التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 6, 2024

تسوُّل الولاء للكيان الإسرائيلي: بوابة العبور للرئاسة الأمريكية 

يتسابق المرشحون الأمريكيون في إظهار الولاء للكيان الإسرائيلي، في ظل احتدام المنافسة بينهم، قبل أشهرٍ من الإنتخابات الأمريكية. في وقتٍ بدأ المرشحون حملات مزايدة، حيث يُظهر كل مرشحٍ منهم، حجم حبه وولائه للكيان الإسرائيلي، بطريقةٍ قد تتخطى الموضوعية، الى حدٍ وصل فيه البعض منهم للتصريح بالعداء للعالم العربي والإسلامي بشكلٍ علني. وهو ما برز في تصريحات المرشحين الأكثر احتمالاً للوصول للرئاسة ترامب وكلينتون. فكيف يسعى المرشحون الأمريكيون لإسترضاء تل أبيب؟ وما هو تأثير اللوبي الصهيوني في الإنتخابات الأمريكية؟

المرشحون الأمريكيون يتسولون الولاء لتل أبيب

تعهّد المرشح الجمهوري المحتمل لإنتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بمواصلة تحالف أمريكي قوي مع الكيان الإسرائيلي إذا انتخب رئيساً في تشرين الثاني، مؤكداً أنه سيقاوم أي محاولة من الأمم المتحدة لفرض إرادتها على تل أبيب. وصرّح ترامب، في كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك” أنه سينحاز إلى الكيان الإسرائيلي الحليف الوثيق لواشنطن في أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي محاولةٍ منه للتشكيك بما يُعرف بمستقبل عملية السلام، أشار ترامب الى أن أي محاولة من قبل المنظمة الدولية لفرض اتفاق في الشرق الأوسط يعني وقوع كارثة. كما اتهم ترامب الفلسطينيين بالإرهاب، وبأنهم السبب في منع ما يُسمى بعملية السلام. ولم يكتف ترامب بذلك فهو منذ أيام أكد بأن “الدولة الإسرائيلية” ستدوم إلى الأبد، مشيراً الى أنه لا أحد يحب الكيان الإسرائيلي أكثر منه، كما تفاخر بأن لديه إبنة يهودية.

من جهتها حاولت مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون أن تزيد من رصيدها لدى أوساط يهود أمريكا، حيث بعثت إلى الملياردير اليهودي الأمريكي “حاييم صابان” برسائل نصية أكدت فيها بأنها في حال توليها رئاسة أمريكا، ستسمح للكيان الإسرائيلي بقتل 200 ألف فلسطيني في غزة وليس ألفين فقط. كما صرحت كلينتون، في خطاب أمام المنظمة اليهودية “إيباك”، أمس بأن الحلف الأمريكي الإسرائيلي أصبح أمراً ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، مؤكدةً على ضرورة التعاون مع الكيان الإسرائيلي دبلوماسياً وأمنياً من أجل محاربة العدو المشترك لواشنطن وتل أبيب. وتطرقت كلينتون في كلمتها لانتفاضة القدس قائلة في حين يواجه الكيان الإسرائيلي عمليات الطعن وإطلاق النار والدهس في شوارعها والأسر “الإسرائيلية” تعيش حالة خوف دائم، يتوجب على القادة الفلسطينيين التوقف عن التحريض نحو العنف ومباركة العمليات، ومنح جوائز لأهالي الشهداء.

أهمية أثر اللوبي الصهيوني في الإنتخابات الأمريكية

تكمن أهمية اللوبي الصهيوني في الإنتخابات الأمريكية في قدرته على التأثير في فوز المرشح الأمريكي نظرا لتبوئهم مراكز الإقتصاد العالمية، كما أن أصوات اليهود في الإنتخابات لها نصيب الأسد، حيث تستغل ذلك في إستمالة المواقف الأمريكية إلى جانب توجهات المؤسسة الإسرائيلية. وهو الأمر الذي جعل جماعة الضغط الإسرائيلي لدعوة كلٍ من ترامب وكلينتون على إعتبارهما المرشحين الأوفر حظاً في الإنتخابات الأمريكية، للتحدث في مؤتمره السنوي خلال الأسبوع المقبل، لمنح الشرعية الأقوى لهما ووضعهم تحت الإختبار حتى يتسنى لهم تحديد المرشح الأفضل والمناسب للسياسات الإسرائيلية. فلماذا يمتلك اللوبي الصهيوني قوةً عملية في تحديد الرئيس الأمريكي؟

تكمن أهمية اللوبي الصهيوني في عددٍ من نقاط القوة، يمكن إيجازها بالتالي:

اليهود هم أكثر الأقليات ثراءاً في العالم، ويتركز نفوذهم خصوصاً في الصناعات الخفيفة والمواد الاستهلاكية، كما تكمن قوتهم في السيطرة الإقتصادية العامة، وفي استثمار ثرواتهم بطريقة مؤثرة سياسياً وإعلامياً. فهم يُعدّون الممولين الكبار لحملات الرئاسة الأمريكية حيث يقومون بتمويل 60% من تكاليفها الأمر الذي يدفع أي مرشح للسعي لأن يسترضي هؤلاء للحصول على دعمهم، وهذا ينطبق أيضاً على مرشحي مجلسي الشيوخ والنواب وإن بتكلفة مادية أقل. ومثالاً على ذلك، فإنه وفي حفلة واحدة أقامتها الممثلة اليهودية المشهورة بربارا سترايسند منتصف أيلول 1996 جمعت 3.5 مليون دولار لتمويل انتخاب كلينتون، حيث حضر الحفل 700 شخص كانت قيمة اشتراك كل واحد منهم بين 500 إلى 12 ألف دولار.
يتمتع يهود أمريكا بقدرة عالية على تكوين وتنظيم مجموعات الضغط. فاليهود بشكل عام منظمون في مؤسسات وهيئات صغيرة مترابطة، لكنها فعالة ومتعاونة في خدمة قضايا اللوبي الصهيوني الكبرى، خصوصاً فيما يتعلق بدعم الكيان الإسرائيلي، وضمن سياسات قادرة على التماشي مع العقلية الأمريكية وطرق التعامل معها. وتعتبر من أبرز جماعات الضغط اليهودية اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك AIPAC) والتي تأسست عام 1954 وتضم نحو 4500 من كبار الشخصيات اليهودية في المجتمع الأمريكي، ويشارك في عضويتها أكثر من 50 ألف عضو يتبرع كل منهم على نحو سنوي منتظم بمبالغ من 25 دولاراً إلى 5000 دولار.
يتمتع اللوبي الصهيوني أيضاً، بحضور إعلامي قوي ومؤثر في الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية، سواء في ملكيتها أو إدارتها أو الإستحواذ على النفوذ الأكبر فيها، وينطبق على ذلك أهم ثلاث شبكات تلفزيونية أساسية وهي: ABC وNBC وCBC. الى جانب ملكية أهم شركات السينما الأمريكية مثل: فوكس وبارامونت ويونيفرسال.
إذن تُظهر الحملات الإنتخابية مدى الحاجة الأمريكية للكيان الإسرائيلي. بل يبدو جلياً أن لغة المصالح هي التي تحكم العالم. فالتسابق لأخذ الرضا الصهيوني من أجل كسب المال الإنتخابي ليس جديداً في أمريكا. وهي الحال التي اتصفت بها كل الرئاسات الأمريكية. فيما يجري الحديث اليوم، عن مدى تأثير ذلك على الواقع السياسي في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد أن أصبحت الشعارات الإنتخابية أكثر تعصباً وتحريضاً، وكرهاً للشرق والإسلام. فأي مستقبلٍ تُحيكه السياسة الدولية الأمريكية؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق