التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

مفاوضات السلام في أفغانستان ومصالح الأطراف الدولية 

عقد في 18 يناير الماضي في العاصمة الافغانية اجتماع رباعي دولي شارك فيه ممثلون للصين وامريكا وباكستان وافغانستان في مسعى لاحياء عملية السلام بين كابول وجماعة طالبان وقد انتهى الاجتماع بوعد بعقد اجتماع جديد في 6 فبراير، وجاء اجتماع كابول بعد لقاء اول نظم قبل اسبوع تماما في اسلام اباد وذلك بعد مفاوضات مباشرة بين الحكومة الافغانية وطالبان في شهر يوليو من العام الماضي قرب اسلام اباد والتي تعثرت بعد الاعلان في الشهر نفسه عن وفاة الملا “محمد عمر” زعيم طالبان، وقد اثار عقد المفاوضات الجديدة التي جرت في كابول تساؤلات حول سير هذه العملية في ظل ظهور تنظيم داعش الارهابي في افغانستان.

تواجد داعش في افغانستان وتأثير ذلك على مفاوضات السلام

في يناير عام 2015 اعلن تنظيم داعش تشكيل ولاية خراسان وهي تضم مناطق واسعة من افغانستان وباكستان و آسيا الوسطى وجاء ذلك بعد التحذير الذي وجهته طالبان لداعش حول النشاط في افغانستان، والمعروف ان داعش يريد الاستفادة من المكانة الجغرافية الاستراتيجية لافغانستان التي تعتبر ايضا حاضنة وبيئة مناسبة لنهج داعش المتطرف.

ان ظهور داعش في افغانستان يمكن ان يشكل دافعا قويا للاطراف الدولية الاربعة من اجل تكثيف نشاطاتها ومفاوضاتها للتوصل الى السلام، واذا تم اخذ مصالح هذه الجهات الاربعة في الحسبان فإن قضية التوصل الى السلام تصبح ملحة بشكل اكبر.

مصالح الاطراف المنتفعة من مفاوضات السلام

1- الحكومة الافغانية

بعد سنين من القتال مع طالبان توصلت الحكومة الافغانية الى نتيجة مفادها أنه لايمكن حذف طالبان عن الساحة الافغانية، ونظرا الى قضية خروج القوات الاجنبية من افغانستان قررت الحكومة ادخال قسم من طالبان الى المفاوضات وبالتالي العملية السياسية لتحسين الاوضاع الامنية في البلاد والحؤول دون تقسيمها.

2- طالبان

يمكن لطالبان ايضا ان تنتفع من نتائج المفاوضات الرباعية لكن هناك قسم من طالبان يريد مواصلة القتال ولايرضى بالسلام والتفاوض مع الحكومة، واضافة الى هذه المشكلة هناك ايضا قضية ظهور تنظيم داعش وانضمام قسم من قادة طالبان الى داعش ولذلك يمكن القول ان زعيم طالبان الحالي ونظرا الى الاوضاع المتأزمة في داخل صفوف طالبان وخطر داعش والضغوط الباكستانية ربما يحبذ التفاوض مع الحكومة في اطار مفاوضات السلام.

3- باكستان

يقول الافغانيون ان ظهور داعش في بلادهم بالتزامن مع اعلان موت “الملا محمد عمر” هي مؤامرة دبرتها الاستخبارات الباكستانية لكي يتم الفرز بين صفوف طالبان وينضم المتطرفين الى داعش ويدخل من لايريد الحرب في مفاوضات السلام مع الحكومة الافغانية وهكذا تستطيع باكستان الاستمرار في تنفيذ سياستها التي تتسم بالازدواجية في افغانستان فمن جهة تظهر نفسها محبة للسلام ومن جهة تستخدم داعش كأداة جديدة لتنفيذ مآربها على الساحة الافغانية ولذلك تشارك باكستان في مفاوضات السلام في افغانستان وعينها ايضا على ايقاف النفوذ الهندي في افغانستان.

4- الصين

افغانستان لدیها حدود مشتركة مع باكستان والارهابيين يتنقلون عبر هذه الحدود ويمكنهم ايضا العبور الى الاراضي الصينية لأن باكستان لديها ايضا حدود مشتركة مع الصين في منطقة قره قوم وهذا يسهل تمدد داعش نحو الاراضي الصينية في محافظة سينكيانغ التي تنشط فيها قومية الايغور المسلمة التي تضم بعض الراغبين في الانفصال عن الصين ولذلك نجد ان بكين تسعى لارساء السلام والاستقرار في افغانستان لمنع وصول الارهاب الى الاراضي الصينية.

5- امريكا

لقد اعتبرت امريكا خلال السنين الاخيرة ان احد سبل ارساء الاستقرار في افغانستان هو التفاوض مع طالبان والتوصل الى اتفاق مع قادة هذه الجماعة، ان واشنطن تريد حل قضية طالبان كيفما كان فإما التفاوض وإما القتال لكن عندما ادرك الامريكيون ان الحل العسكري ليس ممكنا دخلوا في مفاوضات مع طالبان في قطر وربما يريد الامريكيون اظهار المفاوضات مع طالبان كإنجاز في حربهم ضد الارهاب ومن ثم التعاون مع طالبان لتأمين المصالح الامريكية.

ان ظهور داعش في افغانستان سيخلط ايضا الاوراق الامريكية ولذلك يحبذ الامريكيون الاتفاق مع ذلك القسم من طالبان الذي يقبل بالتفاوض.

سياسة ايران تجاه افغانستان

ان ايران دعمت دوما استقلال افغانستان و ارساء الاستقلال فيها وسعت الى “أفغنة” الأمن في هذا البلد واعلنت دعمها لحوار الافغانيين فيما بينهم وقد ساعدت ايران الحكومة الافغانية في شتى المجالات واذا نجحت مفاوضات السلام في افغانستان فإن ايران ستدعم ذلك لقطع الطريق امام داعش وباقي المتربصين بافغانستان.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق