التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

بماذا ردّ وزير الخارجية الإيراني على الرئيس الأمريكي؟ 

ردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه الأربعاء في الجامعة الأمريكية بواشنطن، مؤكداً أن طهران لم ولن تسعى أبداً إلى امتلاك أسلحة نووية .

 

وأشار ظريف إلى أن إدعاء أوباما بأن الاتفاق النووي في فيينا قطع الطريق أمام إيران لامتلاك أسلحة نووية هو في الواقع تحصيل حاصل ويهدف لاسترضاء النقاد الداخليين والكيان الاسرائيلي .

 

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن التطورات التي حصلت في السنوات الأخيرة أظهرت أن انتشار التطرف وانعدام الأمن في الشرق الأوسط هو نتيجة السياسات والإجراءات غير المنضبطة التي اتخذتها واشنطن وبعض حلفائها في المنطقة لاسيما الكيان الإسرائيلي كدعمها للانظمة المستبدة، والتي لم تخلف سوى الدمار والحروب والتطرف لشعوب هذه المنطقة والعالم، فالمسؤولون الأمريكيون الحاليون قد اعترفوا مراراً بهذه الحقائق ولكنهم يحاولون كما في السابق من خلال تصدير الأزمات، التهرب من هذه الحقائق التاريخية .

 

وأوضح ظريف أنّ عشرات السنوات من السياسة الخاطئة إزاء الشعب الإيراني المجرب لم تحقق أي مكسب لأمريكا والآن ثمة فرصة استثنائية لإصلاح الماضي واختبار طريق جديد حقّق خلال عامين إنجازاً كبيراً لجميع أنصار الأمن والاستقرار في العالم.

 

وتابع وزير الخارجية الإيراني القول: إنّ السلام والأمن والاستقرار حولنا كان دوماً من أهم أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية وهي قائمة على أساس المعرفة الصحيحة للحقائق في هذه المنطقة، وعلى عكس سياسات بعض الدول المؤثرة القائمة على التقلب والازدواجية والتناقضات الخطرة، فإن سياسة إيران تستند إلى الانسجام والصداقة والمحبة مع جميع دول الجوار ودعم تطلعات الشعوب في التصدي ومواجهة التهديدات المشتركة بما فيها العدوان الأجنبي والتطرف والإرهاب والطائفية .

 

كما شدد ظريف على مواصلة إيران دعمها لأصدقائها وحلفائها الإقليميين في مواجهة هذه التهديدات المشتركة، مشيراً إلى ان الجمهورية الاسلامية أعلنت مراراً استعدادها للتعاون مع سائر جيرانها على أساس الاحترام المتبادل لمواجهة هذه التحديات المشتركة وصولاً إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم .

 

واكد ظريف أنّ إيران ومن خلال ثقتها بالنفس ومنطقها في المفاوضات النووية الأخيرة، برهنت بأنه يمكن تسوية حتى الأزمات المفتعلة أيضاً عبر التعاطي والحوار وعلى أساس الاحترام المتبادل، ومن هنا فإن الأساس المهزوز للمشروع الخطر للتخويف من إيران وتشويه سمعتها قد إنهار وإن محاولات نفث روح جديدة فيها لايعيد لها بريقها في العالم والمنطقة، ولن تؤدي سوى إلى تحقيق عائدات كبيرة لتجار الأسلحة وإهدار المصادر المالية المحدودة للمنطقة والعالم على شراء الأسلحة الاستعراضية بدلاً من انفاقها على مكافحة الفقر والجهل وغياب العدالة. مشيراً إلى أن التمسك بالمنطق السابق والسعي لارضاء دعاة الحروب لن يؤدي سوى إلى زيادة الضريبة التي يدفعها الشعب الأمريكي وشعوب المنطقة والعالم .

 

وجدّد وزير الخارجية الإيراني التذكير للمسؤولين الأمريكيين ان العالم المتحضر طوى قرناً تقريباً على وقع الاستفادة من منطق القوة والتهديد كأداة للسياسة الخارجية وهو يعتبر هذا المنطق غير انساني وغير شرعي وعقيماً أيضاً. فالتهديد بالقوة هو انتهاك صارخ للقواعد المعروفة للحقوق الدولية وله تبعات عالمية، فضلاً عن انه لايقود سوى إلى اهدار مصادر أمريكا وسمعتها، مشيراً إلى أن الشعب الأمريكي والعالم لديه الحق بأن يسأل عن مكاسب حروب أمريكا خلال الـ ٥٠ الماضية التي لم تؤد سوى إلى زيادة ضريبة الشعب الأمريكي من الأموال والأرواح ومزيد من غياب الأمن والاستقرار لشعوب العالم. 

 

وأضاف: لقد آن الأوان للتخلي عن هذه العادة الخطرة والمضرة القديمة التي تعود إلى القرون الوسطى، مشدداً على أن ذاكرة الشعب الإيراني لم تنس الدعم الأمريكي للانقلابات والحرب المفروضة واستخدام نظام صدام للسلاح الكيمياوي وإساءة المسؤولين الأمريكيين للشعب الإيراني والاتهامات الواهية والحظر الاعمى واللاإنساني ضده وتشبثهم بمنطق القوة، وإلاّ فإن الشعب الإيراني ليس لديه أية مشكلة مع الشعب الأمريكي، ومن الأفضل للمسؤولين الأمريكيين وبدلاً من تكرار العبارات البالية أن يفكروا بهذه الحقيقة وهي أن النقمة على السياسات الخاطئة للادارات الأمريكية لاتقتصر على الشعب الإيراني، فواشنطن بحاجة إلى اصلاح سياساتها نظير دعم جرائم الكيان الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها احراق الطفل الفلسطيني الرضيع علي الدوابشة.

 

وختم ظريف بالقول ان الادارات الأمريكية السابقة أضاعت فرصاً مهمة جراء عقائدها الخاطئة واحلامها الوهمية، ومن الأفضل ان تستثمر هذه الفرصة التاريخية لكسب ثقة الشعب الإيراني التي فُقدت جراء عقود من السياسات الأمريكية العدوانية والخاطئة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق