التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 17, 2024

الانتخابات الرئاسية الامريكية وتأثير الرأسمالية الصهيونية فيها 

الرأسمالية الصهيونية تعتبر حلقة وصل بين الأطراف الثلاثة؛ الرأسمالية والصهيونية اليمينية والمرشحة الديموقراطية في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية “هيلاري كلينتون” مجرمة الحرب والسياسية العنصرية وخادمة وول إستريت والحقيقة أن هذا التحالف المقيت وليد دعم سخي لجماعة ثرية ذات ثروات نجومية والملتزمة بتعزيز السيطرة الإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط وتصاعد المداخلات الأمريكية العسكرية فيها ولا شك أن هذا التمويل لحساب أعضاء الحزب الديموقراطي وناخبيه يهدف إلى ضمان الدعم السخي من جانب كلينتون لمطامع تل أبيب التوسعية.

الرأسمالية الصهيونية وكلينتون

يعتبر أثرياء اليهود الداعمين الرئيسيين لكلينتون ويمكن أن نشير من بين هذه الجماعة التي أبدت إستعدادها لتقديم ملايين الدولارات لها، إلى الأثرياء والإمبراطوريات الإعلامية كجورج سوروس، ومارك بنياف، وراجر ألتمن، وستيفن اسبلبرغ، وحييم وشريل سابان، وجفري كاتزبرغ، ودونالد ساسمن، وهرب ساندرز، وجي اند مارك بريتزكر، وإس. دانيال آوراهام، وبرنارد شوآرتز، ومارك لاسري، وذال سنغر، وديفيد غفن، وفرد ايتشانس، ونورمن برمن، وبرني ماركوس.

وفضلا عن هؤلاء الأثرياء اليهود، وقف كل من صناع الملوك الميلياردير الجمهوري كشلدون وماريام أدلسون، إخوة كوخ، ومايكل بلومبرغ الليبرالي في طابور الداعمين لكلينتون المنحازة إلى الكيان الإسرائيلي تحسبا من الخطاب السلبي والمخالف ضد “التجارة الحرة والتدخل” الذي يتخذه دونالد ترامب المرشح المتقدم في الحزب الجمهوري.

المنظرون الصهيونيون

ويدعم فضلا عن أثرياء اليهود، عدد غير قليل من المنظرين الصهيونيين من الصف الأول، المرشحة المتقدمة للحزب الديموقراطي يمكن أن نشير منهم إلى “فيكتوريا نولاندكاغان”، و”دونالد ورابرت كاغان”، و”روبرت زوليك”، و”مايكل تشرتوف”، وداو زاكهيم وكثير من الداعمين للحروب الأمريكية المتواصلة في مختلف الجبهات. ولا يأتي هذا الدعم من جانب الأثرياء والمنظرين الصهيونيين لكلينتون إلا تقديرا لنشاطاتها العسكرية والإقتصادية الممتازة في دعم محاولات تل أبيب للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.

كلينتون أمام ترامب: الإعتدال من منظار الخداع

وخلافا لهيلاري كلينتون، يقف الأثرياء اليهود، ومنظرو الصف الأول للكيان اللإسرائيلي، فضلا عن الإعلام الأمريكي ونخب حزبي الجمهوري والديموقراطي في طابور المعارضين للمرشح المتقدم في الإنتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري “دونالد ترامب” معتبرين إياه خطرا لكل ما يدافع البيت الأبيض عنه وعلى هذا يفضلون كلينتون البراغماتية على ترامب المتشدد.

وتكشف دراسة الحقائق حول القضايا التالية المرشح المتشدد من المرشحة البراغماتية:

المرأة

أسفرت الحروب الأمريكية بدءا من العراق وافغانستان ووصولا إلى سوريا وليبيا التي كان للوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون دور بارز فيها، عن مقتل مئات المدنيين من النساء والأطفال وجرح وتشريد للملايين الآخرين وأشار ترامب إلى الشيء نفسه عندما كان يزعم اعتماد سياسات افضل حول المرأة مقارنة بكلينتون.

أمريكيون أفارقة

وتتمتع كلينتون بدعم كبير من جانب الساسة الملونين المعروفين بعملهم خدمة لمصالح قادة الحزب الديموقراطي وهم يقدمون بيل وهيلاري كلينتون داعما رئيسيا لحقوق الناخبين الملونين بينما كتب “ستيف لاندمن” عن هيلاري كلينتون أنها تعتبر الشباب الملونين “النسور الفاقدة للفهم والمشاعر” ومعروف أنها كانت تدعم في عهد الرئاسة الجمهورية لزوجها بيل كلينتون العقوبات الشديدة والجديدة ضد الملونين مما أسفر عن إعتقال آلاف الشباب من هذه الشريحة كما أسفرت الحرب التي تمت بقيادتها ضد ليبيا عن مقتل وتشريد والإعتداء الجنسي ضد عشرات الآلاف من النساء الملونات في صحراء جنوب ليبيا، فيما لم يقم ترامب في أسوأ الحالات بأي إجراء تمس بالأفارقة الأمريكيين، بل كان معارضا للإعتداء ضد ليبيا.

أمريكيون من أصول لاتينية

قامت كلينتون في العهد الأول لرئاسة “باراك اوباما” بطرد حوالي ميليوني مهاجر من أمريكا اللاتينية من مراكز عملهم أو مساكنهم دون أي إجراءات قانونية وتم طردهم من أمريكا بصورة كاملة كما دعمت بصفتها وزيرة الخارجية الانقلاب العسكري بهندوراس التي أطاحت بالحكومة المنتخبة للرئيس “زلايا” وراح ضحيتها أكثر من 300 ناشطا سياسيا منهم وكررت الشيء نفسه في بوليفيا وفنزويلا.

ولايختلف سياسات ترامب عن منافسته الديموقراطية حيث هدد شفويا بمواصلة خطة “اوباما ـ كلينتون” المشتركة في مجال طرد اللاتينيين ومنهم حوالي 11 مليونا من العمال غير القانونيين.

السياسة الخارجية

بادرت كلينتون أكثر من أي وزير خارجي آخر في تاريخ أمريكا إلى الإعتداءات المتزامنة أو دعمها وكانت الداعمة الأساسية لقصف ليبيا وتغيير الحكم فيها بشكل متوحش كما دافع عن تصاعد الإعتداءات ضد العراق والسيطرة على مقاليد الحكم في أوكرانيا عبر إستخدام العنف، بينما يدعي ترامب أنه يعارض أي تدخل مباشر لامريكا في الشرق الاوسط.

الكيان الإسرائيلي

التزمت كلينتون بالخضوع الأمريكي الكامل للكيان الاسرائيلي والدعم الأكثر لحروبه في الشرق الأوسط والدفاع عن جرائمه الحربية في الأراضي المحتلة وداخل الكيان العنصري وبهذا شكلت تحالفا يضم المليارديرين المتصلين بالمافيا، وبيوت القمار والإعلام وأصحاب الأسهم في البورصات وهم أكثر وفاءا للكيان الاسرائيلي مقارنة بولائهم لأمريكا والشيء الأهم أن كلينتون تستهجن كل أشكال الإنتقاد ضد الكيان الإسرئيلي واليهود.

لكن ترامب طالب بالتزام الحياد من جانب البيت الأبيض إزاء قضية فلسطين وإن لم يكن معارضا للكيان الإسرائيلي، مما سبب في عدم دعم أي من الأثرياء الصهاينة له وهو شخص غير مرغوب وغير موثوق من جانب الكيان الاسرائيلي.

الانتخابات التي يقال إنها ديمقراطية

تتقدم كلينتون حاليا مدعومة بأصوات الوفود الممثلين بالولايات أو أوفياء الحزب الذين يتم إختيارهم من جانب رؤساء ونخب الحزب الديموقراطي ويأتي برني ساندرز في المرتبة الثانية ولم يحصل على الدعم المالي إلا من المصادر الصغيرة ولم يستطع طرد الرأسماليين الصهاينة وأصحاب البنوك وتجار البورصة في وول إستريت والساسة غير النزيهين الذين يسيطرون على مقاليد الحكم في الحزب، ولاشك أن هذه الجماعة ستواصل إدارة الإنتخابات الرئاسية حتى الحصول على ثقة كاملة بإنتصار هيلاري كلينتون بكل طريقة ممكنة.

وفي الحصيلة تكشف الانتخابات الرئاسية التمهيدية في أمريكا عن تفشي الفساد وزوال الديموقراطية في عصر انحطاط الإمبريالية وليس بإمكان الحزب الديموقراطي أن يقدم مرشحته كلينتون “براغماتيا” للتغطية على ماضيها الإجرامي. وإذا تمكنت كلينتون من الوصول إلى سدة الحكم في البيت الأبيض فلايمكن أن يكون شرها أقل من ترامب أو أي مرشح جمهوري آخر ومن المعروف أن الرؤساء الأمريكيين يصدرون قرار الحروب وإشعال الصراعات.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق