التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 17, 2024

عودة الهدوء الى القامشلي والاتفاق على إدارة المدينة بين الحكومة والأكراد 

منذ إعلان بعض الأحزاب الكردية في سوريا تأسيس حكم ذاتي في المناطق الكردية بدأ يرتفع مستوى التوتر بينهم وبين بقية الأطراف المتواجدة على الأرض من قوميات أخرى عربية وسريانية واشورية، وفي الأيام القليلة الماضية تجددت الاشتباكات بين “الوحدات الكردية” وقوات “الاسايش” الكردية من جهة وبين الجيش السوري وقوات “الدفاع الوطني” من جهة أخرى، إلى أن تمكن الطرفين ومن خلال عقد لقاءات مشتركة نُقل أنها أتت برعاية ودعم ايراني روسي من التوصل إلى اتفاق ينهي الاشتباكات ويفضي إلى عدد من الاجراءات التي تمنع الاقتتال في المستقبل.

وبالفعل فقد عادت يوم الجمعة الأمور إلى مجراها الطبيعي وعم الاستقرار محاور الاشتباك في مدينة القامشلي، وبدأ الطرفان بتنفيذ بنود الاتفاق والذي ينص على فتح الطرقات أمام سيارات الاسعاف لاجلاء المصابين إضافة إلى التخفيف من المظاهر العسكرية في الطرقات على أن يتم تبادل الأسرى بين الطرفين في وقت لاحق. هذا وكانت قد نقلت مواقع اعلامية كردية أخبارا تفيد بمنع نقل الجرحى من الذين اصيبوا في المواجهات إلى الاراضي العراقية لتلقي العلاج عبر معبر سيمالكا الحدودي.

كما ينص الاتفاق على أن يتم ادارة مدينة القامشلي ومحافظة الحسكة بشكل مشترك بين الحكومة السورية والأكراد، حيث يسيطر الجيش السوري والقوات الموالية له على المناطق المحاذية لتركيا والمطار المدني للمدينة إضافة إلى السجن المركزي ومباني المؤسسات الرسمية وتبقى إدارة المناطق الأخرى في المدينة بيد القوات الكردية.

هذا وكانت قد وقعت اشتباكات محدودة في المدينة بين الطرفين منذ حوالي الشهر وقد تم احتواءها بسرعة، والأسبوع الماضي وبسبب مصادرة قوات الدفاع الوطني آلية مدرعة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عادت المواجهات لتشتد مجددا وبصورة أقوى من ذي قبل.

وعن الأسباب الحقيقية وراء هذه الاشتباكات يقول سليمان يوسف أحد وجهاء مدينة القامشلي والفاعلين على خط المصالحة أن التجمعات التي عقدها الأكراد في وقت سابق بهدف تأسيس حكومة ذاتية في الحسكة قد أدت إلى تحسس القوميات الأخرى ضدهم وخاصة العرب والسريانيين، وكذلك اصرار الحزب الديمقراطي الكردي على بسط سيطرته ونفوذه على المدينة وأسلوب الحكومة السورية في السيطرة على الأوضاع كلها أدت إلى الأوضاع التي وصلنا اليها وقد بدأت المواجهات المحدودة منذ حوالي الشهر وازدادت حركة الخطف والخطف المتبادل بين الطرفين.

ويؤكد يوسف في معرض حديثه إن المواجهات أخذت طابع المواجهات الكردية – العربية أو الكردية – السريانية ولكنها بحقيقة الأمر مواجهات وخلافات بين الاجنحة السياسية المتواجدة على الساحة والتي تعمل كل منها لمصلحتها ولأهداف قد تتعارض تماما مع أهداف بقية الأطراف السياسية.

طبعا من الجدير الذكر أن هذه الاشتباكات ورغم أنها تزعزع الائتلاف الكردي مع دمشق إلا أنها لا تنهيه وهو أكبر من محافظة الحسكة ويمتد إلى محافظات أخرى لم يجري فيها أي اشتباكات.

إذا وبعد ثلاثة أيام من المواجهات القوية بين القوات السورية والأكراد ومقتل وجرح العشرات تمكنت الحكومة السورية من التوقيع على اتفاق وقف اطلاق نار مع أكراد القامشلي وتقسيم مناطق السيطرة بينها وبينهم، وهنا لا بد من التأكيد على الدور السلمي الذي يجب أن يلعبه الجيش السوري مستقبلا في إدارة الصراع القائم وعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي يمكن أن تحصل مع أطراف تقاتل ضد الجماعات التكفيرية كداعش وغيرها، وهذا الأمر يجب أن يبقى الأساس لدى الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني إضافة إلى القوات الكردية التي يجب أن تعلم أن لا مصلحة لها في المواجهة مع الحكومة السورية التي أبرزت في أكثر من موقف أنها حاضرة لاعطاء الأكراد نفوذا في مناطقهم دون المساس بوحدة وسيادة سوريا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق