التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, مايو 7, 2024

الانتخابات البلدية في لبنانتعري الثقل الجماهيري للقوى السياسية في عقر دارها 

شهد لبنان أمس معركة انتخابية هي الأولى منذ 6 سنوات، شملت العاصمة اللبنانية بيروت ومنطقة البقاع في جولتها الأولى على أمل أن تشمل المناطق اللبنانية الآخرى في مرحلتها القادمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

اللافت في هذه الانتخابات هبوط شعبية رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في العاصمة، في وقت تمكن حزب الله من الفوز في بلدة بريتال بينما تقدمت القوات اللبنانية على لائحة المستقبل في زحلة.

وفي أول تعقيبه على سير العملية الانتخابات، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة في بيروت بعد إقفال صناديق الاقتراع مساء الأحد “اللبنانيون أثبتوا اليوم أنهم يستحقون الحرية والديمقراطية وأنهم جاهزون للاستحقاقات المقبلة”، وأضاف المشنوق أن “السياسة في لبنان استعادت اليوم بعضا من حيوتيها ومن الضوء بدلا من الحديث كل الوقت عن المشاكل وأخذت جرعة إيجابية تجعلنا نواجه في المراحل الثلاثة إن شاء الله بشكل أفضل وأحسن.”

وأضاف المشنوق”الانتخابات الأولى التي يجب أن تجرى في لبنان لاكتمال النصاب السياسي للنظام اللبناني هي رئاسة الجمهورية بعدها تتم الانتخابات النيابية وأي كلام آخر هو كلام لفتح مشكلة وليس لتحقيق نتيجة”، وتابع قائلاً”النسب المتدنية نسبيا هي فقط في بيروت وليس أكثر من بيروت .هي أقل بقليل من عشرين بالمئة في زحلة (شرق البلاد)النسبة حوالي 40 وفي القرى هناك نسبة 60. في بعلبك هناك نسبة عالية جدا وفي قرى محافظة البقاع استطيع أن أؤكد ان ثمانية من عشرة نسبة التصويت عالية.”

الحريري في بيروت فوز بطعم الخسارة:

في بيروت تنافست لائحتان كاملتان على 24 مقعدا في المجلس البلدي موزعين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وطرحت حركة لبنانية جديدة تسمى “بيروت مدينتي” نفسها كمنافس جدي في الفوز في الانتخابات البلدية مستفيدة من حالة الاستياء من الحكم الفاشل في محاولة غير مسبوقة لإضعاف قبضة الأحزاب الطائفية، وكشف الاستحقاق الانتخابي في بلدية بيروت هزالة التأييد لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري، فعلى الرغم من فوز لائحة الحريري “البيارتة” في الانتخابات البلدية للعاصمة بيروت، الى أن هذا الفوز كان أقرب لطعم الخسارة حيث لم تنجح ماكينة الحريري الانتخابي في اقناع أكثر من 19% من سكان المدينة للمشاركة في الانتخابات، وانتشر مندوبي تيار المستقبل بكثافة بالقرب من مراكز الاقتراع، وهم يسعون إلى إقناع المواطنين بالتصويت لللائحة عبر نشر اللوائح وتوزيعها.

ونقلت جريدة الأخبار اللبنانية عن سيدة بيروتية قولها من على بوابة أحد مراكز الاقتراع في منطقة المصيطبة، “يحلّ عنّا سعد الحريري… جرّبناه وما طلع منّو شي… فشل بالسعودية وراجع يكمّل فشلو بلبنان”.

وعلى الطرف المقابل لم يتمكن التيار الوطني الحر من تحقيق أي خرق في انتخابات بيروت، ورأى رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، ان “الانتخابات البلدية ستسير بنا الى الأمام عـلى مستوى البلدة وقبلها على مستوى العائلة، كما على مستوى التيار وعلى مستوى الوطن، لأننا في كل محطة ديموقراطية، علينا أن نمارس أفضل”، وختم: “لدينا استحقاق ومعركة العام المقبل في جرد كسروان ومزرعة كفرذبيان، وكالعادة سيرفعون رأس التيار، وستبقى كسروان عرينه”.

الحريري يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

الى ذلك أعلن مسؤول قلم الاقتراع في مدرسة شكيب ارسلان في فردان ان صوت رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الانتخابات الاختيارية غير محسوب وتم الغاؤه، بعد التصوبت بلائحة للانتخابات البلدية في صندوق الاختيارية، وعليه فقد صوت الحريري بلائحتين للانتخابات البلدية في صندوق الاختيارية وصندوق البلدية. واوضح ان هذا الخطأ لا يمكن تصحيحه.

الغاء صوت الحريري في الانتخابات كان كافياً لاشعال مواقع التواصل الاجتماعي ضده، حيث انهالت التعليقات الساخرة على موقعي التواصل الإجتماعي فيسبوك وتوتير. وتصدر هاشتاغ #تعو_نتمسخر_على_الحريري قائمة الأكثر تداولاً على موقع تويتر في لبنان، وكتب أحد النشطاء ويدعى أحمد رمال: “انشاء الله تخسر لائحة البيارتة بفرق صوت واحد”. وقالت ناشطة أخرى تدعى إيمان وهبي: “ياسواد وجهك يا بهية..ابن خيك…حط لائحة المخترة بصندوق البلدية.” وقالت أخرى: ”تاني مرة انتبه ما تحط صوتك بصندوق الصدقة”. وعلق ناشط يدعى جوزيف عبد النور: “المهم حطها زي ما هي، مش مهم وين”. وقال شخص يدعى كريم: “الزلمي عندو عذر خاص، بالسعودية ما في انتخابات”.

البيئة الحاضنة لحزب الله في البقاع تقول “نعم”

وفي بلدة بريتال البقاعية، منح الأهالي لوائح حزب الله وحلفائه في الانتخابات النيابية نحو 95 في المئة من أصواتها، حيث تتنافس لائحتان: الأولى مدعومة من حزب الله باسم “التنمية والوفاء لشهداء بريتال”، في مقابل لائحة “إنماء بريتال” المدعومة من الأمين العام الأسبق للحزب صبحي الطفيلي، حيث طغت البيارق والقبعات الصفراء على أجواء البلدة،وتعد هذه المرة الأولى التي يدخل فيها حزب الله المعركة الانتخابية في بلدة بريتال منذ اتفاق الطائف، وذلك بعد ضغوط من أهالي شهداء الحزب الذين تستفزهم مواقف الطفيلي المسيئة لشهداء المقاومة.

وفي مدينة زحلة تمكنت لائحة القوات اللبنانية من تحقيق فوزاً كبيراً، على وقع الخلافات القائمة في المدينة بعد وفاة النائب الياس اسكاف، وردت القوات اللبنانية الصاع المنتظر من الرئيس سعد الحريري لها صاعين للمستقبل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق