التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, مايو 8, 2024

رئيس وكالة استخبارات المركزية : اسرائيل اهدرت مئات الملايين من الدولارات لتخريب البرنامج النووي الايراني 

في اطار الحرب الخفية وراء كواليس السياسة العالمية بين ايران و المحور المعادي لها، كُشفت مؤخراً معلومات سرية و خطيرة للغاية، و على لسان مسؤولين من أعلى المستويات في الادارة الأمريكية، بأن مساعي الكيان الإسرائیلي لتعطيل أي اتفاق بين ايران و الدول الكبرى حول ملف ايران النووي لم يقتصر على السعي الدبلوماسي و التصريحات السياسية، التي شهدت جنوناً في الفترة الممتدة بين المفاوضات النووية و حتى الاعلان عن بدء تنفيذ بنود الاتفاق، بل تعدته للعمل على شل الأجهزة الالكترونية المتعلقة بالبرنامج النووي.

مايكل هايدن : «اسرائيل» كانت تبتغي من الهجوم المحتمل على إيران توريط امريكا في حرب مع ايران

اعلن “مايكل هايدن” الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية و وكالة الأمن القومي الأمريكية، ان الكيان الإسرائیلي كان يبتغي من الهجوم المحتمل على إيران توريط امريكا في حرب مع ايران، مشيرا إلى اهدار الكيان الإسرائیلي لمئات الملايين من الدولارات الامريكية كان في محاولاته الفاشلة لمهاجمة وشل البرنامج النووي الإيراني.

فيلم “Zero Days” يفضح المستور

و ذكرت مصادر أن تصریحات “هایدن” هذه وردت فی فیلم وثائقي بث هذا الاسبوع فی مهرجان برلین السینمائی الدولی. ونقل هذا الفیلم ایضا تصریحات بعض المصادر الاستخباراتیة الامریکیة التی کشفت عن محاولات الكيان وامریکا فی إطار برنامج عمل مشترك يسعى لمحاولة تخریب الأجهزة التابعة للبرنامج النووي الإیراني وعرقلة تقدمة، وکانت نتیجتها هدر مئات الملایین من الدورلات التی خصصت لهذا الهدف لانجاز هذه العملیات. وحمل هذا الفیلم عنوان “أیام الصفر (Zero Days)” من إخراج “ألکس غیبني”. وشمل هذا الفیلم توضیحات لعدد من أعضاء شبکة العمل التابعة لوکالة الامن القومي و وکالة الاستخبارات المرکزیة الامریکیة الى جانب نظرائهم في الكيان الإسرائیلي – اعضاء لجنة الاستخبارات العسکریة 8200 والموساد – لتطویر برنامج فیروسات مدمرة باستطاعته النفوذ إلى اجهزة الکمبیوتر ومعدات مرکز “نطنز” النووي لتخریب عملیة تخصیب الیورانیوم فی هذا المرکز النووي. وحسب هذه المزاعم التی طرحت فی هذا الفیلم الوثائقي، إن الإقدمات المتسرعة للكيان الصهيوني حال دون تنفیذ الخطط المحددة لتخریب اجهزة الکمبیوتر المنصوبة فی منشأة “فوردو” الایرانیة، وکشف هذا الفیلم الوثائقي ایضا عن احدى العملیات الاخرى السیبریانیة المعروفة باسم (NZ / Nitor Zeus) .

ویقول احد المصادر الاستخباراتیة فی هذا الفیلم : لقد انفقنا ملایین الدولارات لتخریب البنیة التحتیة في الکمبیوترات الایرانیة فی حالة وقوع حرب، لقد تمکنا من التسلل والنفوذ فی مراکز الحکومة وخطوط الطاقة الکهربائیة ومحطات الکهربائیة واکثر البنى التحتیة الایرانیة. وکان البرنامج النووي الایراني قد تعرض الى هجوم إلکترونی من خلال فیروس “ستاکسنت” بعد نجاح تسلل إلى جهاز کمبیوتر احد المتخصصین الامنیین فی منشأة “نطنز” ولکن هذا الفیروس کان له اسماء مختلفة اخرى فی اجهزة الاستخبارات الصهيونية والامریکیة والتی لم یکشف عنها هذا الفیلم.

كما کشف عن اسم شيفرة هذه العملیات برمتها من قبل شخص یدعى “دیفید سانجر” مراسل صحیفة “نیویورک تایمز” وهو “الالعاب الأولمبیة”. إن اکثر الهجمات الالکترونیة تنفذ لحد الان من قبل افراد قراصنة على خلفیة رغباتهم الشخصیة او اهداف سیاسیة او تنفذ من قبل مجرمین لغرض الاحتیال والسرقة او من قبل شرکات فعالة تعمل فی مجال التجسس الصناعي والتجاري.

هذا ونقل تصریح عن “جو بایدن” نائب الرئیس الامریکي فی احدى الاجتماعات، “ان “الاسرائیلیین” قاموا بتغییر رمز هذا الفیروس القاتل”. ونتیجة لذلك، على عکس ما کان مخططا، انتشر هذا الفیروس من اجهزة الکمبیوتر المرتبطة بالبرنامج النووي الایراني الى العدید من اجهزة الکمبیوتر الاخرى فی ایران وانتقل منها الى سائر اجهزة الکمبیوترات الاخرى فی العالم وحتى فی اجهزة کمبیوترات الشرکات الامریکیة نفسها. ان کشف برنامج الفیروس ادى الى الکشف عن هذه العملیات بشکل کامل وساعد الایرانیین بالاستفادة من معلومات المتخصصین الامنیین الروس و روسیا البیضاء على ایجاد “لقاح” لاجهزة الکمبیوتر الایرانیة لکي یتمکنوا من الدفاع عن البرامج النوویة الایرانیة.

و وفقا لهذا الفیلم، فان الکشف المبکر للعملیات الصهيونية بمهاجمة البرمجیات الکمبیوتریة بواسطة هذا الفیروس، ادى الى سقوط مشروع یعد من اکثر المشاريع سریة وتقدما فی العالم فی ایدی اجهزة المخابرات الروسیة والإیرانیة.

و بذلك انقلب السحر على الساحر، و استطاع الايرانيون بصبرهم و حنكتهم السياسية و العلمية من الحصول على التكنولوجيا النووية، اضافة لحصولهم على اتفاق نووي يضمن حقوقهم و يفك الحصار عن بلادهم، فهل يكف الصهاينة و الأمريكيين شرهم عن الشعب الايراني ؟ أم أن المساعي لاحداث أي خرق قد يؤذي هذا البلد سيكون هدف حتمي و مستمر للدول المعادية له؟
محمد حسن قاسم

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق