التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أبريل 27, 2024

هل امريكا تعیق تحرير الفلوجة؟ فما هي الأسباب؟ 

“الطائرات الامريكية ستشن غارات على مناطق الاشتباك بين الجيش العراقي والتشكيلات الشعبية من جهة وداعش من جهة اخرى في الفلوجة اذا ما حدث” هكذا عبر قائد القوات الامريكية المستقرة في غرب العراق، اذن هي رسالة واضحة بممانعة امريكية حال تحرك الجيش العراقي لتحرير الفلوجة، والوقوف الى جانب داعش. فيما اعتبر المتحدث العسكري الامريكي “وارن” الجمعة الماضية، “ان تحرير الفلوجة لا يرتدي اهمية عسكرية حالياً، لأن الأولوية هي لدحرهم في الموصل”، وهو ما يعكس الضغط الاعلامي الامريكي للتقليل من اهمية اي انتصار يتحقق هناك من جهة، ورسائل بالوقوف بوجه عملية التحرير هذه.

في المقابل، اكمل الجيش العراقي والحشد الشعبي استعداداتهم لتحرير مدينة الفلوجة، وفي هذا الخصوص اعتبر “ناظم السعدي” القيادي في الحشد الشعبي، بأن الاستعدادات تشير الى ان تحرير الفلوجة من ايدي داعش الاجرامي لا يتطلب اكثر من سبعة ايام، وقال، “إن الحشد الشعبي يمتلك فصائل عسكرية تتمتع بجهد استخباري عالٍ وقدرات قتالية كبيرة، وهي قادرة على تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة داعش الإجرامي وتطهير شوارعها ومبانيها من العبوات الناسفة والمواد المتفجرة بمدة زمنية لا تتجاوز السبعة أيام”.

هذا وأكد المتحدث باسم عصائب اهل الحق أن “الاستعدادات اكتملت لتطهير الفلوجة والكرمة ولم يتبق الا اقتراب ساعة الصفر وتنطلق العمليات الخاصة بتطهير المدينة”، مضيفا ان “فصائل المقاومة والشرطة الاتحادية وباقي القطعات المتجحفلة معها على اتم الجهوزية القتالية لتحرير تلك المدينة”، وأضاف، ان “كافة القطعات متشوقة للقاء الدواعش في الفلوجة عازيا السبب الى ان هذه المدينة عانى منها ابناء الشعب العراقي”، مشيراً الى “عزم القطعات على انهاء ملف عصابات داعش الارهابية في الفلوجة والكرمة”.

الإستعدادات لتحرير الفلوجة والتي يقابلها اعاقة امريكية، يمكن ارجاعها الى مجموعة من الأسباب التي سنفصلها كالتالي:

اولاً: تضم الفلوجة كبار قادة داعش الاجرامي، وأهم قادة حزب البعث الصدامي المنحل، وضباط استخبارات امريكية ودول غربية أخرى وعربية، بالإضافة الى ضباط من الموساد الإسرائيلي، وعليه، لو قام الجيش العراقي والتشكيلات الشعبية المساندة بتحرير الفلوجة فستكون فضيحة كبرى للدول الغربية التي تدعي محاربة داعش الإجرامي، لأن الوثائق هناك ستثبت خلاف ذلك، وستتكشف كل الأسرار.

لهذا نرى الممانعة الأمريكية شديدة اللهجة بوجه تحرير الفلوجة، فقد اصدرت الادارة الامريكية امراً عاجلاً قبل ظهر امس السبت وتبلغت به السفارة الامريكية ببغداد يقضي بمنع اي هجوم عراقي على الفلوجة وسحب القوات المحيطة بها والحشود الاخرى فوراً.

ثانياً: امريكا جعلت من الفلوجة ورقة ضغط على العراقيين والسياسيين لإمرار خططها، وهي تستفيد من هذه الورقة لإشغال الرأي العام عن المطالب الإصلاحية، وبالتالي الهدف ابقاء العراق تحت سيطرتها، وهذا ما يفسر مسلسل التفجيرات الاخيرة التي طالت بغداد، فهي جاءت لإعاقة تقدم العراقيين نحو تحرير الفلوجة.

ثالثاً: تحرير الفلوجة يعني القضاء على مسلسل الفتنة التي عملت امريكا على مر السنوات لتغذيته، فهي استفادت من الخصوصية التي تتمتع بها المدينة والتي تبعد عن العاصمة بغداد 68 كيلومتر لتحقيق هذا المأرب، فيما تحاول امريكا توجيه الأنظار بالذهاب الى الموصل والتي تبعد 300 كيلومتر.

يضاف الى ان امريكا تدرك جيداً أن تحرير الفلوجة هو تحرير لمحافظة الأنبار بالكامل من بعده، وهذا ما سيقضي على مشروع تقسيم العراق الذي يعمل عليه. كما وأن تحريرها يعني مزيداً من الإنتصار للعراقيين وخيار التشكيلات الشعبية فيه، وهو ما لا تريده امريكا والمحور الدائر في فلكها. كما وأن ملف الفلوجة يستفاد منه في الوقت الحالي بمزايدات انتخابية امريكية بين الأحزاب المتصارعة على منصب الرئاسة الأمريكية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق