التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, أبريل 28, 2024

الأسباب القريبة والبعيدة لسقوط خان طومان 

خان طومان القرية التي تقع على بعد 10 إلى 15 كيلومتر غرب مدينة حلب، تتموضع على تلة استراتيجية وتشرف على طريق حلب دمشق الدولي، يبلغ عدد سكانها حسب إحصائيات عام 2004 مايقارب الـ 2780 نسمة، كان قد سيطر الجيش السوري على القرية قبل أكثر من سبعة أشهر خلال عملياته الواسعة التي شملت حلب وأريافها، إلا أن القرية عادت وسقطت في أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة يوم الجمعة الماضي.

قبل أيام كانت مدينة حلب المدينة الأكثر استهدافاً من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة كـ”جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجند الأقصى” وغيرها من الجماعات الإرهابية التي استهدفت المدينة بآلاف القذائف والصواريخ وجرار الغاز، وحاولت هذه الفصائل اقتحام المناطق الغربية للمدينة بعدة هجومات ضخمة حيث قامت بتفجير نفق في جمعية الزهراء لإيجاد ثغرة في صفوف الجيش السوري إلا أن جميع هجمات تلك الفصائل باءت بالفشل.

إذاً ماهو السبب الحقيقي وراء سقوط قرية خان طومان في يد جبهة النصرة والجماعات المسلحة التي تدور في فلكها؟

هنالك عدة عوامل أساسية قامت المجموعات المسلحة وجبهة النصرة باستغلالها لصالحها في معركة خان طومان مما أدى إلى انسحاب الجيش من القرية وسيطرة جبهة النصرة عليها تباعاً وهذه العوامل والأسباب هي:

1- استغلال الجماعات الإرهابية المسلحة وجبهة النصرة للهدنة وقرار وقف العمليات القتالية وخاصةً في مدينة حلب، إذ لم يمضي على سريان الهدنة أكثر من يوم واحد حتى قامت المجموعات المسلحة بشن هجوم كبير جداً على محور خان طومان.

2- قامت المجموعات الإرهابية المدعومة من واشنطن والعديد من الدول في المنطقة والتي تم اعتبارها من قبل أمريكا والدول التي تتبعها على أنها مجموعات مسلحة معتدلة كـ”جيش الإسلام” المعروف بجيش السعودية في سورية، و” احرار الشام” و”حركة فتح الإسلام” و”جند الأقصى” بحشد أكبر عدد ممكن من المسلحين وجلب التعزيزات من كافة جبهات القتال واستقدام الحشود من مدينة إدلب أيضاً وبعض المدن الأخرى، حتى وصل عدد المسلحین الذين هاجموا خان طومان إلى أكثر من 3000 مسلح.

3- قيام الدول التي تدعم وتسلح الإرهابیين في سورية وعلى رأسهم السعودية بتسليم مئات الأطنان من الأسلحة الحديثة والمتطورة جداً إلى الجماعات الإرهابية وجبهة النصرة ونشرها على جميع جبهات القتال في سورية، ومن هذه الأسلحة صواريخ تاو الأمريكية المضادة للدروع وكورنيت الروسية بالإضافة إلى تجهيزات عسكرية ولوجستية.

4- قتال جميع الفصائل المسلحة في حلب بالإضافة إلى التعزيزات التي وصلت من مختلف الجبهات في سوريا تحت لواء جبهة النصرة، واستغلالهم لثغرات قرار وقف الأعمال العدائية والتي تتمثل بعدم تحديد المناطق والجغرافيا التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” المدرجة على لائحة الإرهاب، وبذلك يستطيع المسلحون أن يتحركو بحرية تحت لوائها ويمكنهم استهداف المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري دون أن يتم اتهامهم بخرق الهدنة.

5- العامل المهم الذي ساعد عناصر المسلحين من التقدم في خان طومان هو ثغرات الهدنة التي تتعلق بخريطة توزع عناصر جبهة النصرة والمناطق التي تسيطر عليها وخصوصاً في مدينة حلب وعدم التفات الجانب الروسي لهذه النقطة المهمة واكتفائه فقط بالوعود الأمريكية بعدم السماح للجماعات المسلحة التابعة لها استغلال هكذا ثغرة، الأمر الذي أدى إلى استغلال الجماعات المسلحة المصنفة معتدلة من وجهة نظرهم بخرق الهدنة بشكل واضح لالبس فيه بعد يوم واحد على سريان مفعولها، وذلك تحت لواء “جبهة النصرة” فرع تنظيم القاعدة في سورية المصنفة دولياً بأنها منظمة إرهابية وينبغي القضاء عليها.

6- انعدام الضمانات التي تمنع الطرف المقابل من خرق الهدنة وذلك لتعدد الفصائل والمجموعات الإرهابية التي يشملها قرار الهدنة وأيضاً لتعدد المشارب والدول التي تتحكم بهذه الفصائل والمجموعات مما يجعل من الصعب جداً ضمان عدم خرق هذه الجماعات للهدنة، أما بالنسبة للجيش السوري والحكومة فقرار واحد هو ملزم لكافة جنود الجيش العربي السوري في جميع جبهات القتال، أي أن الجيش السوري والحكومة السورية أثبتا بأنهما على قدرٍ عالٍ من المسؤولية والإلتزام بالقرارات الدولية، أما بالنسبة للطرف المقابل فالأمر ليس كذلك.

7- عدم وجود مراقبيين دوليين يشرفون على سير قرار الهدنة ووقف الأعمال القتالية، ما أدى إلى غياب أي رقابة تجبر المجموعات الإرهابية الإلتزام بقرار الهدنة واستغلال هذا الأمر لتحسين أوضاعها واحتلال مناطق أكثر.

كل هذه العوامل كانت في صالح المجموعات الإرهابية المسلحة وساعدتهم على إعادة احتلال قرية خان طومان، ولكن يقظة الجيش السوري واللجان الشعبية في سورية حالا دون تنفيذ الخطة التي رسمها المسلحون لمدينة حلب، واستهداف المدينة بآلاف القذائف والصواريخ هو مايفسر الجنون والهستيريا التي اصابتهم لعدم استطاعتهم تحقيق أي اختراق داخل المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري.

فقرار الجماعات الإرهابية نقض الهدنة وعدم الإلتفات إلى القرارات الدولية أعطى الشعب السوري والجيش الحق باستهداف المجموعات الإرهابية التي نقضت الهدنة والتعامل معها بشكل حازم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق