التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

الصحف الأجنبية: خطة بن سلمان ستفشل 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكّد صحفيون غربيون بارزون أن الغرب يعاني مشكلة الادمان على “المخدر السعودي”، مستبعدين أن “يؤدي المخطط الذي طرحه محمد بن سلمان مؤخراً الى تغيير الهيكل الاجتماعي في السعودية ومعالجة مشكلة التطرف داخل البلاد”.

من جهة ثانية، رأى باحثون آخرون أن دعوة “داعش” الى ما يسمى “دولة الخلافة” دفعت واشنطن الى التحرك ضد الجماعة، معتبرين أن “ما يميز دعوة “داعش” عن غيرها في مجال “دولة الخلافة” هو امتلاكها مخططًا للخطوات المستقبلية.

كتب الصحفي البريطاني “Robert Fisk” مقالة نشرتها صحيفة “الاندبندنت” البريطانية بتاريخ الثامن والعشرين من نيسان ابريل الجاري تناول فيها الرؤية التي قدمها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول اجراء اصلاحات في المجال الاقتصادي وغيره ضمن “رؤيته لعام 2030”.

واعتبر الكاتب أن المشكلة ليست في معاناة السعودية من “الادمان النفطي”، وانما في معاناة الغرب من الادمان على “المخدر السعودي”. وأوضح أن “المخدر السعودي” هو عبارة عن خليط من “الثراء والغطرسة والتزمت الطفولي”، مشيراً الى أنه “أخطر بكثير، اذ يعتمد على الارقام التي تشير الى أن السعودية تملك 716 مليار برميل نفط احتياط”.

ونبه الكاتب الى أن “خبراء النفط ومنذ أعوام يلفتون الى أن الكمية الحقيقية لمخزون احتياط النفط السعودي تختلف تماماً عما يشاع”، مستشهداً بما كشفه موقع “ويكيليكس” العام الماضي بأن “السفارة الاميركية بالرياض كانت قد حذرت واشنطن من أن مخزون احتياط النفط السعودي قد يكون أقل مما يعتقد بنسبة 40 بالمائة”.

ولفت الكاتب الى أن “مصدر هذه المعلومات كان المدعو سداد الحسيني وهو رئيس قسم الاستكشاف السابق لدى شركة “Aramco””. وأشار الى انه “في عام 2004 حذر خبراء النفط من تضاؤل النفط السعودي، وهذه الإشاعات تعززت اثر رفض السعودية الكشف عن أي تفاصيل مرتبطة بمخزون احتياط النفط”. وعليه أكد أن “وعود محمد بن سلمان عن زيادة الشفافية والحد من الفساد جراء خطوة خصخصة شركة “Aramco”، يُنظر اليها بعين الشك”.

الكاتب شبّه كلام محمد بن سلمان بكلام سبق وقاله السعوديون دون أن يتم تحقيق شيء ملموس. وتحدث عن كلام سعودي قبل ثلاثين عاماً عن اصلاحات وشيكة، مشيراً في الوقت نفسه الى ان “توجيه الدعوات الى الصحفيين الاجانب من أجل الاطلاع على التغييرات هو اجراء روتيني سعودي قديم”.

الكاتب تساءل “كيف لنا أن نصدق التغييرات الهائلة المخطط لها في الهياكل الاجتماعية في السعودية ونشوءها كقوة استثمار عالمية، بينما الملكية هي في حالة زواج أبدي مع المعتقد الوهابي الذي تمارسه “طالبان” و”القاعدة” و”داعش”؟”.

كما تساءل الكاتب “كيف لنا أن نستمع الى محمد بن سلمان وهو يقول انه لن يسمح للسعودية بان تكون تحت رحمة تقلب اسعار السلع الاساسية او الاسواق الخارجية، بينما السعودية هي بالحقيقة “تحت رحمة قاطعي الرؤوس المتشددين المعادين للشيعة الذين يدعمون الحرب على اليمن والذين دائماً ما يعبرون عن اشمئزازهم تجاه ايران وسوريا والكثير من المسلمين الشيعة في لبنان”؟”.

وعليه قال الكاتب إنه “لا عجب من أن السعوديين ينفقون الملايين على شركات القانون والعلاقات العامة الاميركية بغية الترويج للاستثمار الاجنبي بالاقتصاد السعودي”.

* خطورة الدعوة “الداعشية” لدولة “الخلافة”

الباحث “Jacob Olidort” كتب مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى بتاريخ الثامن والعشرين من نيسان ابريل الجاري، اعتبر فيها أن اعلان “داعش” ابو بكر البغدادي خليفة في شهر حزيران يونيو عام 2014 هو الذي وضع “داعش” على قمة الاولويات الاميركية في مجال محاربة الارهاب. وأشار الكاتب الى أن “اوباما وقبل خمسة أشهر من اعلان الخليفة كان قد خفف من خطورة “داعش” خلال مقابلة مع مجلة “New Yorker”، قبل ان يقول في شهر آب اغسطس عام 2014 (بعد شهرين فقط من اعلان تعيين البغدادي خلفية) خلال مقابلة مع الصحفي “Thomas Freidman” ان “لدينا مصلحة استراتيجية بدحر “داعش” ولن نسمح لهم بانشاء شكل من أشكال دولة الخلافة في سوريا والعراق” – وذلك قبل ايام من اعدام “داعش” اول رهينة اميركية”.

غير ان الكاتب تساءل عن “السبب الذي جعل من مسألة الخلافة دافعاً لهذا التغيير بالاستراتيجية الاميركية”، معتبراً ان “مسألة الخلافة هذه هي التي أجبرت اميركا الى التحرك وليس “استخدام الرئيس السوري بشار الاسد الاسلحة الكيماوية” ضد مواطنيه، على حد تعبيره.

ولفت الى أن “”داعش” ليست أول من دعا الى انشاء دولة الخلافة وليست الوحيدة التي تقوم بذلك اليوم”. وأشار في هذا الاطار الى “جماعات مثل حزب “التحرير” وكذلك تنظيم “القاعدة” التي تطمح هي ايضاً الى انشاء دولة الخلافة”، مضيفاً “في الوقت نفسه ان ما دفع الحكومات الغربية الى التحرك ضد هذه الجماعات لا علاقة له بدعوة انشاء دولة الخلافة وانما بالهجمات التي شنتها هذه الجماعات على الغرب”.

بالتالي نبه الكاتب الى ان “دعوة انشاء دولة الخلافة لم يدق جرس الانذار الا عندما جاء من “داعش””، مجدداً القول بان “هذه الدعوة هي التي دفعت اوباما الى اعادة تقييم “المصلحة الاستراتيجية” الاميركية بهزيمة الجماعة”.

الكاتب رأى ان “ما يميز دعوة “داعش” لدولة الخلافة يتعلق بما تطمح الجماعة الى تحقيقه، “داعش” وخلافاً لجماعات “اسلامية” اخرى، لها رؤية موضوعية لدولتها”. وقال إن “هذه الرؤية هي رؤية “سنية طائفية حصرية” مستوحاة من السلفية، وهو ما يعني بحسب الكاتب ان لدى “داعش” مخططًا لخطواته المستقبلية”. وأضاف إن “من بين هذه الخطوات المستقبلية تطهير المناطق التي تسيطر عليها من اي “تقليد” اسلامي آخر (سواء كان شيعيًّا او صوفيًّا او سنيًّا غير سلفي)، اذ تستند الجماعة على امثلة من التاريخ الاسلامي من اجل تعزيز مشروعها وتبرير اساليبها الوحشية باسم هذا المشروع”.

الا أن الكاتب رأى أن “الاخطر من ذلك هو أن لقب الخليفة هو مسعى لقيادة العالم الاسلامي، في الوقت الذي يجري فيه نقاش حول الهوية الاسلامية في ظل انهيار الدول وظهور وسائل التواصل الاجتماعي”.

الكاتب أوضح أن “ما يميز دعوة الجماعة لانشاء الخلافة هو أنها تأتي في اللحظة المناسبة، وكذلك “تشكل آلية لفرض نمط معين من الاسلام”، مشيراً الى أن “ذلك يتزامن مع النقاش الدائر حول تعريف الاسلام ليس فقط كشكل من اشكال الحكم وانما ايضاً كمسألة “تقوى شخصية””.

وأشار الى أن “اعلان دولة الخلافة هو تدخل بتعريف الاسلام في الوقت الذي يجري فيه جدال حول هذه المسالة، يحصل ذلك ايضاً في “الاطار الطائفي الجديد للنزاعات في الشرق الاوسط” وفي ظل الاصوات على وسائل التواصل الاجتماعي التي ترسم الخطابات التي تدفع بدورها بهذه النزاعات”.

غير أن “الكاتب رأى ايضاً أن “الدولة الاسلامية” (دولة الخلافة) هي بمثابة التدخل بتعريف شكل الحكم في الشرق الاوسط ايضاً، وبالتالي يجب الالتفات الى “القاعدة السياسية الجديدة” حيث يمكن اعلان المناطق غير الخاضعة للحكم “دول اسلامية” تحت ذرائع من الدرجة الثانية والثالثة، سواء أكانت دولة خلافة “داعش” التوسعية او “المدينة الفاضلة السورية السنية” التي تروج لها جماعات مثل جبهة النصرة وأحرار الشام”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق