التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

زيارة حماس المرتقبة للسعودية: خطأٌ استراتيجيٌ يتعدى الإشتباه الظرفي 

عندما اشتبهت حركة حماس في الماضي، وتحديداً خلال الأزمة السورية كان يمكن القول إن الواقع لم يكن واضح المعالم. أما اليوم، فالأمور واضحة المسار، وثمن الإشتباهات أكبر من سابقاتها. فالإعلان عن زيارةٍ لحماس للرياض، مسألةٌ يجب الوقوف عندها ليس من باب نتائجها، بل من باب الإشتباه الجديد للحركة وبشخص زعيمها خالد مشعل، لنطرح عدداً من الأسئلة التي تحتاج للإجابة. فما هو الذي يمكن أن يجمع حركةً مقاومةً بدولةٍ كالسعودية تعتدي على اليمن وتجاهر بالعلاقات مع تل أبيب؟

تقرير حول الزيارة المرتقبة:
كشف إسماعيل الأشقر، القيادي البارز في حركة حماس، عن زيارة سيقوم بها وفد رفيع المستوى من الحركة إلى العاصمة السعودية الرياض. وأكد الأشقر، في تصريحه أن وفد الحركة سيكون برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، إضافة لقادة آخرين بارزين في الحركة. وأوضح أن اللقاء المرتقب سيناقش عدة ملفات فلسطينية داخلية هامة، ومسألة حصار قطاع غزة. مضيفاً أن حماس تريد من الرياض “التدخل لدى مصر من أجل إنهاء بعض الملفات العالقة، وعلى رأسها ملف المصالحة الداخلية المعطل حتى اللحظة”. وذكر القيادي في حماس أن حركته تسعى إلى علاقات جيدة مع السعودية بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني.

كيف يمكن وصف التناقض واشتباه حماس؟
منذ أن بدأت أحداث الربيع العربي وللسعودية مواقفها المتناقضة، الى جانب سياساتها التي تتغير من حينٍ لآخر. في وقتٍ لم تكن سياساتها يوماً لتخدم مصالح الدول العربية أو الإسلامية، وتحديداً القضية الفلسطينية. لكن الأغرب اليوم وعلى الرغم من وضوح هذه الصورة، هو الموقف الذي تتخذه حركة حماس، من العلاقة بالسعودية. وهنا وإذ لا مشكلة في علاقة الأطراف فيما بينها بل لا بد من تمتين العلاقات وتحسينها سعياً لإرساء الوحدة بين المسلمين، لكن التناقض يكمن في دور حركة حماس وتاريخها في مقاومة الکيان الإسرائيلي، بينما تتصف السعودية من خلال تاريخها المعروف، بموقفها الواضح من الحركات الإسلامية لا سيما الإخوان المسلمين، التي قامت بمعاداتها على مر السنين الماضية، بالإضافة الى موقفها المبهم من القضية الفلسطينية وعلاقاتها السرية المشبوهة مع الکيان الإسرائيلي. وهنا نقول التالي:
– لقد سعت السعودية بين العامين ٢٠١١ و ٢٠١٣ حين تصدر الإخوان المسلمون المشهد السياسي في المنطقة لكسرهم عبر ثورات مضادة ضدهم كان أبرزها في مصر عبر دعم الانقلاب في تموز عام ٢٠١٣ لإسقاط الرئيس المنتخَب محمد مرسي. لكن السعودية وبعد أن فشلت جميع رهاناتها، تحديداً بعد سنة ونصف، بدأت تستقبل وفوداً تنتمي لأيديولوجية الإخوان فكرياً، كحركة حماس الفلسطينية وحركة النهضة التونسيّة وحزب الإصلاح اليمني. ولأننا هنا نناقش القضية الفلسطينية، نخص بالذكر حركة حماس التي نتساءل عن القواسم المشتركة بينها وبين السعودية!!؟
– فإذا كانت حماس قد اشتبهت بنتائج الربيع العربي الذي خططت له واشنطن وساهمت فيه الرياض، وقامت بالإنقلاب على نظام دمشق الذي احتضنها لسنواتٍ طوال بعد أن طردتها السعودية، فلماذا تقع الحركة بشخص قائدها خالد مشعل، في إشتباهٍ جديد على الرغم من أن الواقع الحالي يُعزز بُعد السعودية عن هم القضية الفلسطينية أو كل ما يخص المسلمين؟ كما أن التسريبات التي نقلها التلفزيزن الإسرائيلي تؤكد العلاقة المتينة بين قيادات السعودية وقيادة الکيان. فأين هي المصلحة المشتركة؟

أسئلةٌ كثيرة نسألها من باب الحرص على مستقبل الأمة الإسلامية. فالشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن التجاذبات السياسية في المنطقة لا سيما بين السعودية ومصر، يعرف جيداً أن خيار المقاومة هو خياره الوحيد. وما سَعيُ وفد حماس المُتجه الى الرياض، إلا مساعٍ لن تُثمر فيما يخدم القضية الفلسطينية. فلمصر حساباتها الخاصة التي لن تتهاون مع أي طرفٍ ينتمي للإخوان المسلمين حرصاً على نظامها الداخلي. بينما السعودية التي تقامر بدم الشعب اليمني الذي تقوم بذبحه، كما فعل الكيان الإسرائيلي في غزة، فلا يمكن الرهان عليها فيما يخدم القضية الفلسطينية. وهنا نقول إن إشتباه اليوم يختلف عن الإشتباهات الماضية. فيما يجب أن يعرف الجميع الحقيقة التالية. إذا كان الهدف إيران ومحور المقاومة، فإن هذا المحور يقوم على خيارات الشعوب ولن تُضعفه خيارات البعض المشتبهة. أما بالنسبة لإيران فهي ليست بحاجة لأحد.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق