التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

“الجيش العربي المشترك” لمواجهة الحركات الشعبية والصحوة الإسلامية 

وكالات – سياسة – الرأي –
بالنظر إلي التطورات التي شهدها العالم العربي في السنوات الأخيرة، وعلى وجه الخصوص وقوع انتفاضات شعبية في بعض هذه البلدان، وكذلك ظهور وانتشار أنشطة الجماعات الإرهابية التكفيرية وخاصةً تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط، قررت البلدان العربية وفي إطار جامعة الدول العربية بقيادة مصر والسعودية، إنشاء جيش مشترك قوامه 40 ألف جندي، بهدف التدخل في البلدان التي تمر بأزمات.

قرار تشكيل الجيش العربي المشترك اتخذ جانباً عملياً في عام 2015 من قبل بعض الدول العربية، خاصةً بعد أن اتفق قادة العرب على إنشائه في قمة شرم الشيخ في أبريل 2015، وفي المراحل التالية وبعد عقد اجتماعين هامين لرؤساء الجيوش العربية في مايو ويونيو في القاهرة، وأخيراً اعتبار أغسطس 2015 تاريخاً لتشكيل هذه القوة العربية، دخل هذا القرار مرحلةً جديدةً.

تعتزم الدول العربية وخاصةً السعودية ومصر والإمارات، ومن خلال محاكاة المؤسسات الإقليمية الأخرى بما فيها الاتحاد الأوروبي الذي شكَّل جيشاً أوروبياً مشتركاً، أو الاتحاد الأفريقي الذي أسَّس قوةً أفريقيةً لحفظ السلام، إنشاءَ قوة عسكرية مشتركة في إطار جامعة الدول العربية. ومع ذلك، ينبغي علي البلدان التي تشكل تحالفاً أو قوةً عسكريةً مشتركةً، أن تكون لديها أهداف واحدة في ثلاثة مجالات، هي مفهوم الأمن والسيادة الوطنية والسلامة الإقليمية؛ بينما نواجه الآن وفي سياق الجيش العربي، ثلاث فئات من الدول في المجتمع العربي:

1- السعودية وقطر اللتان تهدفان إلى حشد الإمكانيات العسكرية للدول العربية في مشاريع مختلفة، للمواجهة مع إيران بشكل رئيسي. 2- مصر التي هدفها الرئيسي هو جذب المساعدات الاقتصادية والمالية للبلدان العربية الغنية، من أجل تحسين وضعها الاقتصادي وشراء الأسلحة. 3- الدول الخليجية التي قلقها الرئيسي هو بقاء أنظمتها والاحتفاظ بعروشها.

ومن مراجعةً سريعةً للأحداث والأزمة في اليمن، وهجوم التحالف العربي بقيادة السعودية، تبيِّن أن الجيش العربي المشترك الذي أرادت الدول العربية إنشائه، لم يتشكَّل في الواقع للمواجهة مع الجماعات الإرهابية؛ بل إن ما يمكن التأكيد عليه فيما يتعلق بالدافع وراء تشكيل الجيش العربي، هو أن هذه الدول العربية قد شكَّلت هذا الجيش للمواجهة مع الثورات العربية والصحوة الإسلامية التي تتماشي مع محور المقاومة. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق