التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

عندما تبحث ايران عن مصلحة سوريا في علاقاتها مع روسيا وتركيا 

شكلت الزيارتان المتزامنتان لرئيس الوزراء التركي “احمد داود اوغلو” والمبعوث الخاص للرئيس الروسي “ميخائيل بوغدانوف” الى العاصمة الايرانية طهران محطة هامة جدا وقد اعتبرت الاوساط السياسية المعنية بالازمة السورية ان هاتين الزيارتين تظهران ان ايران تسعى الى ايجاد توازن اقليمي لصالح سوريا وان هذا الدور يمكن لايران فقط ان تقوم بها.

ان زيارة “اوغلو” الى طهران بعد الخلافات السابقة بين تركيا وايران حول القضية السورية تثبت ان هناك تقارب الان بين وجهات نظر البلدين حيال هذه الازمة وقد قال “اوغلو” بعد عودته من طهران ان تركيا وايران تسعيان لوقف الحرب الجارية بين الأخوة كما اكد “اوغلوا” معارضة بلاده لتقسيم سوريا.

تصريحات “اوغلو” تدل بأن تركيا باتت راغبة للعب دور بناء في الازمة السورية كما تثبت زيارة “اوغلو” لطهران ان تركيا لا تريد تهميش دورها في الازمة السورية بعد الاتفاق الامريكي الروسي حول سوريا، ان كلام “اوغلو” حول التوصل لاتفاق مع ايران فيما يخص اهم القضايا في سوريا ومنها عدم تقسيم هذا البلد سيؤثر ايجابا في حل الازمة السورية وتحسين الاوضاع الامنية في تركيا، كما ان تأكيد المسؤولين الايرانيين في الايام الاخيرة على ان يكون الحل في سوريا حلا سورياً وسياسياً يظهر بان ايران لم تنس دعم حليفتها.

ويمكن اعتبار زيارة “اوغلو” الى ايران مؤشرا على ابتعاد تركيا عن المواقف السعودية وحلفاء السعودية ازاء الازمة السورية فالاتفاق بين تركيا وايران قد ابرم وهذا يمكن ان يكون بداية لتعاون تركي ايراني واسع وقد اشارت اوساط تركية الى مرافقة 160 من كبار التجار الاتراك لاوغلو في زيارته الى ايران وتحدثت عن تحسين العلاقات التجارية بين طهران وانقرة لتصل الى 30 مليار دولار في السنة.

اما ايران من جهتها فانها لاتريد ان تنتخب خيارا من بين عدة خيارات ولا يوجد سبب لذلك، ان ايران ترغب في تفعيل علاقاتها مع روسيا وتركيا وكذلك تحسين العلاقات بين هذين البلدين وهذا يلبي مصالحها، وتدرك ايران جيدا اهمية العلاقات مع الروس ولذلك تعمل دوما على تعزيزها كما ان تصريحات المسؤولين الروس وقيام “فلاديميربوتين” بتعديل الموقف الروسي ازاء الفيدرالية في سوريا يظهر ان الروس ملتزمين بالاتفاق الذي ابرمه “بوغدانوف” مع الايرانيين الذين يصرون على عدم امكانية التكلم عن نمط الحكم في سوريا الا بعد انتهاء الحرب وهذا موضوع يقرره السوريون في الداخل وفي اوضاع مستقرة.

ان “الخطة ب” التي يطرحها الامريكيون والتي تفضي الى تقسيم سوريا قد رفضها الاتراك وقد قال “اوغلو”: “اننا قد تحملنا آلام اتفاقية سايكس بيكو 100 عام ولايمكننا ان نسمح بسايكس بيكو جديد”.

ولا شك ان سوريا هي بحاجة الى وقف اطلاق النار لكن الهدف منه لايمكن ان يكون اعطاء الفرصة للجماعات المسلحة الارهابية التي عاثت في سوريا فسادا طوال 5 سنوات فوقف اطلاق النار حتى الان كان لمصلحة المسلحين ولم يكن في مصلحة الحكومة السورية، كما من الممكن ان يستغل الارهابيون وقف اطلاق النار للانتشار مجددا في المناطق التي طردوا منها في حلب وغيرها من المناطق السورية كما لايمكن حينئذ الفصل بين المسلحين “غير الارهابيين” والمسلحين الارهابيين حسب قائمة الجماعات الارهابية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق