التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

ازمة المشردين والمهجرين عالمية في احصائيات لعام 2015 

ذكر تقرير أن التدخلات الخارجية التي ادت الى نشوب حروب في اليمن وسوريا والعراق تسببت في سعي 6/4 مليون شخص إلى النزوح إلى مكان آخر بتلك الدول العام الماضي. وجاء في التقرير الصادر عن مجلس اللاجئين النرويجي ومركز رصد المشردين داخليا، أن مناطق الصراعات الثلاث بها أكثر من نصف العدد الإجمالي للمشردين داخليا، وهو 6/8 مليون شخص. وسجل اليمن 2/2 مليون نازح، ثم تأتي سوريا بـ 3/1 مليون نازح، والعراق بـ1/1 مليون نازح. ولا يشمل هذا الرقم اللاجئين الذين سعوا إلى الأمان خارج بلدانهم.

وقال جان إنجلاند، الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي، اكد إنه يوجد حاليا 8/40 مليون نازح في الداخل على مستوى العالم بسبب الحروب. وأضاف: “هذا أعلى رقم على الإطلاق يتم تسجيله وهو ضعف عدد اللاجئين في العالم”. وقال “كارستين هانسن”، المدير الإقليمي لمركز رصد النازحين داخليا لشؤون الشرق الأوسط: “بينما يتركز اهتمام العالم على تدفق اللاجئين خارج المنطقة، هناك الملايين من النازحين داخليا في الشرق الأوسط وهو ما يزيد (على عدد النازحين في الداخل) ببقية دول العالم قاطبة.

سورياً فقد أعلنت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين والنازحين في مختلف أنحاء العالم تتخطى الـ 60 مليوناً أغلبهم من سوريا. وأفادت المفوضية السامية بالأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير بأن عدد النازحين قسرا في أرجاء العالم عام 2015 على وشك أن يتخطى 60 مليونا للمرة الأولى، أي أن واحدا من كل 122 إنسانا هو مضطر للفرار من بيته، وكان الرقم الإجمالي لعدد اللاجئين يبلغ 59.5 مليون في نهاية 2014.

وتقول المفوضية السامية إن الاوضاع السورية التي بدأت عام 2011 كانت السبب الرئيسي وراء النزوح الجماعي، إذ لجأ أكثر من 4.2 مليون سوري للخارج ونزح 7.6 مليون عن ديارهم إلى أماكن أخرى داخل سوريا حتى منتصف العام. وأكدت أن كثيرا من اللاجئين سيظلون خارج أوطانهم لسنوات، وتابعت “إذا أصبحت لاجئا اليوم، فإن فرص عودتك إلى الديار ستكون أقل مما كانت عليه في أي وقت منذ أكثر من 30 عاما”. وأضافت أن طلبات ما يقارب 2.5 مليون من الساعين للجوء مازالت معلقة، بينما تلقت ألمانيا وروسيا والولايات المتحدة أعلى عدد من حوالي مليون طلب جديد تم تقديمها في النصف الأول من العام. وحسب ما ورد بالتقرير، فقد نزح ما يقدر بـ 34 مليونا لأماكن أخرى داخل بلدانهم حتى منتصف العام بما يزيد بحوالي مليونين عن العدد في الفترة نفسها من عام 2014.

اليمن ايضاً من بين البلدان الأعلى عددا للنازحين الجدد بواقع 933.5 ألف نازح. وأشار التقرير إلى أن الدول النامية الواقعة على حدود مناطق الصراع لا تزال تستضيف معظم اللاجئين، وحذر من تنامي حالة “الاستياء” ومن عملية “تسييس اللاجئين”. واستند التقرير إلى الأرقام الرسمية حتى منتصف العام، أي قبل أن يبلغ تدفق اللاجئين والمهاجرين العابرين للبحر المتوسط أملا في الوصول للقارة العجوز.

ليبياً كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن إن المعاناة البشرية تشكل ضغطا هائلا هناك وهي التي تمتلك مخزونا كبيرا من النفط وتتمتع بإمكانات اقتصادية قوية.و وفقا لتقرير الأمم المتحدة فإن نحو مليون وتسعمائة ألف شخص يحتاجون مساعدة إنسانية عاجلة للوفاء باحتياجاتهم الصحية الأساسية. ويقدر عدد المشردين داخليا في ليبيا 430 ألف شخص ويواجه حوالي مليون شخص صعوبات في الحصول على الغذاء معظمهم في بنغازي وشرق ليبيا.

امريكياً فنسبة المشردين المنتشرين في مدينة لوس أنجلس في ارتفاع، إحدى أكثر مدن العالم ثراءً. ووفقًا لشبكة “بي بي سي”، فإن أرقام الإحصاء الذي أجرته وكالة “لاسا” المعنية بتقديم خدمات للمشردين، أظهرت ارتفاعًا بنسبة 12 % في عدد المشردين المقيمين في مراكز إيواء مؤقتة، وفي الشوارع والسيارات بالمدينة، ليصل إلى حوالي 45 ألف مشرد. ويحاول مسؤولو ولاية كاليفورنيا الأميركية العمل على حل المشكلة عن طريق رفع الحد الأدنى للأجور، إلى جانب تقديم الخدمات والمساكن للفئات المهمشة في المدينة. وكشف تقرير أعدته وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية في يوليو الماضي، أن الولايات المتحدة تضم أعلى نسبة مشردين بين النساء والأطفال بين نظيراتها من الدول الصناعية.وقال التقرير إن عدد العائلات المشردة في الولايات المتحدة شهد ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، دون أن تبيّن عدد تلك العائلات أو نسبة الأطفال والنساء بينها. وبلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر في الولايات المتحدة العام 2013 نحو 45.3 مليون، حسبما جاء في تقرير هيئة الإحصاء الأميركية في سبتمبر 2014.

جنوب السودان والكونغو الديمقراطية ونيجيريا على رأس الدول التى شهدت حالات نزوح جماعي للسكان عن منازلهم نتيجة التدخلات العسكرية الخارجية فيها، وفي هذا الخصوص يقول يان إيغلاند الأمين العام للمجلس إن هذه الأرقام يجب أن توقظ الساسة في أنحاء العالم ليتخذوا إجراءات مناسبة، كما أنها تعتبر أسوأ أرقام التهجير القسري في جيل واحد، مما يشير إلى الفشل الكامل في جهدنا لحماية المدنيين الأبرياء . وظهرت أوكرانيا في التقرير للمرة الأولى بسبب المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين في شرق البلاد ووصل عدد المشردين هناك إلى أكثر من 646 ألف شخص.

السؤال الكبير اليوم، كيف ستتحرك الدول في المنطقة وخارجها بعد استفحال مشكلة المشردين والمهجرين، فضلا عن سقوط آلاف القتلى شهريا في كل من العراق وسوريا؟ وماذا سيكون مستقبل العالم إذا تواصلت الفوضى والصراعات المسلحة في عدد كبير من دول العالم بما في ذلك مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والصومال والسودان؟. ومن هي الجهات التي أسست هذه الجماعات المسلحة وتقوم بدعمها بالمال والسلاح وتبثها في كل مكان بما في ذلك على الحدود المصرية الفلسطينية وفي القاهرة؟ النتيجة واحدة وهي إجهاض إرادة الشعوب في التحرر السياسي والاجتماعي والثقافي وتوريطها في مزيد من حروب الاستنزاف خدمة لأجندات استعمارية جديدة.. من بينها إعادة صياغة خريطة المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق