التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

رسالة من إسرائيلية: “أطالب العالم بمقاطعة تل أبيب” 

في مقالٍ لها تحت عنوان، “I’m Jewish, and I want people to boycott Israel”، أي “أنا يهودية وأطالب العالم بمقاطعة إسرائيل”، خرجت المديرة التنفيذية في منظمة “صوت يهودي للسلام” (JVP)، ريبيكا فيلكوميرسون، لتوجه رسالة الى العالم، تطالبه بمقاطعة تل أبيب. فيما نشرت الرسالة مجلة “واشنطن بوست”. وهنا نعرض الرسالة، بحسب ترجمتها للغة العربية. وهو ما نُشير الى أنها تُعبِّر عن رأي الكاتبة اليهودية المعارضة للكيان الإسرائيلي.

“كنت أعيش وأرى ظلم الفلسطينيين”

تقول فيلكوميرسون: “في عام 2009، كنت أعيش في تل أبيب أثناء عملية “الرصاص المصبوب” العسكرية. خلال ذلك العدوان، قتل الكيان الإسرائيلي حوالي 1400 فلسطيني في غزة. وعندما أردنا الخروج والتظاهر ضد الحرب في الشوارع، كان يتم رمينا عادةً بالبيض أو يهاجمنا المارَّة. وعندما كنت أصطحب أطفالي إلى روضتهم، كان الآباء(الناس أو المستوطنون) يتبادلون الحديث كأن شيئاً لم يحدث، أو كأن الحرب قربنا ليست قائمة. وعندما كنتُ أسأل عمَّا يحدث، كنت أخبرهم أنني محبطة للغاية بسبب ما يجري على مقربة 40 ميلًا منا. إلا أن ردودهم (أي الناس) كانت تنحصر إما في الصمت المخجل، وإما بالدفاع بغضب عن أفعال الكيان الإسرائيلي”.

تضيف فيلكوميرسون: “كنت أرغب في ذلك الوقت، أن أتمكن من اتخاذ إجراءات ملموسة لأجل مساعدة الفلسطينيين في نيل حريتهم وحقوقهم كاملةً. لذا، تبنيت حركة المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الإسرائيلي “BDS”. هذه الجهود السلمية بدأها تحالف واسع مكوَّن من منظمات المجتمع الفلسطيني عام 2015. وكانت الحركة تدعو للتضامن معها من قبل المجتمع الدولي، مع القضية الفلسطينية، حتى تخضع تل أبيب للقانون الدولي، وتنهي انتهاكاتها للحقوق الفلسطينية. لقد كان الطريق وعراً وصعباً. فقد أدان حاكم ولاية نيويورك (المدينة التي أنتمي لها) حركة “بي دي أس” مؤخراً، من خلال إصداره أمراً تنفيذياً أُحادي الجانب”.

ثم تُكمل فيلكوميرسون لتتحدث عن معاناة الفلسطينيين في الداخل. فتقول إنه وبعد سبع سنوات، قام الكيان الإسرائيلي بشن هجومين أكثر ترويعاً من سابقاتهم، على قطاع غزة. حيث أنه وفي عام 2014، قُتِل حوالي 500 طفل فلسطيني فقط. وعندما لا يكون هناك عمليات قصف مُركزة، فإن الفلسطينيين يعيشون تحت الحصار في قطاع غزة. أما في الضفة الغربية، وبسبب السياسة الإسرائيلية الصارمة، فقد انخفض عدد السكان بشدة. كل ذلك بسبب المعاناة على نقاط التفتيش، وعمليات الإعتقال الإداري وهدم البيوت. أما في الداخل الإسرائيلي، يعيش الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، في ظل عددٍ من الأنظمة والقوانين غير المتكافئة. وفيما يخص من هم خارج وطنهم، أي اللاجئون، لا يستطيع العودة لوطنهم.

“يجب ممارسة ضغطٍ دولي ضد الكيان الإسرائيلي”

تضيف فيلكوميرسون: “أنا مؤمنة بأن القيادة الإسرائيلية لن تغير من سياساتها، إلا من خلال ممارسة ضغط خارجيٍ يتعذر عليها تجاهله. وأنا أعتبر بأن حركة “بي دي أس” هي أداةً قويةً لتشجيع الدول على التحرك. ومن خلال فترة عملي مع الحركة، حققنا نجاحاتٍ متزايدة. حيث أنه وعلى سبيل المثال، توقفت الكنائس عن التعامل مع الشركات التي تحقق مكاسب من علاقتها مع الإحتلال الإسرائيلي، وقررت العشرات من الجامعات الأمريكية سحب استثماراتها في تل أبيب، فضلًا عن رفض ما يزيد على 100 فنان عالمي، الأداء في الكيان الإسرائيلي. بالإضافة إلى قيام شركات متعددة الجنسيات، مثل شركة “G4S” وشركة فيوليا “Veolia” من سحب أعمالها من السوق الإسرائيلية.

“ثلث الأمريكيين يدعمون مقاطعة الكيان الإسرائيلي”

وعن التأثير الذي أنجزته الحملة، تُشير فيلكوميرسون الى أنه وخلال تلك الفترة، شهدت أمريكا تحولاً في الرأي العام. حيث أظهر استطلاع أجراه معهد بروكينغز في العام 2015، أن ما يقارب 49% من الديمقراطيين يدعمون فرض عقوبات إقتصادية على الكيان الإسرائيلي بسبب قيام حكومة الإحتلال ببناء وتوسيع الإستيطان. كما كشف إحصاءٌ آخر أصدره مركز “بيو” خلال شهر أيار، أنه للمرة الأولى فاق تعاطف الليبراليين الديمقراطيين مع الفلسطينيين تعاطفهم مع الإسرائيليين. وهو ما أكدته أيضاً شركة الأبحاث “إبسوس”، حيث توصلت لنتيجة أن ثلث الأمريكيين يدعمون مقاطعة الكيان الإسرائيلي، وسحب الإستثمارات المالية، وفرض العقوبات عليها لعلها تحترم حقوق الشعب الفلسطيني.

“أمريكا تمارس الضغط وتعاقب من يقاطع تل أبيب”

وتتابع فيلكوميرسون: “إن كل جهودنا هنا في أمريكا، تعرضت للتهديد بسبب السياسة الوطنية المُتفق عليها، والممولة من الحكومة والمنظمات الإسرائيلية تمويلاً جيداً. وفي العام المنصرم 2015، أصدرت 22 ولايةً أمريكية تشريعاتٍ لمكافحة نشاط حركة “بي دي أس”، وقامت بتجريم كل الداعمين من الشركات التي تدعم حركة مقاطعة الكيان الإسرائيلي. وقد ساهم “أندرو كومو” حاكم ولاية نيويورك، في جعل تلك السياسة الأمريكية، قراراً تنفيذياً، يقضي بإنشاء قائمة سوداء تضم أسماء الشركات والمنظمات التي تقرر عدم الإستثمار في الكيان الإسرائيلي، أو الدفاع عن حركة “بي دي أس”. فيما جاء قرار كومو التنفيذي، معارضاً للمجلس التشريعي للولاية، حيث توجد معارضة داعمة لحقوق الفلسطينيين وحرية التعبير، الى جانب العديد من الأعضاء المنتمين لمنظمة “صوت يهودي للسلام”، الأمر الذي أنجح مساعي المعارضة لتعطيل التشريع المناهض لحركة “بي دي أس”.

“(إسرائيل) لا تُمثل طموحات الشعب اليهودي”

تختم فيلكوميرسون رسالتها، بأن ما يحدث خطأ. كما أنه يجب تحميل الكيان الإسرائيلي عاقبة انتهاكه للقانون الدولي وحقوق الإنسان. فيما لا تعبر سياسات تل أبيب عن الشعب اليهودي. ثم أشارت فيلكوميرسون الى أنه في 2009، تركت بناتها روضتهن في تل أبيب، وهن يدرسن حالياً في المدرسة المتوسطة في “بروكلين”. وتمنت أنه في حال قررت العودة الى الكيان ذات يوم للعيش، حيث تحمل بناتها الجنسية الإسرائيلية، أن يكون الكيان حينها مكاناً يستطيع أن يعيش الناس كلهم، يهود وفلسطينيون، في ظل مساواة وحرية.

ثم ختمت بأنها تُؤمن بأن حركة “بي دي أس”، هي أفضل أداة لدى العالم لجعل تلك الرؤية واقعاً ملموساً. وهي تعرف أنه سيتم العمل لمحاولة استصدار تشريعٍ ضد الحركة باعتباره محاولةً يائسة أخيرة لتحصين سياسات الكيان الإسرائيلي من الضغط الدولي عليه. قائلةً: “إن كومو يقف في الجانب الخاطئ من التاريخ”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق