التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 5, 2024

بعد ستة عشر عاماً على التحرير… أين المقاومة اليوم في المشهد العربي؟ 

قبل ستة عشر عاماً أجبر الکيان الإسرائيلي على الانسحاب من لبنان، ثم حاول القضاء على المقاومة التي يقودها حزب الله عام 2006 وفشل. اعترف الکيان الإسرائيلي عبر تقرير فينوغراد بما وصفه بالفشل والأخطاء القاتلة. صارت صور أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في المدن العربية من المشرق الى المغرب، تقارب لا بل تتخطى ببعض من الأحيان ما كان عليه الزعيم العربي جمال عبد الناصر في أوجه.

أقلق الأمر ليس فقط الکيان الإسرائيلي، وانما الخائفين من عدوى المقاومة ومما وصفوه من التمدد الايراني لاحقاً. لوح الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بخطر الهلال الشيعي. سبق ذلك اغتيال رئيس الوزراء اللبناني صاحب العلاقات العربية والعالمية الواسعة جداً رفيق الحريري عام 2005. كانت التهمة السياسية سريعة جداً ضد سوريا وحزب الله. قالت دمشق والحزب ان في الأمر محاولة للقضاء على المقاومة وزرع الفتنة.

اليوم وفيما لبنان احتفل ويحتفل بالذكرى السادسة عشرة لتحرير جنوبه وطرد المحتل الذي كان يصول ويجول على أرضه وفي سمائه وبحره ويقتل البشر والحجر وشجر الزيتون والرمان والتين والعنب، يدور نقاش أخطر وأعمق حول المقاومة ومشروعيتها وسط حرائق المشهد العربي، حيث بات حزب الله على لوائح الارهاب الخليجية وفي جامعة الدول العربية، وبعد ستة عشر عاماً على التحرير يطرح السؤال نفسه، أين المقاومة اليوم في المشهد العربي؟

تكاد المقاومة العربية تنحصر اليوم: بحزب الله وحماس والجهاد، مع إضافات أخرى من الجبهتين الشعبية والديموقراطية والقيادة العامة وغيرها (لو كنتم تتذكرونها).

أما المشكلات التي يواجهها محور المقاومة وخصوصاً حزب الله اليوم، فتنحصر بحسب القادة العرب وخصوصاً الخليجية منها، في أن هذه المقاومة مدعومة من إيران وسوريا، ولأنها كذلك فهي تثير ريبتهم على أساس أنها ذراع إيرانية في المنطقة العربية (لنتذكر مبارك والملك عبدالله الثاني وكلامهما عن هلال شيعي).

تضحيات حزب الله تواجه اليوم وضعاً حرجاً. فكل محور المقاومة، متهم بالإرهاب دولياً وعربياً ومن منظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون وفي أمريكا. حيث ثمة آلة إعلامية هائلة تعمل على ضرب سمعة هذه المقاومة، وذلك بسبب شعور بعض الدول العربية أن حزب الله وإيران خطفا منها وهج فلسطين، هذا القلق ازداد أكثر بعد توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وإيران واستعادة القيادة الإيرانية مبالغ مالية كبيرة واستئناف حركتها الاقتصادية والنفطية.

أمام هذا التخبط العربي، دخل الکيان الإسرائيلي من هذين البابين، أي القلق من إيران، والقلق من حزب الله، ليقنع دولاً عربية بأن الخلاص هو تشكيل جبهة مشتركة تضمه مع تركيا وفرنسا لمواجهة ايران وحزب الله. تحقق فعلاً جزء من هذا، حيث تكشف مثلاً وثائق ويكيليكس كيف أن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قال لهيلاري كلينتون إن خطر إيران وحزب الله يقلق بلاده أكثر من الکيان الإسرائيلي. وهو ما قاله أيضاً وحرفياً وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفه وغيره، أيضا وهبت مصر للسعودية جزيرتي تيران وصنافير والذي رحب به الکيان الإسرائيلي وغيره.

بناءاً على ما تقدم، تُعتبر المعركة التي يواجهها حزب الله ومحور المقاومة الأصعب من حيث الحجم والإمكانات، لكن محور المقاومة لم يكن غافلاً يوماً عن حقائق اللعبة السياسية أو الأمنية أو العسكرية حيث أثبت قدرته على المضي قدماً ضمن استراتيجية واضحة وهي استمرار القتال حتى استرجاع الأرض التي اغتصبت ان كان في فلسطين عبر الكيان الاسرائيلي أو عبر الارهابيين وداعميهم في البلدان العربية.

ولا بد هنا من نهضة عربية غير رسمية، توقظ الضمائر العربية وتعيد البوصلة إلى مكانها الصحيح. نهضة لا تفرّق بين سني وشيعي ولا بين مسلم ومسيحي وتقفز فوق الصراعات العربية لوقف الحرائق وإنقاذ ما بقي من فلسطين و أراض عربية. فالکيان الإسرائيلي اليي يغازل هذه الدولة أو تلك، لا يريد لنا جميعاً سوى الدمار أو الخنوع من الرياض إلى بغداد فدمشق والقاهرة وبيروت.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق