التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

بعض العرب والسعودية : أسرار ومفارقات عمياء ! 

عبدالرضا الساعدي
أعجبني قول أحد الزملاء من الكتاب ، وهو يعلق على موقف وسياسات بعض الدول العربية الخارجية ، وردود فعلها المضحكة وغير الدبلوماسية بالمرة ، بعد أن أعلنت السعودية قطع علاقاتها مع إيران ، بعد مهاجمة سفارتهم في طهران إثر ردود الفعل الشعبية ضد جريمة إعدام الشيخ المظلوم الشهيد النمر مؤخرا .. يقول الزميل صاحب المقال في إحدى فقراته متسائلاً:
‘‘إذا كان إعدام آية الله الشيخ النمر شأن داخلي سعودي ،وأن الغضب الشعبي الذي اجتاح بعض الدول العربية والإقليمية إنما تدخل غير مبرر بالشأن الداخلي لدولة مع مواطنيها ،
فما هو مبرر بعض الدول العربية التي حذت حذو الرياض بقطع علاقتها الدبلوماسية مع طهران …؟!
أليست المبررات متشابهة ، أم أن العيون قد أصابها القذى ..؟!‘‘
المفارقات هذه تدل دلالة واضحة أن سياسات بعض الدول العربية الخارجية عمياء ، تابعة وتقودها مصالح دول أخرى مهيمنة مثل السعودية ، وهي خلاصة مصالح إسرائيل والصهيونية في المنطقة ، ليس الآن وإنما منذ تأسست هذه المملكة الإرهابية ( السعودية) الخادمة المطيعة لأمريكا وبريطانيا وحليفتهما إسرائيل لتحقيق المطامع والأهداف الصهيونية .
فتاريخ هذه المملكة ومؤامراتها عبر التاريخ الحديث والمعاصر ، مجموعة من الأسرار المتواطئة مع الأجنبي ضد شعوب المنطقة وبلدانها وضد كل رموز المواجهة والمقاومة لإسرائيل والإرهاب عامة.
وتعالوا لنقرأ شيئا عن الوثائق السرية التي تخص جزءا من السياسات الخارجية لهذه المملكة المتآمرة على العرب والإسلام معا :
هذه ‘‘وثيقة خاصة بالملك السعودى الراحل فيصل بن عبد العزيز مأخوذة عن كتاب (عقود من الخيبات) للكاتب /حمدان حمدان ، والوثيقة عبارة عن رسالة من الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكي ليندون جونسون .
وهى وثيقة بتاريخ 27 ديسمبر1966 م، وتحمل رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى ،وفيها يقول الملك السعودى:
“من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس ، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا ، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا ، فلن يأتي عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشنا ومصالحنا فى الوجود
لذلك فأنني أبارك ، ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا ، أن اقترحوه ، لأتقدم بالاقتراحات التالية:
-أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك ، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة ، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية ، بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب ، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها ، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لاتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام.
– سوريا هى الثانية التي لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع اقتطاع جزء من أراضيها ، كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.
– لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك ، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين ، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ، كما يسهل توطين الباقي فى الدول العربية‘‘.!!!!!
ومن المفارقات اليوم في هذا العالم السياسي المضحك المبكي، أن يكون هناك شخص بمواصفات (عادل الجبير ) ليمثل وزارة الخارجية لدولة تدّعي أنها تقود الدول العربية والإسلامية..
ففي فيينا ، أعقاب محادثات مع وزير الخارجية النمساوي ، قال عادل الجبير حينها ، محاولاً أن يرمي تهم الإرهاب عن نظامه بعد أن أصبح مكشوفا ضلوعه الكامل في دعم ورعاية كل صنوف الإرهاب في المنطقة والعالم :
إن الأسد “هو المغناطيس الذي يجذب المقاتلين الأجانب من جميع أنحاء العالم ليقاتلوا في صف داعش ضد نظام الأسد”.!!!

فهل رأيتم مهزلة بهذا المستوى ..
وكيف يكون السقوط إذن ؟
، وإلى أين يؤدي هذا العمى العربي المنقاد لهذه السياسات ، بمستقبل شعوبنا ووجودنا ؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق