التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

الانتخابات المبكرة .. هل ستكون الحل في العراق ؟ 

تكثر في العراق الان التجمعات والمظاهرات والاعتصامات واخيرا محاصرة الوزارات على يد المتظاهرين وقد خرجت شوارع بغداد عن حالتها العادية واصيبت النشاطات الاجتماعية والاقتصادية بالشلل ويضاف الى هذا اعتصام نواب البرلمان الذي بدأ منذ حوالي 10 ايام وهذا كله يدل على ان العملية السياسية في العراق اصيبت بالشلل.

وبعد أشهر من التوتر والنزاع وفشل كافة المبادرات السياسية لاجراء اصلاحات حكومية يبدو الان ان عدد مؤيدي اجراء انتخابات مبكرة في العراق هو في تزايد، وقد ناشد رئيس التيار الصدري السيد مقتدى الصدر يوم الاربعاء الماضي الدول الإسلامية ومنظمة الأمم المتحدة بـ “التدخل وإنقاذ الشعب العراقي من محنته وتصحيح العملية السياسية ولو من خلال انتخابات مبكرة تمثل بداية نهاية الفساد المستشري في مؤسسات الدولة”.

ويأتي هذا بعد ان قاد السيد مقتدى الصدر خلال 3 أشهر الماضية مبادرة واسعة في المجال السياسي وجلب التجمعات الشعبية حتى بوابات المنطقة الخضراء في بغداد للضغط على الحكومة والبرلمان لاحداث تغيير حكومي يريده، وقد اتهمه بعض المحللين بانه هو سبب تعقيد الازمة والاوضاع الحالية.
ويوم الخميس الماضي طالب الشيخ محمد اليعقوبي وهو من المراجع الدينيين في النجف الاشرف باجراء انتخابات مبكرة لكنه اشترط وجود لجنة مستقلة للانتخابات.

اما رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا الذي يعتبر شخصية سنية وطنية ومهمة فقد كرر هذه الفكرة ايضا وقال ان الجميع يعلمون بان هذه المبادرات والحلول لم تصل الى نتيجة وان البرلمان لايستطيع في الظروف الحالية ان يقوم بواجباته في سن القوانين وحل الخلافات ومنها البت في قضية تشكيل الحكومة الجديدة.

النائب عن كتلة الفضيلة النيابية عقيل الزبيدي قال بدوره إن تغيير قانون الانتخابات الحالي واعادة هيكلة المفوضية هي اولى خطوات الاصلاح للوضع الحالي مؤكداً ضرورة تهيئة ظروف مناسبة لانتخابات عادلة، موضحاً أن أولى الخطوات لتحقيق الإصلاح هو تغيير قانون الإنتخابات الذي اسهم في انتاج طبقة سياسية حزبية تعمل لمصالحها بعيداً عن مصالح المواطن، فضلا عن إعادة هيكلة مفوضية الإنتخابات لتكون بمستوى طموح الشعب وإبعادها عن المحاصصة الحزبية.

وقد اشارت شخصيات عراقية اخرى الى هذا الموضوع بشكل غير مباشر ومنهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي رد على التهم التي يوجهها اليه السيد مقتدى الصدر قائلا “لم نضع في حساباتنا السيطرة او توجيه الحركة النيابية الاخيرة الرافضة للمحاصصة لكن عندما قامت بذاتها دعمناها وأيدناها” وتابع المالكي “إن كثرة المبادرات ووثائق الشرف ودعوات الإصلاح دون أي نتيجة تذكر أصبحت محط استفزاز الشعب وقواه المخلصة”.

وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء السيد أحمد الصافي في تصريحات يوم الاربعاء الماضي وبعد اسابيع من صمت المرجعية الدينية حيال التطورات السياسية الجارية في العراق، اننا صرخنا كثيرا ولم يسمعنا احد وكأنهم في سبات عميق ورجعت صدى صوتنا الينا.

واشار السيد الصافي الى الامكانيات البشرية الكبيرة في العراق وثرواته الطبيعية التي لم يستطع السياسيون استغلالها قائلا “لاندري الى اين سنصل؟”.

وتشير بعض التقارير إلى ان هناك تيارات سياسية واحزاب وجماعات صغيرة ايضا تدرس حاليا موضوع الانتخابات المبكرة في مجالسها المركزية لكن رغم ذلك فإن موضوع الانتخابات المبكرة ومدى نجاعتها في انهاء الازمة السياسية الحالية في العراق هو امر يكتنفه الغموض ولايمكن الجزم بشأنه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق