التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

دلالات وأهداف زيارة وزير الخارجية العراقي الأخيرة إلى طهران؟ 

حظيت زيارة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إلى طهران بأهمية إستثنائية لما تحمله من دلالات سياسية في ظل الظروف الخاصة التي تشهدها المنطقة لاسيّما التوتر الحاصل بين إيران والسعودية على خلفية جريمة إعدام عالم الدين الشيخ نمر باقر النمر على يد سلطات الرياض والإحتجاجات الشعبية والرسمية الواسعة التي شهدتها المدن الإيرانية تنديداً بهذه الجريمة وما رافقها من إقتحام بعض المواطنين الغاضبين للسفارة السعودية في طهران.

هذه الزيارة جاءت بعد أيام قليلة من إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد بعد إنقطاع دام أكثر من 25 عاماً على خلفية غزو العراق للكويت عام 1990.

وإلتقى الجعفري خلال الزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني وبحث معهم أهم القضايا التي تهم البلدين، لاسيّما التوتر بين طهران والرياض والإنتصارات الأخيرة التي حققها الجيش العراقي على تنظيم “داعش” الإرهابي.

وتكمن أهمية هذه الزيارة في المساعي التي تبذلها بغداد لتخفيف حدة التوتر بين طهران والرياض والذي أدى إلى تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة وضاعف القلق لدى الأوساط الإقليمية والدولية بشأن إمكانية حل الأزمات العالقة في الشرق الأوسط لاسيّما في سوريا واليمن.

وأوضح الجعفري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن مجلس الوزراء العراقي قرر التحرك لإنهاء التوتر بين إيران والسعودية، محذّراً من أن هذا التوتر ستكون له تداعيات ومشاكل بعيدة الأمد، ولا يمكن للعراق أن يقف ساكتاً وحيادياً إزاء هذه الأزمة.

وأكد الجعفري على ضرورة عدم السماح لأعداء المنطقة بجر دولها إلى أتون حرب لا رابح فيها، لافتاً إلى أن البعض يقوم بالتخطيط لانحدار الدول العربية، مبيناً أن التوتر قد يجر المنطقة إلى تداعيات ومشاكل.

وأكد الجعفري ان إيران تدير الأزمة الحالية بـحكمة عالية، موضحاً في الوقت ذاته أن العراق لا يتدخل في شؤون أحد لكن موضوع إعدام الشيخ النمر يرتبط بالمرجعية الدينية والأمة الاسلامية.

من جهته إنتقد وزير الخارجية الإيراني جريمة إعدام الشيخ النمر، مشيراً في المؤتمر نفسه إلى أن بلاده لا تبحث عن الأزمات ولا تؤججها وأنها واجهت كل التحركات في المنطقة برحابة صدر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الرياض هي التي تسعى إلى تأجيج التوترات.

وأكد ظريف بأن إيران تتطلع إلى التهدئة دائماً مع دول الجوار وتدعو كل الأطراف لتكون ضد الإرهاب والطائفية والتكفير، معرباً عن أمله أن تتفهم المنطقة الخطر المشترك وتتجنب توتير الأجواء. وأشار إلى أن إيران تعتقد بضرورة التعاون بين العالم الإسلامي ضد الإرهاب والتكفير والطائفية وترفض أن تكون آليات التحالفات لغير مصلحة العالم الإسلامي.

ويعوّل المراقبون على دور العراق في نزع فتيل الأزمة بين إيران والسعودية لما يمتلكه هذا البلد من علاقات طيبة مع طهران من جانب، ونجاحه في إقناع الرياض بفتح سفارتها في بغداد في الآونة الأخيرة، في مؤشر واضح على وجود نية لدى الجانبين على تطبيع علاقاتهما بعد سنوات من التوتر بسبب إتهام الكثير من المسؤولين العراقيين للسلطات السعودية بدعم الجماعات الإرهابية ومن بينها تنظيم “داعش” الذي لايزال يحتل مناطق من العراق.

ونظراً لطلب السعودية من جامعة الدول العربية عقد إجتماع إستثنائي لوزراء الخارجية العرب غداً الأحد لبحث التوتر في العلاقات بين الرياض وطهران، يرجح المراقبون أن يقوم وزير الخارجية العراقي بلعب دورٍ مهم في تهدئة الأجواء في هذا الإجتماع والحيلولة دون تصعيد الموقف بين إيران والسعودية، في وقت تسعى فيه الأخيرة إلى توظيف الإجتماع لحث أطراف عربية لاتخاذ مواقف مماثلة لموقفها من طهران، كما فعلت في وقت سابق حينما طلبت من دول مجلس التعاون وبعض الدول الافريقية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ولم تستجب لها سوى دول قليلة بينها البحرين والسودان.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق