التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 5, 2024

الطرح السعودي بخصوص القضية الفلسطينية، بماذا يفكر الكيان السعودي العائلي والاسرائيلي؟ 

لم يعد الحديث عن التطبيع بين الانظمة العائلية الحاكمة في بعض الدول العربية والكيان الاسرائيلي بالأمر الجديد وخاصة السعودية منها، لكن الجديد ما كشف مؤخراً حول الطرح الذي تقدمت به سلطات العائلة السعودية الحاكمة بخصوص القضية الفلسطينية والقائم على اعطاء الحكم للفلسطينيين في غزة تحت اشراف مصري ومنزوعة السلاح المقاوم وكذلك في الضفة وتسوية اراضي مدينة القدس في مقابل الاعتراف بالکيان الاسرائيلي على كافة الاراضي الفلسطينية الاخرى كما وتوطين الفلسطينيين في البلدان التي لجأوا اليها على ان تتحمل العائلة السعودية الحاكمة التكاليف المادية المترتبة على ذلك.

في لمحة سريعة لآخر اللقاءات ذات الطابع السعودي هو ما ذكره التقرير الاسرائيلي لصحيفة هآرتس، ففي فبراير عام 2010، صافح الامير تركي الفيصل، نائب وزير الخارجية الاسرائيلي في مؤتمر ميونيخ للسياسات الامنية، وفي يوليو 2014، كتب مقالا بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، دعا تركي الفيصل الإسرائيليين للسعودية قائلا: أهلاً بكم في منزلي. ولاسترضاء الاسرائيليين، قال الفيصل في مقال نشر بالطبعة الإنجليزية للصحيفة الاسرائيلية، إنه يرغب بزيارة المتحف الإسرائيلي ياد فاشيم وحائط المبكى، كاشفا أنه زار متحف ما يسمى بالمحرقة في واشنطن. وفي اكتوبر 2015، إلتقى تركي الفيصل بزعيم حزب «هناك مستقبل» الإسرائيلي يائير لبيد في نيويورك.

وسبق للفيصل أن أجرى لقاءات سابقة مع مسؤولين اسرائيليين، وفي السنوات الأخيرة التقى الفيصل مسؤولين إسرائيليين كباراً بينهم الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية أمان اللواء احتياط عاموس يدلين الذي يترأس الآن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب. كما التقى دوري جولد وشمعون شابيرا المسؤول الحالي بالخارجية الإسرائيلية، مع الدكتور أنور عشقي المقرب من العائلة الحاكمة السعودية والسفير السابق للمملكة في أمريکا سرا، ولكن في يونيو 2015 أصبحت اللقاءات علنية، عندما تصافح جولد وعشقي في فعالية بمعهد أبحاث بواشنطن، وقال عشقي أمام عدسات الكاميرات إن التعاون بات ممكنا، وإن هناك العديد من المصالح المشتركة، آخر هذه اللقاءات هي المناظرة التي جمعت الفيصل مع عميدور. في هذا المقال سنحاول الاشارة الى خلفيات الطرح السعودي الاخير والاسباب الكامنة وراء السعي لعلاقات علنية مع الكيان الاسرائيلي.

الارادة الشعبية، عدو مشترك

ما هو واضح ان الغرب الاستعماري اختلق الكيان الاسرائيلي ومعه كيانات عائلية حاكمة كالسعودية لضرب ارادة شعوب المنطقة، وبالتالي ضمان اخضاع المنطقة لتحقيق منافع الغرب المتمثلة بنهب ثرواتها وتصريف انتاجها في آن معاً، المخطط الغربي قابلته تحركات شعوب المنطقة والتي اسست ما بات يعرف اليوم بمحور المقاومة والممانعة الذي يمتد من ايران وسوريا الى العراق ولبنان وفلسطين فاليمن وسائر شعوب المنطقة، هذه الارادة الشعبية اصبح لها ثقلها على الساحة الفلسطينية، هذه الارادة اذن عدوة تركيبة الكيانات العائلية الحاكمة والكيان الاسرائيلي، ومن هنا يبرز الصراع بين الارادة الشعبية من جهة وادوات المحور الغربي من جهة اخرى، وهو ما يفسر حاجة الكيانات العائلية الحاكمة كالسعودية والكيان الاسرائيلي لابراز علاقاتهما الى العلن.

نظام سعودي مضطرب داخلياً وخارجياً، والكيان الاسرائيلي مفتاح الحل

لا معنى للقضية الفلسطينية في عقلية الكيان السعودي الحاكم، فمهما كان الطرح الاسرائيلي فهو موضع قبول وتأييد لدى الكيان السعودي، واليوم يدرك النظام السعودي الحاكم ان وضعه في المنطقة صار مضطرباً ومهدداً، فهو دخل في عدوان ضد الشعب اليمني، ودعم جماعات الغرب الاستعماري في سوريا والعراق، واسس على مدى سنوات للفكر الوهابي التكفيري على اراضيه، وداخلياً هناك خلافات محتدمة بين سلمان الحاكم وافراد اسرته، وسلمان يدرك جيداً ان تجاوز الخلافات هذه وقضائه على خصومه لا يمكن الا بوجود رضا امريكي، والرضا الامريكي مفتاح الحل فيه عند الكيان الاسرائيلي، وان كان شكل العلاقات بين الكيانين قديم، الا ان المرحلة تتطلب مزيداً من تحصيل هذا الرضا للإستمرار، ولهذا برز شكل العلاقات بصورتها العلنية مؤخراً، اما عن آلية حل القضية الفلسطينية فهي ليست في فكر وتطلعات النظام السعودي الحاكم.

ماذا يريد الكيان الاسرائيلي؟

أولاً: يريد الاسرائيلي مزيداً من الاستفادة من السعودي لما يخدم ضرب محور المقاومة وليست معالجة المسألة الفلسطينية في حساباته، فهو يرى نفسه متفوقا وليس بحاجة لتسوية. عليه فإن الكيان الاسرائيلي يطمح من خلال العلاقات العلنية لفرض واقع مألوف وعادي في العلاقات معه وتقبله لدى الجمهور العربي. وهذا ما يمكن ملاحظته من حديث عميدور عندما قال: “اعتقد أنه لا بديل عن هذه المناقشات بين الطرفين.. هي لن تؤدي دائما إلى اتفاق ولكنها تؤدي إلى فهم أفضل للجانب الآخر وهذا مهم جدا اليوم، أنا متأكد أنها ليست المرة الوحيدة التي يلتقي فيها سعودي وإسرائيلي، وهي ليست مشكلة في إسرائيل. بالنظر حولنا نجد أننا نتشارك مع الدول العربية في العديد من المصالح، وندرك أنه من المهم للإسرائيليين التحدث وتبادل وجهات النظر ومحاولة إقناع العرب حولنا”.

ثانياً: هناك حاجة لدى الكيان الاسرائيلي للتعاون مع الكيانات العائلية الحاكمة في القضايا المتعلقة بسوريا والعراق واليمن وغيرها بصورة اكبر، والعمل على مواجهة ايران بصورة تنسيقية افضل، وعليه يقول عميدور: “من وجهة نظر إسرائيل القلق من الملف الإيراني هو أن إيران ستصبح في يوم من الأيام قدرة نووية وهذا تهديد لوجودنا ولن نسمح بحصول ذلك بمساعدة الأمريكيين أو من دونهم” يتابع: “وتعاون حكام السعودية معنا أمر لابد لهم منه”. عميدور ركز على ما يقلق كيانه بالفعل وهو محور المقاومة حيث أن عميدور يريد أن يوصل رسالة واضحة في حديثه لطالبي ود كيانه بأن عليكم أولا تخليصنا من إيران وحزب الله والقوى الأخرى التي تتصدى لمشروعنا وإلا فلا حاجة لنا بالتعاون أو التنسيق معكم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق