرائيل اليوم بصفتها الاقرب لها اقليميا وحليفها الأمني والاستراتيجي في مواجهة عدو مشترك، والأهم من كل هذا هو انها بوابتها لنيل الاعتراف والقبول الأمريكي والدولي بشرعية السيسى ونظامه”.

الشخصیات الحقوقیة

نقيب المحامين: الزيارة غير مستحقة لأن إسرائيل تعبث بأمن مصر القومي

وانتقد نقيب المحامين، ورئيس اتحاد المحامين العرب،”سامح عاشور” زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكري للکیان الإسرائيلي، وقال فى بيان له،” إن الزيارة غير مستحقة فى هذا التوقيت الذي تعبث فيه إسرائيل بأمن مصر المائى من خلال تحركاتها فى أفريقيا، وخاصة عقب زيارة رئيس وزرائها لأربع دول بحوض النيل الشهر الجارى، وفى ظل الظروف الراهنة بالمنطقة.”

وانضم لهذا الانتقاد الحاد للزيارة عدد من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي المعارضين لحكم الرئيس السيسي، وغرد أحدهم منتقدًا نظام الرئيس السيسي، قائلًا: “مرسي المتعاون كتب برقية للرئيس الإسرائيلي “عزيزي، بيرس ….”. ولو كان أرسل وزير خارجيته للقاء نتنياهو، لأصبح بطلاً”.

وبعد الإعلان عن زيارة وزير الخارجية سامح شكري للکیان الإسرائيلي، توقع المحامي الحقوقي نجاد البرعي، أن تلجأ الدول العربية إلى بناء علاقات مع الكيان، قائلًا:”المنطقة تتغير”.

الأحزاب المصرية ترفض التطبيع

من جهة أخری رفضت أحزاب مصرية، من بينها التحالف الشعبي، والكرامة، والجيل، وحزب مصر، والعربي الديمقراطي، والصرح المصري، “أي تقارب مع الكيان الصهيوني في الوقت الحالي”، معتبرة أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى القدس المحتلة “كارثية” وتدعم الوجود والنفوذ الصهيوني، وهو الأمر الذي ترفضه كافة الدول العربية.

وأصدر، ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻮﺳﻂ بياناً قال فيه إن “ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺷﻜﺮﻱ
 للقدس المحتلة، ﺟﺎءﺕ ﺻﺎﺩﻣﺔ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺑﻤﺎ
ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺪﻡ ﻟﻠﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ 
ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﻭﺍﻟﻐﺎﺻﺐ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺪﻱ 
ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺒﻄﻞ”.

وأضاف البيان أن: “ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ 
ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﻐﺎﺻﺐ؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻀﻪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻮﺳﻂ، ﻭﻧﺤﻦ ﺇﺫ ﻧﻌﻠﻦ ﺗﻤﺴﻜﻨﺎ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺑﻜﻞ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﺻﺒﻴﻦ ﻟﻸﺭﺽ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﺘﻈﻞ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ 
ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ، ﻭﺃﻥ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻓﻲ 
ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻫﻲ ﺛﻮﺍﺑﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎً”.


وكان حزب “التحالف الاشتراكي” قد عقد اجتماعا، اليوم الاثنين، مع عدد من قيادات الأحزاب المصرية لمناقشة أزمة زيارة وزير الخارجية المصري إلى القدس المحتلة في الوقت الحالي، إذ أكد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد أن “الزيارة مرفوضة رفضاً تاماً كونها زيارة “سرية” وغير معلن عنها، نافياً أنها تأتي في سياق محاولة الدعوة إلى السلام الدافئ والترويج لإعادة المفاوضات كما تزعم الحكومة”.

وأوضح أن “هناك كثيراً من القادة العرب أعلنوا الكثير من مبادرات السلام مع الكيان الصهيوني علناً وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وكان الرد بالرفض من جانب تل أبيب”، مشيراً إلى أن الأسباب الحقيقية للزيارة هي التوسط لدى الحكومة الإثيوبية بشأن “ملف سد النهضة والتدخل لعدم السماح بالمساس بالحصة المصرية من المياه، بعدما فشلت كافة الجهود الحكومية الرسمية والشعبية في إيجاد حلول”.

إلى ذلك، استنكر رئيس حزب الكرامة، محمد سامي، الزيارة، معتبرا أنها “مكافأة لدولة الاحتلال الإسرائيلي على محاولات خنق مصر في أفريقيا وحصارها”، وأكد البيان الصادر عن الحزب أن الزيارة جاءت تنفيذاً لمقولة السلام الدافئ وتوسعة كامب ديفيد، وذلك عكس الإرادة الشعبية التي رفضت التطبيع مع الكيان الصهيوني منذ معاهدة كامب ديفيد التي أضعفت مصر وأخرجتها من معادلات القوة في المنطقة، وطالب البيان “السلطة التنفيذية بمراجعة سياساتها الخارجية، خصوصاً ما يخص التطبيع مع الكيان الصهيوني المرفوض وطنياً وشعبياً، واحتراماً لدماء الشهداء التي سالت دفاعاً عن أرض الوطن”.

واستنكر القيادي في حزب الصرح المصري الحر والأمين العام لتحالف شباب الاستقرار والتنمية، المستشار إيهاب وهبي زيارةَ وزير الخارجية سامح شكري للكيان الصهيوني المحتل، مؤكدًا أن الزيارة تعد كارثية على مصر والمنطقة العربية، مشيراً إلى أن “النظام يتصرف كيفما يشاء بعيداً عن أي تنسيق مع الدول العربية في مثل تلك الزيارات، لأن الأمر متعلق بقضية العرب وهي القضية الفلسطينية، وأنه كان لا بد أن يكون هناك تنسيق عربي عربي قبل الزيارة”.

ووصف وهبي الزيارة بأنها “غير مجدية، خاصة في ظل عدم إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وفي ظل إصرار الكيان المحتل على بناء المستوطنات دون اكتراث لعقبات محادثات السلام بل وعملية السلام برمتها”.

وتابع: “هذا معناه أن هذا الكيان يتحدى الجميع، بل ويتخذ من عملية السلام ومناقشاتها أداة للمراوغة والتسويف لإطالة أمد القضية الفلسطينية والعمل على تهويد القدس وجعل الأمر واقعا يصعب تغييره”.

أعلن حزب الوسط، الذي يرأسه المهندس أبو العلا ماضي، رفضه لزيارة وزير الخارجية‫ ‏سامح شكري لـ”‏إسرائيل”، مشيرًا إلى أنها جاءت صادمة للرأي العام المصري بما تمثله من هدم للثوابت الوطنية من رفض التطبيع مع الكيان المحتل والغاصب. وقال الحزب، في بيان له، إن “هذه الزيارة تأتي في سياق تحالف متصاعد بين السلطة في مصر و ‏الكيان الصهيوني الغاصب؛ وهو ما يرفضه حزب الوسط”. وأضاف: “إننا نؤكد على أنَّ القضية الفلسطينية كانت وستظل بإذن الله قضية العرب المركزية، وأنَّ دعمها ودعم الشعب الفلسطيني البطل في التحرر من الاحتلال هي ثوابت كل القوى الوطنية جميعا”.

الخبراء والديبلوماسيون ينتقدون توجه مصر “للتطبيع المجاني”

من جهة أخری انتقد خبراء سياسيون ما وصفه بـ “التطبيع المجاني” المصري مع الکیان الإسرائيلي، في وقت يستمر فيه الاحتلال في سياساته الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات.

ورأى الخبير بالشؤون الفلسطينية الدكتور أسامة الأشقر، في حديث له؛ أن حقيقة الزيارة التي أداها وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى القدس المحتلة، أنها تأتي لتحقيق هدفين:

الأول “تطويق المحاولات التركية للدخول في الملف الفلسطيني بحثاً عن دور إقليمي تركي جديد على حساب الدور المصري، وشعور مصر بأن إسرائيل ترى في علاقتها مع تركيا مصلحة أرجح من علاقتها مع مصر، نظراً لعلاقة تركيا الحسنة مع حماس، لاسيما أن لدى حماس ما تحتاجه إسرائيل وهو أمر يتطلّب التدخّل السريع”.

أما الهدف الثاني، برأي الأشقر، فقد “كان لافتاً أن الدبلوماسية المصرية عاجزة تماماً عن مواجهة إسرائيل في إفريقيا وأنها شرعت في تطوير علاقاتها مع إفريقيا بمشروعات استراتيجية، لذلك رأت الدبلوماسية المصرية أن السبيل الأفضل هو إقناع إسرائيل بمراعاة مصالح مصر في إفريقيا وعدم المساس بها في مقابل تعاون استثنائي بين مصر وإسرائيل، وهو الأمر الذي استغله الإسرائيليون للإعلان عن زيارة قريبة سيقوم بها نتنياهو لمصر”حسب قوله.

وأشار الأشقر، إلى أن “الوزير المصري تذرّع في كلمته المكتوبة بجوار نتنياهو المبتسِم بأن سبب الزيارة هو حركة باتجاه إحياء عملية السلام بين (الشعبين: الفلسطيني والإسرائيلي)، وأعاد التذكير بالمبادرة العربية الباردة التي رفضها كل رؤساء الوزراء الصهاينة منذ 2002 ولم يعد لها أي قيمة”.

وأضاف: “كانت كذبة سخيفة! لذلك لم يتحدث عنها نتنياهو ولم يردّ عليها سوى بالثناء على مصر والأردن وشجاعتهما في المفاوضات المباشرة”، على حد تعبيره.

أما الديبلوماسي المصري السابق، الدكتور عبد الله الأشعل، فقد اعتبر “زيارة شكري إلى الکیان الاسرائیلي عملية تطبيع غير مبررة وتعكس خوف الحكومة المصرية من الشعب المصري”.

وقلل الأشعل من إشاعة أن الزيارة ترمي لإعادة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وقال: “مصر لا تملك أي أوراق للضغط على إسرائيل ولا لجذبها، وهي (مصر) ليست أقوى من فرنسا ولا من الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على وقف الاستيطان، لذلك فأي حديث عن جهد مصري للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا معنى له من دون شرط وقف الاستيطان”.

وأضاف: “لذلك الأقرب للتصديق أن زيارة شكري إلى القدس المحتلة، هي للتشاور حول المبادرة الفرنسية، وليست تعبيرا عن جهد مصري، وهي محاولة لتدفئة العلاقات بين القاهرة وتل أبيب ليس إلا”.

وأشار الأشعل إلى أن “الحديث عن قمة مرتقبة بين السيسي ونتنياهو في القاهرة أو القدس المحتلة يندرج في سياق محاولات التطبيع المستحيل مع الاحتلال”.

وقال: “هذا التطبيع أمر مرفوض، وأنا شخصيا لا أرى فيه أي منفعة، وأنا ضد زيارة السيسي إلى القدس المحتلة أو زيارة نتنياهو إلى القاهرة، فهذا خطأ كبير، وتكرار لما فعله السادات الذي كان واهما بالسلام مع إسرائيل”.

ونفى الأشعل أن يكون في التطبيع المصري ـ الإسرائيلي أي مصلحة للفلسطينيين، وقال: “للأسف الشديد مصر لا تنافس تركيا في العلاقة مع إسرائيل لمصلحة غزة أو الفلسطينيين، ولكن هي تقوم بغطاء لأشياء أخرى، هذا ما أشعر به”، على حد تعبيره.

زيارة سامح شكري للكيان الإسرائيلي تثير الغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي

فیما أثارت زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى الکیان الإسرائیلي ، انتقادا وجدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر في مصر.

ودشن عدد من نشطاء موقع تويتر هاشتاغا بعنوان “وزير الخارجية”، تصدر قائمة الأكثر تدوينا على الموقع. وكانت تعليقات النشطاء غاضبة إزاء الزيارة، متهمة الحكومة بـ”التعامل مع الكيان الصهيوني على حساب دم الفلسطينيين”.

وعلق الدكتور صالح النعامي، الباحث في الشأن الإسرائيلي على الزيارة عبر “تويتر”، بقوله: “550 دبلوماسيا صهيونيا سابقا وقعوا على عريضة تدعو العالم لمعاقبة حكومة نتنياهو بسبب تطرفها، والسيسي يتملق الصهاينة بإرسال سامح شكري لهم”.

كما قال الناشط مراد أبو حلاوة على “تويتر” :”وزير خارجية مصر يتابع نهاية يورو 2016 بصحبة نتنياهو، يا حبذا بفاصل قصير يتابع إجرام الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والقتل المجاني لهم”.

وقال الناشط حمزة أبو ملوح على حسابه الشخصي على “تويتر”: “وزير الخارجية المصري يتحدث عن الإرهاب بجوار نتنياهو، هل يستطيع شكري أن يذكر إرهاب نتنياهو بحق غزة والضفة والمسجد الأقصى”؟

وقال الناشط اليساري كمال خليل باستنكار: “يبدو أن السيسي وبعد زيارة وزير الخارجية سامح شكري للعدو الصهيوني يجهز للإعلان عن مشروع اتحاد كونفدرالي بين مصر والكيان الصهيوني. وستكون الكونفدرالية أجمل وأرحب لو أنضم إليها الكفيل سلمان».

وقال الناشط السياسي عمرو عبد الهادي عبر حسابه على “تويتر”: “التقارب التركي الإسرائيلي جعل السيسي يعجل من خطواته ويتجه إلى إسرائيل في زيارة رسمية حتى لا يفقد دوره الإقليمي في ملف السلام. وأعلن المواطن عمرو عبد الهادي “أن العلم المصري الذي لامس علم إسرائيل يجب تغييره بعلم الملكية الذي حارب إسرائيل”.

وعلق الكاتب محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، قائلا: “لا وجه للدهشة من زيارة سامح شكرى المريبة والنادرة لإسرائيل، فكل شيء وارد حين تكون التحالفات استراتيجية والعلاقات دافئة، بما فيها دعوة نتنياهو لزيارة مصر”.

وتساءل مصطفى زياد قائلا: “سامح شكري رايح يدور على السلام مع نتنياهو أكبر إرهابي في العالم، ما هذا الذي نراه تجاه عدو لا يستحق منا سوى الحرب”؟

وعلق الإعلامي الساخر باسم يوسف على الزيارة بتغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع “تويتر”، وقال: “وزير خارجيتنا بيزعله ميكروفون قناة الجزيرة أكتر من حاجات تانية أهم.. زي نتنياهو وعلمه وسياسته في أفريقيا، وفي الآخر إحنا الخونة بتوع إسرائيل».

ومن جانبه، استنكر الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، زيارة وزير الخارجية إلى الکیان الإسرائيلي. وقال في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر”: “السيسي ضحك على مؤيديه وقالهم هيعمل سلام “دافىء” مع إسرائيل.. السلام طلع “متصهين” مش دافئ”.

وقال محمود رفعت، الخبير القانوني، في تغريدة عبر حسابه الشخصي على “تويتر”: “لغة جسد سامح شكري تظهر إذعانا مهينا أمام نتنياهو، لذا أتوقع أن وزير الخارجية المصري سيرمي ميكروفون الجزيرة إثباتا لوطنيته”.

وأضاف رفعت في تغريدة أخرى: “بعد ركوع ترجمته كسر وبيع وطن سيقول من مهنتهم أن يكونوا مصطفى بكري وأحمد موسى: “معارضو عبد الفتاح يطبقون أجندة إسرائيل”.

ومن جهة أخرى، سخرت حركة”ضنك”(مبادرة مجتمع مدني مصرية) من الزيارة قائلة عبر صفحتها على “فيسبوك”: “عارف سامح شكري اللي رمى ميكروفون الجزيرة بحجة إنها بتشتغل لصالح الصهاينة.. آه ماله، راح في زيارة رسمية للصهاينة نفسهم”.

وفي السياق نفسه، أثارت صور المؤتمر العديد من الانتقادات، منها ما قاله الناشط السياسي محمدي محمد عن مشهد سير شكري بجوار نتنياهو، وارتصاف الأعلام المصرية والاسرائيلية فقال: “الصورة كلها وجع، وجع لكل واحد لسه عنده شوية دم وكرامة ونخوة”.

وأعلنت حركة 6 إبريل رفضها لزيارة شكري، عبر “الفيسبوك” فقالت: “ماتعلموش أولادكم إن إسرائيل هى العدو، علموهم إن مفيش حاجة اسمها إسرائيل من الأساس، اسمه الكيان، الكيان الصهيوني”، “الكيان المحتل”، واسمها “القدس مش أورشليم”… في قدس عربية عاصمة واحدة لفلسطين، علموهم إن المقاومة شرف وتاج تيجان الأمة.. علموهم إن الفلسطينيين إخواتنا والصهاينة أعداءنا”.

وأردفت: “هذا النظام اللي ربنا بالينا بيه ده مصمم على طمس الهوية والانقياد والانبطاح ومسرح طبالينه يقلبوا الموازين ويقنعونا إن الغلط صح وإن العمالة صياعة وإن الخيانة وجهات نظر، لذا لزم التنويه”.

وقال محمد منتصر، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين على “الفيسبوك” أيضا: ” نظام خائن لدماء مئات آلاف الشهداء يعزز علاقاته مع العدو الصهيوني فباع له الغاز والنيل وحاصر الأشقاء ويسعى لتسليم سيناء يبيع القاهرة من أجل الكرسي”.

وقال المحامي حليم حنيش: “إسرائيل عمرها مكانت صديقة للشعب المصري، وأيضا عمرها مكانت عدوة للحكومات والمصرية المتعاقبة من وقت اتفاق الخراب ع الشعب “كامب ديفيد”، عمري فعلا ما تخيلت إني في يوم هشوف الصور اللي شفتها النهاردة دي، رغم علمي بأن هذا النظام ممكن يعمل كل حاجه من وقت مذبحة رابعة، ولكني لازم أعترف إنه أبهرني وكل يوم بيبهرني بانبطاحه وخيانته لشعبه، تسقط إسرائيل وحكومات إسرائيل”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق