التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

فتور العلاقات البريطانية – السعودية… الخلفيات والتداعيات 

شهدت العلاقات البريطانية – السعودية حالة من الفتور في الآونة الأخيرة انعكست على مواقفهما ازاء تطورات الاوضاع في الشرق الأوسط، فما أسباب هذا البرود، وما هي تداعياتها على مستقبل هذه العلاقات.
الاجابة عن هذه التساؤلات تكمن بمعرفة الحقائق التالية:
١ – أكدت صحيفة التايمز البريطانية قبل فترة أن السعودية ألغت زيارة كانت مقررة من قبل وفد برلماني بريطاني رفيع المستوى إلى الرياض، تشمل لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز.
٢ – حذر السفير السعودي في لندن (محمد بن نواف بن عبد العزيز ) فى مقال نشرته صحيفة (الديلي تليغراف) البريطانية مؤخراً من تداعيات خطيرة محتملة للتوتر فى العلاقات بين البلدين. وأشار إلى إلغاء لندن اتفاقاً لتدريب موظفي السجون في السعودية، معرباً عن غضبه مما وصفه بالتغيير المزعج في طريقة مناقشة شؤون السعودية داخل بريطانيا. وأضاف بن نواف: “إذا كانت العلاقات التجارية الواسعة بين البلدين تابعة لبعض الأيديولوجيات السياسية، فإن هذه العلاقات ستكون في خطر، وستؤثر سلباً على الصفقات التجارية بين الجانبين والتي تقدر بعشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية.
٣ – أشار جيريمي كوربين الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني مؤخراً إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي يحصل على كثير من الأموال وإمدادات الأسلحة وكل ذلك لا يأتي “من الفراغ بل من مكان ما”، معتبرا أن “الوسيلة الأفضل التي يمكن من خلالها التصدي لهذا التنظيم تستند إلى عزله اقتصادياً والاعتراف بالكم الهائل من الأسلحة التي تبيعها لندن إلى بعض دول الشرق الأوسط وعلى رأسها السعودية”.
وكان كوربين قد أكد في تموز الماضي بأن كميات كبيرة من الأسلحة التي تبيعها بريطانيا إلى السعودية وقطر والبحرين تصل في نهاية الامر إلى عناصر “داعش”، مشيراً إلى أن إغراق الشرق الأوسط بأسلحة تجهزها شركات بريطانية مقابل المليارات من الدولارات سنوياً يعد عاملاً مساهماً في إدامة الصراعات في هذه المنطقة.
كما انتقد كوربين السعودية والبحرين بسبب قمع مواطنيهما ودعا رئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون) للتوقف عمّا وصفه بـ “الدعم الخالي من الانتقادات” لهذين البلدين، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الأسلحة البريطانية تستخدم في العدوان السعودي المتواصل منذ أكثر من سبعة أشهر على اليمن.
ودعا كوربين أيضاً كاميرون لإثارة قضية الناشط الشاب (علي محمد النمر) الذي حُكم عليه بالإعدام في السعودية بعد مشاركته في مظاهرات سلمية في شرق البلاد. وأشار إلى إنه هو الذي أقنع كاميرون بإلغاء اتفاق لتدريب موظفي السجون السعودية بقيمة ٥.٩ مليون جنيه إسترليني.
بعد هذه الانتقادات الشديدة لسجل السعودية فيما يتعلق بحقوق الإنسان حذّر السفير السعودي في لندن من انعكاساتها السلبية على العلاقات بين البلدين. وجاءت تصريحات بن نواف بعد أن ألغت لندن عقداً استشارياً خاصاً ببناء سجن مع الرياض رأى فيه الكثيرون بأنه جاء كردّة فعل على قضية ترتبط بشخص بريطاني يواجه عقوبة الجلد ٣٥٠ جلدة في السعودية. وعبّر بن نواف عن قلقه إزاء التقارير التي انتقدت السعودية في وسائل الإعلام البريطاني والتي كشفت أن التوتر في العلاقات بين البلدين بلغ ذروته في الآونة الاخيرة.
اضافة إلى ذلك يعتقد المراقبون أن هناك أسباباً أخرى لاتقل أهمية عن الأسباب التي ذكرت آنفاً تقف وراء الفتور الذي شهدته العلاقات السعودية البريطانية يمكن إجمالها بما يلي:

١ – موقف لندن المؤيد للاتفاق النووي بين ايران والمجموعة السداسية الدولية التي تضم بالاضافة إلى بريطانيا كلاً من أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا. فالسعودية تعتقد أن هذا الاتفاق سيضاعف من قدرة إيران السياسية والاقتصادية ويزيد بالتالي من قوتها لدعم محور المقاومة في المنطقة الذي تعارضه الرياض.
٢ – تعتقد السعودية أن التقارب الذي شهدته العلاقات بين لندن وطهران بعد توقيع الاتفاق النووي سيساهم أيضاً في تعزيز دور إيران السياسي والاقتصادي على الصعيدين الاقليمي والدولي.
٣ – التحول النسبي في موقف بريطانيا من الأزمة السورية والذي بات يؤيد الحل السلمي لهذا الأزمة، في وقت لازالت الرياض تسعى إلى اسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد عن طريق دعم الجماعات الإرهابية.
٤ – الانتقادات التي يوجهها العديد من المسؤولين البريطانيين بين الحين والآخر للجماعات التكفيرية والسلفية المتطرفة والتي تدعمها السعودية لتنفيذ مآربها في عدد من دول المنطقة لاسيما في العراق وسوريا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق