التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 10, 2024

يوم القدس .. حدث خالد في مواجهة الإرهاب 

عبدالرضا الساعدي
بعد ثورة 1979 الإسلامية في إيران اقترح آية الله الخميني ، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آنذاك، في آب / أغسطس من ذلك العام حيث قال:
(( وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس ، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين ))
وحسب هذا المفهوم بدأ (يوم القدس العالمي) كيوم ينبغي فيه للمستضعفين أن يعدوا أنفسهم لمواجهة المستكبرين.
ويوم ينبغي فيه على كل مسلم أن يجهز نفسه لمواجهة إسرائيل.. ولا بد أن تعود القدس إلى المسلمين..يوم الفصل بين الحق والباطل، يوم انفضاح المتآمرين الموالين لإسرائيل.
ويوم يجب فيه أن نسعى جميعا لإنقاذ القدس. .يوم إنذار القوى العظمى بأن الإسلام لن يعود يرضخ لسيطرتها أو لسيطرة الخبثاء من عملائها.
هكذا أصبح حدثا سنويا يعارض احتلال إسرائيل للقدس ،ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، وخصوصا في إيران كحدث سياسي مفتوح أمام المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت هذه المناسبة بين المسلمين والبلدان غير الإسلامية حتى في الولايات المتحدة. وأصبحت هذه المشاركة لا تقتصر على العرب أو المسلمين، ولكن غير المسلمين أيضا يشاركون فيها بما في ذلك اليهود الأرثوذكس المعادون للصهيونية (ناطوري كارتا).
ويمكن النظر إلى هذا اليوم بمستويين ، المستوى الرمزي للقضية والمستوى الواقعي والمادي الملموس ، كما أن فيه أكثر من رسالة يمكن إيجازها كما يلي :
القدس بما يحظى من المكانة الرفيعة لدى المسلمين كافة، يعتبر رمزاً لوحدة‌ المسلمين ويمكن رفع القدس شعاراً للوحدة الإسلامية ،القضية الفلسطينية قضية المسلمين وليس فقط قضية شعب فلسطين الذي احتلَّت أرضه وشُرِّد من بيته وأغتصب حقه وأيضاً ليس فقط قضية‌ العرب باعتبار الشعب الفلسطيني جزءا من القومية العربية. نعم القضية الفلسطينية قضيتهم باعتبارهم أحد المكونات الأساسية للأمة الإسلامية، وإن الحل للقضية‌ الفلسطينية لا يأتي إلاّ من خلال وحدة المسلمين وتركيز جهودهم لاسترجاع حقوق الفلسطينيين المسلوبة.
ويأتي يوم القدس العالمي هذا العام في ظل اشتداد المؤامرة الخارجية على دول المنطقة وتزايد خطر الإرهاب المدعوم خارجياً لتقسيم المنطقة وطمس القضية الفلسطينية خدمة لـ«اسرائيل»، حيث ستؤكد المسيرات والكلمات على بقاء هذه القضية حاضرة في وجدان وضمير الأمة.
هذا وقد اعتبرت شخصيات سياسية ودينية يوم القدس العالمي مناسبة لإنعاش الذاكرة ودعوة المسلمين إلى نبذ خلافاتهم وتوجيه اهتمامهم لاستعادة مقدساتهم ومواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ان يوم القدس العالمي يمثل رمزا للإرادة العالمية في مواجهة الكيان الصهيوني باعتباره رمز الإرهاب في العالم وإن المشاركة في مسيرات يوم القدس العالمي هذا ستفشل مؤامرات الكيان الصهيوني لتهميش القضية الفلسطينية ، باعتبار أن السبيل الوحيد لإنقاذ مدينة القدس والمقدسات فيها هو تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين في ظل سعي الكيان المحتل من خلال الدعم الأمريكي إلى بث الخلافات والفرقة وإشعال الحروب بينهم ـ وإن من يقتل الأطفال والنساء والشيوخ سيكون مصيره الزوال الحتمي داعيا إلى معاقبة ومحاكمة قادة الكيان الصهيوني الغاصب باعتبارهم مجرمي حرب.
إن الكيان الصهيوني اليوم يقوم بارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني وزعزعة الأمن في البلدان الإسلامية ومنها سورية والعراق وكذلك اليمن ، ودعم الحكام الرجعيين في المنطقة فضلا عن ضلوعه بارتكاب المجازر في مختلف دولها ، من خلال دعمه لجماعات داعش الإرهابية ومعظم العصابات التكفيرية المجرمة.. ولهذا فإن يوم القدس كان هو الطريق الأول في مواجهة الإرهاب الذي بدأ من الكيان الصهيوني إسرائيل الذي أنجب أخيرا مولودأ خبيثا في المنطقة ورعاه ودعمه بكل الوسائل والأسلحة كي تصبح قضية فلسطين والقدس قضية هامشية ، حيث ينشغل العرب والمسلمون كافة بهذا الفايروس الجديد( داعش وأخواتها) ، المزروع والمدعوم من قبل هذا العدو الغاصب ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية الراعية لإسرائيل وحاميتها الأولى في العالم ..
ومن هنا فإن مناسبة كهذه( يوم القدس العالمي) ستبقى خالدة بلا شك في ضمير الشعوب والدول المتطلعة للتحرر والخلاص من ربقة الدول الغاصبة والمستعمرة وكافة أشكال الإرهاب في العالم وفي مقدمتها إسرائيل راعية داعش المجرم التكفيري الإرهابي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق