التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, مايو 13, 2024

المؤتمر السنوي الثالث للإعلام بين التشريع والتنفيذ 

ثقافة – الرأي –
برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار السيد فرياد رواندزي افتتح الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة العراقية السيد “جابر الجابري” اليوم الأول للمؤتمر السنوي الثالث للمركز العراقي للإعلام على قاعة عشتار يوم الثلاثاء تحت شعار “الإعلام العراقي بين التشريع والتنفيذ” والذي سيستمر لمدة يومين متتاليين.
ورحب الجابري باسم وزير الثقافة ومنتسبين وزارة الثقافة بكل الإعلاميين والكتاب والمثقفين والمفكرين والمبدعين وأشار إلى وجوب انطلاق مثل هكذا فعاليات من تحت سقف ومظلة وزارة الثقافة لتكون شاهدة ورسول لثمرة نتائج مثل هكذا فعاليات جادة.
وقال الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة ” إن المربع الإعلامي بين التشريع والتنفيذ وبين حملة الرسالة والأمانة تعجز عنها أكتاف واكف الكثير ممن تصدر المشهد وتتعين عليه باعتباره يمثل معركة ومنازلة ضخمة وكبيرة، ولعل الحرية التي نعيشها اليوم وبالأخص حرية الكلمة والرأي والقول والفكر والعقيدة أتاح لشرائح وفئات كثيرة أن تنزل في هذا الميدان وهي مجردة من أدواتها وسلاحها وقواها الحقيقية”
وأضاف ” إن الحرية تنتهي من حيث تبدأ حرية الآخرين إذ تبدأ من الذات وتنتهي عند حرية الآخرين، وهناك ساحات متداخلة ومفتوحة على بعضها وهي الساحات الثقافية والفكرية والعقائدية وكذلك الاديولوجية كما إن هناك غابة من وسائل الإعلام وجيوش متعددة من الإعلاميين والصحفيين والكتاب وهذا الزحام والتداخل يحمل احتكاك ساخن وقد يكون لهذا الاحتكاك نتائج وإسقاطات سيئة وخاصة على بلد مضطرب ومجتمع متداخل على بعضه وأريد له أن يٌعباء بالعبوات والفتن والمأزق لذلك فان مهمة القول وصناعة الرأي العام صناعة معقدة وصعبة ولكننا استسهلناها واستسغناها نتيجة الحرية المطلقة التي أعطيت لنا على حين غرة لهذا وقعنا في مطبات كثيرة وصعبة “
وتمنى الجابري أن ينال هذا المؤتمر حشد من المتخصصين الإعلاميين بهذا المجال لأنها تقع تحت عنوان عريض وكبير ومهم وان تتحرك الساحة الثقافية والإعلامية حركة مسؤولة وحركة واعية وعاقلة لان هناك جهات محترفة دولية وعالمية تتآمر على هذا البلد وتسعى للإطاحة بالتجربة الديمقراطية والعملية السياسية”
مشير سيادته إلى وجود فِخاخ كثيرة ومتداخلة وشراك منصوبة لكل طائفة سياسية لإيقاعها وإيقاع العراق بالكامل رغم كل الحب والود والحضارة المدنية التي يرسلها بلغة هادئة وهينة وبسيطة ومكشوفة ولكن هذا البلد دائما في حالة دفاع فكل جيل محمل بمسؤولية الدفاع عن هذا البلد وخوض معارك وقتال”
وبين الوكيل الأقدم إن هذه الفترة هي اسواء فترة يعيشها العراق اليوم بسبب الخصام العالمي رغم انفتاحه وإشاراته الطيبة لكل دول الجوار للأصدقاء والأشقاء البعيدين والقريبين إذ تحول ارض الوطن بفعل قلوبنا المفتوحة وعقولنا المتفتحة إلى حقل للتجارب لذلك اعتقد إن الإعلام يقع عليه مسؤولية كبيرة جدا لأنه هو الذي يصنع الموقف بعد أن يصنع الوعي والعقل لكل الملابسات التي يعيشها لأنه الخالق لكل النتاجات الفكرية التي نعيشها
وأكد إن الإعلام هو رب النتاج الذهني والعقلي ويتحكم بكل صمامات الأمان بداخلنا وأوتار الانطلاق العقلي ومن هذا المنطلق وجب على الإعلام أن يكون عقول مسؤولة وواعية وإيرادات مرتبطة بترابها وليس من الآخرين وعدم حمل شعارات من الخارج لتتحكم بعقول الإعلام وترسل الشفرات العدائية قبل رسائل الأصدقاء”
وأعرب في كلمته إن أول حاكم عادل في هذا البلد نقل تجربة الحكم العادل هو الإمام علي بن أبي طالب (ع) إذ وضع لنا لافته عريقة بقوله” ميدانكم الأول أنفسكم إن قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر وان عجزتم عليها كنتم على غيرها اعجز” إذ كان المفروض لهذه الرسالة أن تتلقاها كل الأجيال وان تعمل على ضوئها
كما أشار الجابري إلى ارتياحه من موجود درجة من الوعي الأخلاقي والوطني والأدبي اتجاه القضايا الكبرى في هذا البلد ولكن بالوقت نفسه علينا أن نحذر من الاختراقات المنظمة وهي الاختراقات الثقافية والإعلامية والفكرية وخاصةً بعد الغزو الإعلامي الذي تعرض له العراق إذ لم نكن مؤهلين بعد، فكان العراق يعيش كقرية مهجورة ومغلقة أمام العالم كأنها تعيش خارج هذا الكون ثم انفتح بشكل مفاجأ على كل الوسائل الإعلامية والالكترونية ليتحول من مجتمع منغلق ومٌغلق على نفسه إلى منفتح على العالم بالتواصل مع الثقافات المتداخلة وهنا يكمن الخلل والخطر والخطأ.
وأشار إلى وجود حصانة إعلامية وفكرية وثقافية يقوم بها رجال الإعلام وإذا كان المقاتل في الحشد والقوات الأمنية يفتح صدره للنار بالخطوط الأمامية للدفاع عن هذا البلد فان على الإعلامي عليه أن يفتح جبهته الداخلية لمواجهة عقول مفخخة وتأمين الساحة الثقافية من خلال قلمه ووعيه وفكره وثقافته وإعلامه.
كما وطرح النائب الأول لاتحاد الصحفيين والإعلاميين والمتخصص الإعلامي السيد “طارق العدلي” دراسة بعنوان “آليات الدولة المعاصرة في مراقبة وسائل الإعلام جزء حيوي من العملية السياسية” شخص فيها عدد من المحاور المهمة للمحظورات والسلبيات الإعلامية.انتهى
تغطية وتصوير / إنعام عطيوي

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق