التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أبريل 28, 2024

هل يمثل سفر رمضان عبد الله شلح للقاهرة بعد تصريحات السيسي اعلان البدء بتوقيع اتفاقية “كامب ديفيد اثنان” 

تناقلت وسائل الاعلام الفلسطينية خبراً مفاده ان رمضان عبدالله شلح رئيس وفد الجهاد الاسلامي ونائبه زیاد النخالة كانا قد توجها الى العاصمة المصرية القاهرة بعد تصريحات الرئيس المصري السيسي الاخيرة والتي ابدى من خلالها استعداده لدعم المبادرة الفرنسية لاستئناف مفاوضات التسوية بين الكيان الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، قائلاً إن الجانبين أمام فرصة تاريخية لإحلال السلام في الشرق الأوسط على حد تعبيره، رغم عدم وجود مبررات من وجهة نظر كثير من المراقبين لتحقيق التسوية في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة. فما هي الاهداف الحقيقية من توجه رمضان عبدالله شلح الى القاهرة؟ فهل يهدف السيسي من تصريحاته هذه الى اجراء صلح ووفاق بين الفرقاء الفلسطينيين ام ان السيسي يسعى لاجراء اتفاقية “كامب ديفيد” اثنان على غرار الاتفاقية التي وقّعها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات مع الكيان الإسرائيلي في آذار/مارس عام 1979 ؟

فقد تكاثرت الشكوك واشارات الاستفهام على هذه التصريحات والهدف من ورائها فها هي وسائل اعلام الكيان الاسرائيلي تعلن ترحيب قادة الكيان وبشدة بهذه التصريحات حيث قام رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالترحيب بها وابداء استعداد الكيان الاسرائيلي للتعاون مع مصر فيما سارع “إسحاق هرتزوغ” زعيم الجناح المعارض في الكيان الإسرائيلي الى وصف كلام السيسي “بالخطاب التاريخي” حيث اكد انه “اعتقد ان هناك فرصة اليوم علينا استغلالها لا ان نفوتها وان ندير لها ظهرنا”.

ويتساءل مراقبون هل اتت تصريحات السيسي بعد تصريح هرتزوغ حينما قال في لقاء خاص له “هناك فرصة اقليمية نادرة للسلام ربما ستمر ولن تعود انا لا اقول ذلك اعتباطيا ولكن اقوله عن معرفة” فهل تدل التقاطعات المشتركة بين تصريح الاخيرين عن اعتراف فاضح لاتفاقية كامب ديفيد جديدة.

وما يؤكد هذه الشكوك جميعها تصريحات “اوهاد حامو” مراسل الشؤون العربية في القناة الثانية لدى الكيان الاسرائيلي عندما قال “نتنياهو والسيسي يتحدثان هاتفيا على نحو دائم واسبوعي لفترة طويلة ومقربون من هرتزوغ قالوا ان الاخير ونتنياهو تصلهم رسائل من التحالف الاقليمي منذ وقت طويل عن شيء كبير ينضج وخطط لعملية سياسية ما كبيرة” فيما اوردت وسائل اعلام الكيان عن امكانية قيام نتنياهو وهرتزوغ بزيارة مشتركة الى مصر للقاء السيسي والبحث في الدعوة المصرية.

وعلى الرغم من ان حركة الجهاد الاسلامي هي من أبرز حركات المقاومة الفلسطينية التي تتبنى خيار المقاومة وترفض الدخول في العملية السياسية، وترى أن فلسطين أرض إسلامية عربية من البحر إلى النهر وتحرم شرعا التفريط في أي شبر منها ولكن هل تعير هذه الحركة انتباهاً هي وغيرها من الفصائل الفلسطينية للحقوق الفلسطينية المنتهكة؟ وهل تدرك ان المصالحة ضرورية ويجب أن تنجح، لأنها مصلحة فلسطينية أولا وأخيرا، مصلحة من أجل مواجهة الاحتلال، ومن أجل منعه من مواصلة ابتلاع الأرض الفلسطينية، وتهويد القدس، وتدمير الأقصى، وحتى تنجح المصالحة ببعدها المحلي، لا بد للجميع من التعامل مع الاخر على انه تيار عريض هام داخل الشعب الفلسطيني وان كانت الاجابة بنعم فكيف تذهب هذه الفصائل الى احضان السيسي وحلمه المنشود بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد اثنان.

ان استمرار الاقتتال الفلسطيني الذي مرت عليه سنوات عجاف ادى الى الابتعاد عن القضية الكبرى والاساسية وهي استعادة القدس فهل من صالح الكيان الاسرائيلي تحقق الوفاق بين هذه الفصائل ام انها تحقق غايتها باستمرار اغتصابها للأراضي الفلسطينية عن طريق استمرار هذ الفوضى؟ وكيف لهذه الفصائل ان تلتحم وتقاتل تحت راية واحدة وبوتقة مشتركة وهي اليوم تتوجه الى السيسي الذي كشف موقع فروبس الامريكي فضيحةً جديدة من العيار الثقيل تتعلق بالسياسة الخارجية لواشنطن حين نقل الموقع تقريراً صدر في الثاني عشر من أيار الجاري، عن مكتب المحاسبة الأمريكي قوله، إن الحكومة الأمريكية تجاهلت بشكل تام انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة في مصر، وذلك بمنح مصر مساعدات تقدر بنحو ست مليارات ونصف المليار دولار في الفترة ما بين عامي 2011 و2015 بما يخالف القانون وهنا فإن السعي الأمريكي لتعزيز نظام السيسي ولو على حساب الشعب المصري، هو من الأمور التي لا مشكلة فيها بالنسبة لأمريكا، خصوصاً عندما يقع ذلك في مصلحتها ويُثبت التقرير أيضاً، وبلسانٍ أمريكي، زيف ادعاءات واشنطن، لا سيما لجهة المناداة بالديمقراطية وحقوق الشعوب. ففي وقتٍ نشهد فيه تغييراً في بعض الأنظمة، نجد واشنطن تدعم تعزيز أنظمةٍ موالية لها لا سيما النظام المصري وبعض الأنظمة الخليجية، فيما بدا واضحاً أن القاسم المشترك بينها هو تعزيز أمن الكيان الإسرائيلي والتآمر على القضايا العربية.

وان كانت ادعاءات السيسي صحيحة فلماذا لا يقوم السيسي وبشكل دائم بفتح معبر رفح في غزة؟ هذا المعبر المغلق منذ بداية العام وحتى الآن والذي لم يفتح سوى ثلاثة أيام فقط لم تكف سوى لمرور أقل من ألف حالة فقط بينما يوجد آلاف العالقين في غزة من المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات والجالية المصرية والحالات الإنسانية والكثير من العالقين الذين فقدوا حياتهم ومستقبلهم وإقامتهم وأعمالهم بالخارج بسبب الإغلاق المستمر للمعبر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق