التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 25, 2024

الأهداف الكامنة وراء زيارة أمانو لطهران 

أعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت الماضي الضوء الأخضر لدخول الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الست الكبرى حيز التنفيذ، معلنةً أن طهران وفت بالتزاماتها الهادفة إلى ضمان سلمية برنامجها النووي، وبعد يومين من بدء رفع العقوبات التي فرضت على طهران وصل صباح الإثنين “يوكيا أمانو”، المدير العام للوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، إلى طهران بدعوة من الرئيس الإيراني “حسن روحاني”، ومن المقرر أن تقتصر هذه الزيارة على يومٍ واحد ليعود بعدها إلى فيينا.

يعتبر تسريع تطبيق الاتفاق النووي من أهم أهداف زيارة “أمانو” لطهران فحسب الاتفاق النووي فإن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ بعد 8 سنوات أي قرابة عام 2023، ولكن الاتفاق المبرم بين طهران والدول الست ينص على أنه في حال أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ذلك التاريخ استمرار الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية والتزام طهران بالاتفاق، عندها يتم تقليص فترة الثمان سنوات، وهذه نقطة في غاية الأهمية بالنسبة لإيران، فالوكالة الدولية للطاقة الذریة تستطيع تقديم تقريرها في أي فترة قبل المدة المحددة، وهذا يتيح لإيران تفعيل بعض أنشطتها النووية قبل المهلة المحددة، في حال قبل مدير الوكالة بتقديم التقرير، كما أن هذا سيؤدي إلى رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية الأخرى بشكل أسرع، مثل العقوبات المفروضة على المواد ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري، إضافة إلى البرمجيات ونقل السلع والتكنولوجيات المشمولة باللائحة العسكرية الأوروبية والأسلحة وكذلك بعض العقوبات الفردية، أي ما يعني أن كل القيود والرقابات التي قد تكون إضافية سوف تتم إزالتها بصورة عملية.

من خلال الزيارة التي يقوم بها “أمانو” إلى طهران تحاول إيران أن تتخلص من جميع القيود في فترة أقل من 8 سنوات، وذلك لتؤكد طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية وللعالم أن جميع أنشطتها النووية سلمية، كما أن طهران تريد أن تبحث سبل تعزيز التعاون مع الوكالة الدولية وأن تستمع إلى اقتراحاتها، وكذلك فإن التأكيد على ضرورة تطبيق بنود الاتفاق من جميع الأطراف لن يغيب عن المواضيع التي سيبحثها “أمانو” في طهران، وخاصة أن هناك دولا سارعت إلى فرض عقوبات جديدة عشية بدء تنفيذ الاتفاق، وطرحت ذرائع جديدة لتبرر هذه العقوبات.

ومن ناحية ثانية تتعهد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقديم بعض الخدمات للأعضاء فيها، ولهذا فإن إيران باتت تستطيع من خلال التعامل مع الوكالة الدولية أن تتلقى بعض الخدمات كسائر الدول أعضاء الوكالة، فإضافة إلى السعي لتسريع تنفيذ الاتفاق النووي، تعمل طهران على توطيد العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعزيز التعاون بين الجانبين حتى لا تُتهم طهران في المستقبل بأنها بدأت بالخروج عن بنود الاتفاق في المستقبل.

هذا وتهدف إيران من دعوة “أمانو” إلى إيجاد الحلول على نمط المراحل التي تم التوافق عليها والنتيجة الشاملة للبروتكول الإضافي الذي تطبقه إيران، وكما هو معروف فإن عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتضمن الإشراف على جميع الأنشطة وجمع نتائجها وذلك في الدول التي تملك أنشطة نووية ذات طابع سلمي، وإيران باعتبارها دولةً التزمت بالبروتوكول الإضافي وطبقته فإنها ستبحث أساليب التعاون التي سيتم تطبيقها مع مدير الوكالة الدولية.

يمكن القول أن الزيارة تأتي في إطار استمرار العمل لتنفيذ بنود الاتفاق النووي، فرغم دخول هذا الاتفاق النووي حيز التنفيذ إلا أن العمل لم ينتهِ بعد، ولازال هناك الكثير أمام الدول الغربية حتى تبرهن على صدق التزاماتها برفع العقوبات بشكل جدي، وكذلك هناك الكثير من الأعمال الملقاة على عاتق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتثبت بكل حيادية وصدق سلمية البرنامج النووي الإيراني، وهذا يُشكل اختبارًا هامًا لمصداقية ونزاهة وشفافية المؤسسات الدولية التي تعمل في إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق