التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

مطامع أردوغان التوسعية فرصة للحكومة السورية وأكرادها 

 شهدت الأسابيع القليلة الماضية تحولا واضحا في منهجية السياسة التركية حيال الملف السوري، هذا التحول لا يعد مفاجئا بمنظور المصالح التركية، ولا متميزا ومتغيرا عن سابقتها، فالهدف واحد والمطامع واحدة، فمطامع تركيا بتحصيل مكاسب في سوريا من خلال اسقاط النظام والفشل الذي اتسم به أداء الجماعات التكفيرية لا سيما داعش على مدى السنوات الأربع الماضية والقراءة التركية للتحولات التي تراها في المنطقة أبرزها الملف النووي الإيراني دفع بتركيا إلى اتجاهها نحو الدخول مباشرة على خط المواجهة السورية ضد تنظيم داعش الإرهابي ظاهرا وضرب الأكراد حقيقةً، هذه السياسة العدائية اتجاه الأكراد أولا والتوسعية ثانيا يرى فيها البعض فرصة لحزب العدالة والتنمية لتحقيق مطامعه، ويرى فيها آخرون فرصة الحكومة السورية للعمل والتعاون مع الأكراد في سبيل توحيد الجهود وفق رؤية البلد الواحد والمصالح الواحدة.

 

مطامع تركيا فرصة الحكومة السورية

الإشتباكات الجديدة والعنيفة بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني التركي هو في واقع الأمر جولة جديدة من توتر العلاقات بين تركيا وأكراد المنطقة عموما، هذا إلى سياسات تركيا الداعمة للجماعات التكفيرية خلال السنوات القليلة الماضية والتي كانت سببا في خلق تهديدات حقيقية للجماعات والتوجهات المختلفة في المنطقة بما فيها الجماعات الكردية والتي لا زالت آثار هذه التهديدات حية حتى اليوم ليأتي الإستهداف المباشر للأكراد في سوريا من قبل تركيا في الأسابيع القليلة الماضية. هذه الظروف الجديدة تتيح في واقع الأمر فرصا للتعاون بين الأكراد والحكومة السورية في المنطقة للتعاون في مواجهة الأخطار المشتركة وبالتالي تحقيق النفع لكافة الأطراف من خلال الحاق هزيمة أكبر بمخططات الجماعات التكفيرية من جهة والقضاء على المخطط التركي من جهة ثانية وتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة.

 

مطامع تركيا تهديد للوجود الكردي

يدرك الأكراد جيدا أن السياسة التركية لحكومة أردوغان والهادفة إلى التوسع في المنطقة بما فيها المناطق الكردية السورية تمثلت وعلى الدوام بالسعي لإلحاق ضربة بهم للحؤول دون ارتباطهم وأكراد تركيا مما قد يشكل خطرا على التوجهات الأردوغانية، وتدرك الحكومة السورية جيدا أن الأكراد هم جزء من الدولة السورية وبالتالي يتوجب عليها حمايتهم من المخاطر التي تشكلها السياسة الأردوغانية، التوجهات التركية من جهة والإدراك السوري وأكراد سوريا من جهة ثانية يشكل النواة الأساس بضرورة تعاونهما معا.

كما يدرك الأكراد أن سقوط النظام السوري يعد بمثابة سقوط الوجود الكردي في سوريا بل والمنطقة، وقد ترجم الأكراد خلال السنوات الأربع الماضية من بدء مخطط زعزعة استقرار سوريا هذا الأمر عبر تعاونهم الوثيق مع الحكومة السورية وتصديهم ببسالة للجماعات التكفيرية في كوباني وغيرها من المناطق الكردية رغم حجم المؤامرة الكبيرة عليهم، كما يدرك الأكراد جيدا أن لا مجال لهم إلا العمل وفق وطنيتهم السورية التي تحتمها عليهم طبيعة الإنتماء والأرض والجغرافيا لأن أي تسوية قد تحدث في المنطقة بين تركيا وأمريكا ستقضي على الوجود الكردي أيضا، خاصة ان تجارب التاريخ والأحداث في المنطقة يعطي النتيجة الأكيدة أن أمريكا ومن في فلكها لا يعملون إلا وفق مصالهم وبالتالي لا يمكن الركون إليهم وإلى سياساتهم.

إذن هذه المطامع التركية الأردوغانية يمكن تحويلها إلى فرصة حقيقية للتوجه نحو مزيد من التعاون بين الحكومة السورية وأكرادها لتحقيق الإستقرار والأمن. وأردوغان الذي غير سياسته اليوم وانتهج مسلك المواجهة المباشرة ضد الأكراد تحت عنوان مواجهة داعش قد يلجأ في أي يوم يرى فيه ازدياد الضغوط عليه لردة فعل غير مدروسة بالدخول البري وهو ما يتطلب لمواجهته اعداد خطط مسبقة وتنسيقات على مستوى أكبر.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق