التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, مايو 7, 2024

كوبا تسقط الطموحات اوباما بإعادة الثقة ؛ تاريخ براغماتي من الاستبداد الامريكي 

وصل الرئيس الأمريكي الى كوبا في زيارةٍ تستمر ليومين، يطمح فيها الرئيس الأمريكي لإعادة مجد العلاقات بين واشنطن وهافانا، وجعلها واقعاً مُرسخاً. في حين يتحدث المحللون عن صعوبةٍ في ذلك، نتيجة التاريخ المضطرب بين البلدين. فماذا في زيارة أوباما؟ وكيف يمكن إلقاء نظرةٍ سريعة على التاريخ الحافل بالإضطراب بين البلدين؟ وما هو الفارق بين الماضي والحاضر؟

أوباما وصل الى كوبا

وصل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى كوبا، في زيارةٍ هي الأولى لرئيسٍ أمريكيٍ الى الجزيرة الشيوعية منذ 88 عاماً، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق كالفين كوليدج. ويرافق الرئيس الأمريكي في جولته وفدٌ من الكونغرس مؤلف من أعضاء الحزبين، فيما نقل الإعلام الكوبي بأن وزيرة التجارة الأمريكية، بيني بريتزكر، ستكون في عداد المرافقين.

ومن المُنتظر أن يشمل الشق السياسي في جدول اعمال زيارة أوباما، لقاءاً مع الرئيس راوول كاسترو، وآخر مع رجال أعمال كوبيين. كما سيُلقي أوباما خطاباً موجهاً الى الكوبيين في مسرح هافانا الكبير، ويعقد لقاءاً مع معارضين كوبيين، ويحضر مباراة في البايسبول بين الفريق الوطني الكوبي وفريق “تامبا باي رايز”، قبل ان يغادر وعائلته الجزيرة الشيوعية الى الأرجنتين، ليعود الى واشنطن يوم الجمعة المقبل.

وفي سياقٍ متصل صرَّح مستشار الرئيس الأمريكي بن رودس، بأن الهدف من الزيارة، جعل التقارب بين واشنطن وهافانا واقعاً لا يمكن التراجع عنه. في حين خفَّفت أوساط المُحللين من التفاؤل حول سرعة التغيُّر في العلاقات بين البلدين.

بين كوبا وأمريكا: تاريخٌ من الإضطراب

اتسمت العلاقة بين الطرفين بالعداء خلال الحرب الباردة، خصوصاً بعد سنواتٍ من الهيمنة الأمريكية. وهنا نسرد بعض الحقائق:

في العام 1902، سمحت واشنطن بإقامة جمهورية مستقلة في كوبا، لكنها أبقت هيمنتها على الجزيرة التي تبعد حوالي 200 كيلومتراً عن سواحلها، فيما أدرجت في دستورها تغييراً سمّي “بتعديل بلات”، الذي واجه معارضة، كونه يسمح للطرف الأمريكي بالتدخل عسكرياً في أي وقت.
عام 1956 بدأت حرب العصابات ضد حكمٍ اعتبره الكوبيون استبدادياً للرئيس فولغنسيو باتيستا، وانتهت الحرب عام 1959 مع وصول فيدل كاسترو ورفاقه الشيوعيين إلى السلطة، الأمر الذي أدى لبداية القطيعة الكاملة بين البلدين.
عام 1961 أعلنت واشنطن، قطع العلاقات بين البلدين.
في تشرين الأول من العام 1962، كادت أن تؤدي أزمة الصواريخ النووية السوفياتية في الجزيرة الى نزاع نووي عالمي.
في العام نفسه قررت واشنطن فرض حظر مالي وعقوبات إقتصادية على الجزيرة، بعد التقارب في العلاقات بين هافانا وموسكو، نتيجة تقديم الأخيرة دعماً لحركات التمرد في أمريكا اللاتينية.
عام 1977 حصلت انفراجات، بعد أن ساهم الرئيس الأمريكي حينها جيمي كارتر، برفع قيود السفر المفروضة وبقي ذلك حتى العام 1982، حين أعاد الرئيس الخلف دونالد ريغن، فرض القيود.
في كانون الأول 2014 أعلن الرئيسان أوباما وراوول كاسترو، في خطابين متزامنين، بدء التقارب وإعادة العلاقات بين البلدين. الأمر الذي لحقه فتح العلاقات الدبلوماسية وزيارة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى هافانا ليرفع العلم الأمريكي فوق السفارة الأمريكية.
بين زيارة أوباما وكوليدج، كلامٌ يُقال

على الرغم من أن الكثير من المحللين أخذوا يتحدثون عن الزيارة بأنها تاريخية، وسيكون لها أثر كبير على سير العلاقات بين البلدين، يبدو بأن ذلك يحتاج الى الأخذ بعين الإعتبار عدداً من المسائل التي يمكن إيجازها بالتالي:

يختلف الواقع الحالي، عن ذلك الذي شهدته كوبا منذ 88 عاماً. فالدولة التي تحتضن في طياتها شعباً يعرف حجم الضرر الذي لحق به من السياسة الأمريكية، لم تعد “الحديقة الخلفية” لواشنطن، كما كانت عام 1928. لا سيما أن الشعب ما يزال يعاني من أفعال الديكتاتور الكوبي باتيستا، والذي طالما دعمته واشنطن في قمع الحريات الشعبية، وصولاً الى الحصار الإقتصادي الذي استمر لنصف قرن.
وهنا فإن الماضي القديم الذي كان مؤهلاً لإستقبال وإحتضان الرئيس الأمريكي السابق كالفين كوليدج في عشرينات القرن الماضي، لم يعد مؤهلاً اليوم أمام الرئيس الأمريكي الجديد. الأمر الذي يجعل النتائج، تختلف حتماً عن تلك التي كانت في الماضي. مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار أن الداخل الأمريكي ليس في صف الرئيس الحالي، فيما يخص إعادة العلاقات مع كوبا، وتحديداً الطرف الجمهوري.
كذلك، فإن الهدف الحالي لأوباما، قد يُشبه هدف سلفه كوليدج، حيث يسعى الرئيس الأمريكي الى التخفيف من حدة الغضب الذي ينتاب الشارع الكوبي نتيجة السياسات الأمريكية بحق كوبا. وهو ما قد ينتج عنه بعض التغيير في العلاقات بين البلدين. لكن هذه العلاقات، سيسودها الحذر حتماً، لا سيما بأن عقليَّة الرئيس الكوبي الحالي، شيوعية، وهو من الأطراف التي ساهمت في القضاء على الحركات التي طالما دعمتها واشنطن.
إذن تسعى واشنطن قُدماً للإنفتاح على دول أمريكا اللاتينية وتحديداً كوبا. في حين يتساءل الكثيرون عن المغزى الأمريكي. فالسياسة الأمريكية التآمرية، والتي تعتمد الهيمنة كوسيلة عملية في التعاطي، لا تؤمن بالشراكة. في وقتٍ لم تعد تنطلي سياسات واشنطن على أحد، حتى الشعوب التي قد تكون بحاجة لمساعدتها. فالتاريخ الحافل بالإستبداد الأمريكي، يبدو أنه سيُعيق طموحات الرئيس الأمريكي الأسود. فيما قد تكون الآثار التجارية والإقتصادية أفضل على كوبا، مع الأخذ بعين الإعتبار بأنها حاجة أمريكية مُلحة اليوم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق