التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

أثيل النجيفي: “الحشد الوطني” القوة البديلة عن “داعش” في العراق 

زعم محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية مؤخراً بأن أهالي المحافظة يفضلون البقاء تحت حكم تنظيم “داعش” على تحرير المدينة بيد الحشد الشعبي.

وقال النجيفي الذي فرَّ من الموصل بعد إحتلالها من قبل تنظيم “داعش الإرهابي” في 10حزيران/يونيو 2014 “بينما يريد بعض سكّان الموصل التحرر من داعش بأيّ ثمن، فإن الغالبية تعتقد أنه من الأفضل البقاء مأسورة تحت حكمهم بدلاً من التحرر بواسطة جيش شيعي” على حد تعبيره، مضيفاً “بالنسبة للعديد من سكّان الموصل كانت فكرة خلافة إسلامية يقودها السنّة جذّابة”.

وقال النجيفي الذي يدير مكتبه الآن من “أربيل” عاصمة إقليم كردستان العراق التي تبعد نحو 50 ميلاً شرق الموصل إن “داعش” قد حقق لا مركزية الحكم، وهو يتفق مع بعض الأشياء التي فعلها هذا التنظيم الإرهابي ولا يتفق مع أخرى، وأضاف إنه يدعو لإستمرار التغييرات التي أوجدها “داعش” لا أن يتم التراجع عنها.

وأشار النجيفي الذي تمت إقالته العام الماضي من قبل البرلمان العراقي بعد تحميله مع آخرين مسؤولية إحتلال الموصل من قبل “داعش” إلى أن ثمة أشياء يمكن تعلمها من هذا التنظيم خلال حكمه للموصل، لكنه أقرّ في الوقت ذاته بأن الحياة باتت صعبة تحت حكم “داعش” الذي يجلد الناس ويسجنهم ويعدمهم لأفعال صغيرة مثل التدخين.

وإعتبر النجيفي الإزدهار الذي حققه “داعش” للموصل يتمثل في إقصائها عن بغداد بقوله: “لم يعد مستقبل الموصل بيد السياسيين في بغداد”. وأشار إلى أنه قام بتشكيل قوة عسكرية تحت مسمى “الحشد الوطني” تتألف من 10 آلاف مسلح لتحرير الموصل من “داعش”، مبيّناً أن هذه القوة تحظى بدعم وتدريب من قبل تركيا، فضلاً عن مساعدة قوات “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا.

وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” إن قوات ما يسمى “الحشد الوطني” بدأت تدريباتها في قضاء “بعشيقة” الواقع على بعد نحو 10 كيلومترات شمال شرق موصل، فيما أشارت تقارير إلى أن عدد هذه القوات لا يتجاوز 4 آلاف مسلح في الوقت الحاضر، وليس 10 آلاف كما يزعم النجيفي.

ويعتقد المراقبون من خلال تفكيك تصريحات النجيفي بأنه يسعى إلى أن يؤسس مكان لنفسه من جديد في الموصل في إطار مخطط غربي يهدف إلى أن يكون تحرير المدينة شكلياً عبر إختفاء “داعش”، ولذا يجب على النجيفي أن يوثق علاقته بهذا التنظيم، كي يكون له مكان مميز بالمستقبل، فيما يعتقد آخرون بأن تصريحات النجيفي تصب في محور الحرب الإعلامية ضد الإنتصارات الباهرة التي حققتها القوات العراقية مؤخراً والحشد الشعبي تحديداً في الفلوجة.

وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات النجيفي أثارت موجة واسعة من الرفض والإستهجان لدى الأوساط الشعبية والرسمية العراقية لما تمثله من تمادي في مغازلة “داعش” ولما تحمله من تناقضات واضحة، ما يقودنا إلى فهم حجم المؤامرة التي يواجهها العراق بشكل خاص والمنطقة بشكل عام خصوصاً وإنّ هذه التصريحات توضح العلاقة الخفيّة بين بعض المكونات السياسية والعصابات والخلايا الإرهابية التي كانت تتمدد في الموصل منذ 2003 ضمن جغرافيا تتحكم بها قوى لا تريد الخير للعراق والمنطقة، وهذا ما يسعى إليه النجيفي وغيره من السياسيين المرتبطين بالدوائر الغربية وما يهتم بدوامه لتوسيع مكاسبه. وهذه قضية طبيعية بسبب الإمتداد الطبيعي للنجيفي الذي يحمل أفكار حزب البعث المنحل التي جعلته يتناغم مع “داعش” لأنها تصب في هدف واحد وهي إستمرار الفوضى في العراق خدمة للمصالح الصهيو أمريكية في المنطقة.

وتشير التقارير الواردة من العراق بأن أثيل النجيفي يسعى بمعيّة رافع العيساوي المطلوب للقضاء للعراقي لإقامة إقليم سنّي في العراق في إطار مشروع نائب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” الذي طرحه في عام 2006 لتقسيم العراق إلى ثلاث دول إحداها سنيّة والأخرى شيعية والثالثة كردية.

ومن أجل تفعيل هذا المشروع توجه أثيل النجيفي ورافع العيساوي إلى واشنطن للقاء المسؤولين الأمريكيين من بينهم الرئيس باراك أوباما من أجل الحصول على السلاح والدعم اللازم لتشكيل إقليم سنّي وفق ما تم التخطيط له مع شخصيات عشائرية تدعم توجههم في المناطق الغربية من العراق التي تشمل محافظتي الموصل والأنبار ذات الغالبية السنيّة.

وتجدر الإشارة إلى أن أثيل النجيفي هو شقيق أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي السابق ورئيس كتلة “متحدون” المنضوية تحت “تحالف القوى العراقية” في الوقت الحاضر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق