التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 20, 2024

نيويورك تايمز: السعودية هي من زرعت بذور الإرهاب في العالم 

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً مطولاً بقلم الكاتبة “كارلوتا غال” أكدت فيه إن السعودية هي من زرعت بذور الإرهاب في العالم.

وتحدث التقرير بشكل تفصيلي عن الأموال والتطرف السعودي، وكيف حوّلت هذه الأموال “كوسوفو” إلى مركز للتطرف وتخريج المتطرفين والتكفيريين، مشيرة في هذا الخصوص إلى المساجد التي تم بناؤها في هذا البلد بتمويل سعودي على مدار سبعة عشر عاماً بعد الحرب مع صربيا.

وأشار التقرير إلى أن دولاً عدّة في مجلس التعاون على رأسها السعودية قد حوّلت كوسوفو إلى معقل للإرهاب والتطرف من خلال إنشائها شبكات سريّة ومؤسسات تتخذ من الأعمال الخيرية غطاءً لها بهدف نشر الفكر الوهابي المتطرف سواء داخل هذا البلد أو في أنحاء أوروبا.

وأوضحت الصحيفة إن هذه الدول وفي مقدمتها السعودية عملت على ضخ ملايين الدولارات من أجل جذب الشباب في كوسوفو وحرفهم إلى التطرف وتحويلهم إلى إرهابيين ثم نشرهم في أنحاء العالم لإرتكاب جرائم مروعة.

ووصفت الكاتبة ما حصل في كوسوفو بأنه تحول مذهل، حيث وجد السعوديون في هذا البلد أرضاً خصبة لنشر الفكر الوهابي المتطرف بعد أن كان مجتمعه يتميز بالتسامح الديني.

وذكرت الصحيفة إن هذا التحول الجذري جاء نتيجة لنفوذ وأموال السعودية في كوسوفو وتواطؤ السلطات الأمريكية معها في هذا المجال.

ولفتت إلى أنه خلال العامين الماضيين تعرفت الشرطة في كوسوفو على 314 مواطناً بينهم إنتحاريان إثنان و 44 إمرأة و28 طفلاً قد غادروا كوسوفو وإنضموا إلى تنظيم “داعش”، ويعد هذا الرقم الأكبر في أوروبا من حيث نسبته إلى عدد السكان.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى البرقيات الدبلوماسية السعودية، التي نشرها موقع ويكيليكس العام الماضي، وما كشفته هذه البرقيات عن وجود تنظيم في السعودية لتمويل الإرهابيين في العديد من البلدان الآسيوية والأفريقية والأوروبية.

ونقلت الصحيفة عن المحققين في كوسوفو تأكيدهم على أنه تم تجنيد هؤلاء الإرهابيين من قبل مجموعة من “رجال الدين” المتطرفين والجمعيات السريّة الممولة من قبل السعودية ودول أخرى في مجلس التعاون.

ونقلت أيضاً عن مدير قسم مكافحة الإرهاب في شرطة كوسوفو “فاتوس ماکولي” قوله أن السعودية أنفقت الكثير من الأموال من أجل الترويج للفكر الوهابي المتطرف عبر برامج مختلفة وتحت شعارات إسلامية تدعو إلى “الجهاد” المزعوم، وتركز هذا الإنفاق بشكل أساسي على فئة الشباب لاسيّما في المناطق الفقيرة، مما أدى بهم إلى أن يصبحوا متطرفين.

ويؤكد المحققون الكوسوفيون على أن هؤلاء الأشخاص تم تجنيدهم من قبل مجموعات وهابية متطرفة ومؤسسات سريّة تمولها السعودية بإستخدام شبكات غامضة ومعقدة للتبرعات من “الجمعيات الخيرية” ورجال الأعمال من القطاع الخاص والوزارات الحكومية.

وبعد عامين من التحقيقات قامت شرطة كوسوفو بتوجيه إتهامات رسمية لـ67 شخصاً، وإغلاق 19 مؤسسة ومنظمة لممارستها أنشطة غير قانونية والتحريض على الكراهية وتجنيد الإرهابيين.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى وجود ما يزيد عن 800 مركز ديني في كوسوفو، مشيرة إلى أن من بين تلك المراكز 240 مسجداً تم بناؤها بعد الحرب مع الصرب، ويعتقد أنها ساعدت على تخريج جيل جديد من الوهابيين، مضيفة إن المسؤولين المحليين يعتبرون إن هذه المراكز هي جزء من إستراتيجية مقصودة طويلة الأمد تتبعها السعودية من أجل الترويج للوهابية وتخريج المتطرفين، ليس في كوسوفو فحسب؛ بل في جميع أنحاء العالم.

وأشارت إلى حالات تجريف للمباني التاريخية مثل المكاتب والمساجد التي يتجاوز عمر بعضها 400 عام، إضافة إلى المقابر، حيث يعتبر كل ذلك محرماً وفق الفكر الوهابي، لافتة إلى أن الجمعيات التي ترعاها السعودية عادة ما تعطي رواتب وتمول الدروس التكفيرية، إضافة إلى حصص تعليم اللغة الانكليزية والكمبيوتر، وغيرها من الأمور.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن مصادر سياسية قولها، إن الكثيرين قد إنضموا إلى هذه البرامج بسبب الحاجة المادية، مشيرة إلى أن النفوذ الوهابي وصل إلى الذروة بعد إندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من خمس سنوات، حيث كثّف هؤلاء من البرامج الإذاعية والتلفزيونية من أجل جذب مئات من الشبان وإرسالهم للإنضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا.

وأضافت أيضاً أن عدداً من مواطني كوسوفو نفذوا عمليات إنتحارية في كل من العراق وتركيا، وأن السلطات باشرت عقب ذلك بفتح تحقيق توصل إلى أن جمعية سعودية تعمل تحت إسم “الوقف الإسلامي” تم إنشاؤها عام 1989 هي التي كانت تدعم الجمعيات التي أسسها المتطرفون في الكثير من المناطق بكوسوفو وأغلب تمويلها يأتي من السعودية و قطر ودول أخرى في مجلس التعاون وذلك إستناداً إلى مقابلات أجريت مع المحققين. وقامت شرطة كوسوفو بإغلاق هذه الجمعية “الوقف الإسلامي” إضافة إلى 12 مؤسسة أخرى، واعتقلت 40 شخصاً آخرين.

وكشفت الصحيفة، إنه وخلال إجتماع عقد عام 2003، حذّر “ريتشارد هولبروك” الذي شغل منصب الموفد الأمريكي الخاص إلى البلقان، في وقت سابق، قادة كوسوفو من عدم التعامل مع “لجنة الإغاثة السعودية المشتركة لكوسوفو”، والتي هي عبارة عن منظمة تتألف من “مؤسسات خيرية سعودية”. وقال إنه بعد مرور عام على ذلك تم إغلاق المؤسسة إلى جانب عدد من المؤسسات السعودية في كوسوفو بعد أن وردت معلومات بأنها تعمل كغطاء لتنظيم القاعدة.

كما كشفت الصحيفة أيضاً إن من بين المؤسسات السعودية الأخرى التي تم إغلاقها مؤسسة “الحرمين” التي أكدت وزارة الخزانة الأمريكية عام 2004 بأن لها علاقة بالإرهابيين.

ويعتبر النظام السعودي الداعم والناشر الأساسي للفكر الوهابي المتطرف الذي يقوم عليه تنظيم “داعش” الإرهابي والتنظيمات التكفيرية الأخرى. ووفق العديد من التقارير إستثمر هذا النظام على مدى العقود الماضية مليارات الدولارات في مؤسسات خيرية مزعومة لنشر الفكر الوهابي الذي يتسم بالقسوة والتعصب وتكفير كل من لم يرتضي هذا الفكر المتطرف.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق