التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

لماذا تعارض مصر والسلطة الفلسطينية إنشاء ميناء في غزة؟ 

قبل فترة صرّح الجنرال “يوأف بولي مردخاي” منسق شؤون قوات الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة إنه لا توجد أي مفاوضات أو حوارات مع أي دولة بشأن إقامة ميناء بحري في قطاع غزة.

وأوضح مردخاي في حديث للصحفيين إنه في حال جرى بحث موضوع إقامة ميناء في غزة مستقبلاً، فسيكون ذلك فقط في إطار إتفاقيات أو تفاهمات مع السلطة الفلسطينية في رام الله. وتتنافى هذه التصریحات مع تقاریر نُشرت، وتصریحات صدرت داخل الكيان الإسرائیلي وكذلك في ترکیا وقطاع غزة.

وذکر موقع “والا” الإخباري الإسرائیلي إن تصریح مردخاي جاء إثر مطالبة مصریة رسمیة بتوضیحات من “تل أبيب” حول ما یدور بهذا الشأن.

ومعروف إن السجال أخذ یتسع في الآونة الأخيرة داخل الكيان الإسرائیلي بین القيادات العسكرية والسیاسیة حول مدى جدوى المیناء في غزة في منع الإنفجار الفلسطيني المقبل، وتقلیص الضائقة الإنسانیة التي یعیشها القطاع.

وأعرب موقع “والا” عن إعتقاده بأن کلام مردخاي يأتي في ظل ما أسماه المواقف الإیجابیة لقسم من وزراء الحکومة الإسرائيلية ولعدد من قادة الجیش، مشيراً إلى أن هذه التصريحات جاءت أيضاً في أعقاب طلب مصري لتوضیحات بشأن المفاوضات مع ترکیا، والتقاریر الإعلامیة داخل”إسرائیل” بشأن إحتمال إنشاء میناء في قبرص أو على جزیرة إصطناعیة.

وقال مراسل موقع “والا” إنه لم يعد سرّاً أن مصر تعارض إنشاء میناء یخدم قطاع غزة، طالما تسیطر عليه حركة “حماس”. وبحسب کلامه فإن المصریین كانوا من أول المعارضين لإزالة الحصار أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، ولازالوا یواصلون منع إعادة فتح معبر رفح أمام حرکة الفلسطینیین. وأضاف: “إن المصريين يعتقدون بضرورة إعادة السیطرة على المعابر ومن بينها معبر رفح إلى السلطة الفلسطینیة، ويتمثل شرطهم بشأن المیناء بنقل السیطرة على إدخال البضائع للقطاع إلى السلطة”.

وفي أعقاب تقاریر عن إحتمال إنشاء میناء في غزة جرت إتصالات بهذا الشأن بین مصر والسلطة الفلسطینیة التي تعارض أیضاً هذه الخطوة. وإثر هذه الإتصالات نقلت مصر رسائل إلى “تل أبیب” تفید بمعارضة هذه الخطوة، طالما تسیطر حماس على القطاع.

وکان عزّام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة الوطنية أعلن في وقت سابق إن السلطة الفلسطينية تعارض إنشاء میناء أو رصیف في الجانب الترکي من قبرص، وشدد على أن بوسع السلطة إفشال أي خطوة لإنشاء میناء في غزة.

وتواصل قیادات من “حماس” إطلاق تصریحات متناقضة. ومؤخراً أكد القیادي في الحرکة “خلیل الحیة” إن القطاع بحاجة إلى میناء بحري، وحماس ترید ذلك، وهذه المسألة قد أوضحتها الحركة للمسؤولين الأتراك. مشيراً إلى أنه لیس هناك إمكانية لإزالة الحصار عن القطاع طالما لا یوجد فیها میناء.

وفي جميع الأحوال یتزاید في الأوساط العسکریة الإسرائيلية تقبل فکرة إنشاء میناء في غزة، والمسألة تُبحث هذه الأیام من قبل ما تسمى “هیئة الأمن القومي الإسرائیلي”.

في هذا الخصوص أعرب قادة من سلاح البحریة في جيش الإحتلال الإسرائیلي عن تأییدهم إنشاء هذا المیناء، مشترطین ذلك بإخضاعه للرقابة الدائمة، وقالوا إن بوسعهم حمایة منصات الغاز والمنشآت الإستراتیجیة “الإسرائيلية”.

ومعروف أن الخشیة الأهم في الجیش الإسرائیلي تتمثل في آلیة مراقبة المیناء، بشکل یمنع وصول مواد قد تستخدم في تعزیز القدرات العسکریة لفصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها “حماس”. ومع ذلك فإن ما تسمى “هیئة الأمن القومي الإسرائيلي” تبحث منذ شهور في إقتراحات عدّة لآلیات مراقبة على میناء یقام في غزة مستقبلاً. وکانت وسائل الإعلام “الإسرائیلیة” قد أشارت إلى معارضة وزیر الحرب “موشی یعلون” لفکرة المیناء، في حین یبدي رئیس الحکومة “بنیامین نتنیاهو”موقفاً متردداً.

وقد إنضم مؤخراً إلى قائمة المعارضین رئیس الشاباك الأسبق ” آفي دیختر” الذی قال بإستهزاء، إنه ینبغی بناء أنفاق للفلسطینیین بدل أن نبنی لهم میناء. وینطلق یعلون ودیختر من أن إنشاء المیناء یمثل تنازلاً لـ “حماس” لا ینبغي أن يحصل، حسب قوله.

في مقابل ذلك هناك من یعترض على المیناء لأنه بحسب زعمه یضعف مکانة رئیس السلطة الفلسطینية محمود عباس ویرسّخ العزلة بین الضفة الغربية وقطاع غزة.

وکان من بین أول من ردّ على کلام مردخاي عضو لجنة الخارجیة والأمن في الکنیست الصهيوني “عوفر شیلح” عندما قال إنه یؤید إنشاء المیناء في غزة، معرباً في الوقت ذاته عن إعتقاده بأن الخوف في هذا المجال ینبع في الأساس من الشلل السیاسي في الحکومة الإسرائيلية.

وشدد شیلح على أن بناء میناء في غزة لا یتعارض كثيراً مع الضرورات الأمنية، فالأمر یتطلب تکییف المسألة بحیث لا تکون لها عواقب غير محسوبة في المستقبل، ولکن هذا لا یعنی الهروب من هذا الحل، معتبراً في الوقت نفسه إن مدخلاً بحریاً لغزة قد یشکل جزءاً من عملیة تطبیع العلاقات مع ترکیا.

وکان المعلق العسکري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي “ألون بن دافید” قد کتب في صحيفة “معاریف” إن إنشاء میناء في غزة یشکل فرصة لإعادة وضع إقتراح هدنة بعیدة المدى مع حركة “حماس” على طاولة النقاش.

وقال إن الأمر یُبحث الآن في “المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر”، ولم یُرفض بعکس أفکار أخرى، مشيراً إلى أن بناء المیناء سيقلص من معاناة الفلسطینیین في غزة الذین یعیشون على حافة الإنفجار نظراً لوضعهم المأساوي.

وشدد “بن دافید” على أن إنفجار الأوضاع في غزة سيلحق ضرراً كبيراً بـ “إسرائيل”، مشيراً إلى أن “حماس” تفهم هذا الوضع جيداً، واصفاً الحركة بأنها عدو لدود لکنه عقلاني.

وإعتبر بن دافید إقتراح إنشاء میناء في غزة مقابل وقف إطلاق النار بأنه يحمل في طياته الکثیر من المزایا لـ ” إسرائيل” بإعتباره سیحرك إقتصاد غزة وهو ما تريده “حماس”، ورأى أنه بسبب الخلاف بین حماس ومصر لا یمکن للأخیرة أن تبقى وسیطاً، وهنا لابد لترکیا أن تقوم بهذا الدور حسب رأيه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق