التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, مايو 8, 2024

آلة القتل الامريكية تهرب من اليمين 

بعد فشل السعودية في تحقيق أهدافها من خلال عدوانها المتواصل على الشعب اليمني منذ نحو 11 شهراً رغم الدعم الهائل الذي تلقته من حلفائها الغربيين والإقليميين وعلى رأسهم أمريكا والكيان الإسرائيلي، عمدت الرياض إلى الإستعانة بمرتزقة شركة “بلاك ووتر” الأمريكية لمواصلة هذا العدوان، إلاّ أن الهزائم المنكرة التي لحقت بهؤلاء المرتزقة أجبرتهم على الهرب من اليمن رغم الإغراءات الكبيرة التي قدمتها لهم سلطات آل سعود للبقاء في هذا البلد.

وأكدت مصادر عربية وغربية إن إجتماعاً عاجلاً عقد مؤخراً بحضور مدير إستخبارات الجيش الإماراتي ومساعد وزير الدفاع السعودي وخمسة ضباط يمنيين إستمر لعدة ساعات كرس لمحاولة إقناع “بلاك ووتر ” بالتراجع عن قرار إنسحابها من اليمن مقابل مبلغ مليون دولار تأمين لحياة كل جندي من جنود بلاك ووتر و 10 ألاف دولار مرتب شهري و 50 دولار يومياً.

وأکدت المعلومات إن قیادة “بلاك ووتر ” قابلت العروض بالرفض معللة ذلك بأن الملیون دولار لا تنفع بعد مقتل جنودها،مشیرة إلى أن الشرکة تعرضت لخدعة کبیرة حیث جاءت بجنودها وفي إعتقادهم حسب التقاریر التي رفعت إلیها من قیادة العدوان أنهم سیقاتلون أطفال ولکنهم تفاجأوا بجیش منظم ومدرب ویملك عقیدة قویة جداً.

وأوضحت قیادة “بلاك ووتر” أنهم تعرضوا لضربات قاتلة تمثلت في بث الإعلام الیمني لأسماء قتلاهم ورتبهم وأرقامهم العسکریة، الأمر الذي إنعکس سلباً على معنویات عناصرها وجعلها تنهار لأن هذه المعلومات لا تستطیع أن تحصل علیها حتى المخابرات الأمریکیة -حسب قولهم-.

ولفتت “بلاك ووتر” إلى فشل قوات التحالف في حمایة سریة تحرکاتهم حیث کان الإعلام الیمني ینشر کل ما یصلهم من تعزیزات وحتى إسم قائدهم الجدید نشر بعد وصوله الیمن بساعات قلیلة، مؤکدة إن اليمنيين یمتلکون إستخبارات قویة بدلیل قصفهم لصحن الجن الذي جاء نتیجة معلومات عسکریة دقیقة.

کما أشارت المعلومات إلى أن رئیس “بلاك ووتر” قال “صدقوني فشلنا بإقناع أي فرد بالسفر للیمن، لقد قاتلنا نیابة عن التحالف السعودي وخسرنا سمعتنا وکذبتم علینا أننا سنکون في رحلة صید لکن مات المئات منا”.

وتفید المعلومات عن مغادرة الدفعة الثانیة من “بلاك ووتر” وعدد أفرادها 500 شخص على متن طائرة جامبو تابعة لشرکة جنوب أفریقیا کما تستعد الدفعة الثالثة للمغادرة وعددها 500 فرد.

وخلال الشهرين الماضين تناثرت أشلاء الكثير من مرتزقة “بلاك ووتر” على يد الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة لحركة أنصار الله. وهذه بعض الشواهد:

في 30 يناير/ كانون الثاني 2016، قتل القائد العام لـ”بلاك ووتر”، وعشرات من مرتزقة الرياض في هجوم صاروخي شنته القوات اليمنية على قاعدة العند في محافظة لحج. وقبل ذلك بأيام لقي عدد من مرتزقة “بلاك ووتر” مصرعهم، بينهم نقيب أمريكي وأصيب فرنسي في قصف صاروخي يمني لتجمع لهم في منطقة “ذو باب” بمحافظة تعز.
في كانون الأول / ديسمبر 2015 لقي أحد مرتزقة “بلاك ووتر” ويُدعى “اليخاندرو تورينوس” مصرعه خلال قصف صاروخي إستهدف تجمعاً لهم في تعز. كما لقي عدد من هؤلاء المرتزقة مصرعهم أثناء محاولة للتقدم في نفس المحافظة ومن بينهم عريف أمريكي من أصول باكستانية يدعى “جاويد ألطاف خان” ومرتزق آخر يدعى “صموئيل بريبوتاتانا راوندي”، وكان من بين القتلى أيضاً إيطالي يُدعى “أبيتي كاربوني” وجنوب أفريقي يدعى “مازولو كنياتي”.
في ديسمبر 2015 أيضاً قتل الأمريكي المتورِط في أعمال إجرامية بالعراق “جورج إدغر ماهوني” وهو من عناصر “بلاك ووتر”، وذلك في ضربة التوشكا التي إستهدفت باب المندب، كما لقي قائد كتيبة مرتزقة “بلاك ووتر” الكولومبي “كارل” مصرعه في هذه الضربة. وقبلها بيومين أي في 12 ديسمبر 2015 لقي مرتزق تابع لشركة “بلاك ووتر” مصرعه في قصف مدفعي إستهدف نقطة تجمع للمرتزقة في منطقة كرش بمحافظة لحج. وفي 9 ديسمبر 2015 لقي مسؤول عمليات مرتزقة “بلاك ووتر” مصرعه في جبهة العمري بمحافظة تعز وهو مكيسيكي يُدعى “ماسياسي باكنباه”.
وفي وقت سابق وخلال مقابلة مع قناة أبوظبي الإماراتية إعترف كبير المرتزقة وهو كولومبي الجنسية إن مرتزقة “بلاك ووتر” قاتلوا في عدد كبير من الدول لكنهم لم يشاهدوا جنوداً يقاتلون بمستوى الخبرة القتالية والتكتيك العسكري والإرادة الصلبة كتلك التي يتمتع بها مقاتلوا الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

وأضاف: إن شراسة المقاتل اليمني أجهزت على كل خطط العدوان واضطرت شركة “بلاك ووتر” للإنسحاب بعد تقدير قيادتها الميدانية والرئيسية للموقف العسكري والذي أفاد بإستحالة هزيمة الجيش اليمني مهما كان حجم التفوق العددي والتسليحي لأعدائه.

جدير بالذكر أن “بلاك ووتر” الذائعة الصيت في أعمالها القذرة تقدم خدمات أمنية وعسكرية، وبالأصح لبيع المرتزقة والخدمات القتالية، وتُعد من أبرز الشركات الخاصة في أمريكا التي تخضع لإدارة وتدريب وكالة الإستخبارات المركزية (CIA)، وتسعى لتنفيذ أعمال إرهابية من أجل تحقيق مصالح واشنطن وتوسيع نفوذها في العالم لاسيّما في الشرق الأوسط.

وتأسست هذه الشركة في عام 1997 من قبل “أريك برنس” قائد القوات البحرية الأمريكية الأسبق الذي تحوّل فيما بعد إلى ملياردير، وظهرت كقوة عسكرية خاصة خلال غزو العراق وأفغانستان، ودفعت للمرتزقة رواتب ضخمة، ونفذت جرائم وحشية بحق الأبرياء بينها مجزرة “ساحة النسور” في بغداد والتي أدت إلى مقتل 17 عراقياً وإصابة 20 آخرين في 16 سبتمبر 2007.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق