التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

قتلة الطفل الفلسطيني يواجهون غضب الشارع الفلسطيني 

تسبب استشهاد الرضيع الفلسطيني علي دوابشة في الضفة الغربية يوم الجمعة الماضي بانطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات ضد الكيان الإسرائيلي في الضفة الغربية، وقد أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح مختلفة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع في مواجهات مع قوات الكيان بقرية دوما جنوب نابلس)شمالي الضفة الغربية (حيث قتل المستوطنون الرضيع علي دوابشة حرقا .

 

واستمرت المواجهات عدة ساعات مساء الأحد عقب مسيرة خرجت لليوم الثاني على التوالي رفضا لجريمة المستوطنين، وأشعل الشبان الفلسطينيون الإطارات المطاطية، وألقوا الحجارة باتجاه قوات الكيان الإسرائيلي التي لاحقتهم إلى داخل القرية وأطلقت النيران باتجاههم . 

 

وقال سمير دوابشة منسق فعاليات القرية إن قوات الاحتلال قمعت مسيرة خرجت رفضا لجريمة المستوطنين بحرق منزل عائلة سعد دوابشة وحرق طفله علي حيا، وإن الجنود أطلقوا النيران تجاه الشبان، وأكد دوابشة إصابة أكثر من ستة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بمناطق متفرقة من الجسم، كما أصيب أكثر من أربعين آخرين بينهم صحفيون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع .

 

وأطلقت القوات الإسرائيلية القنابل المضيئة في سماء القرية ومحيطها رصدا لخروج الفلسطينيين وتنفيذهم أي أعمال مقاومة ضد جيش الكيان الإسرائيلي أو المستوطنين في المستوطنات المحيطة . 

 

وفي القدس المحتلة اندلعت اشتباكات في المسجد الأقصى يوم الأحد بين شبان ملثمين وقوات الشرطة الإسرائيلية وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، إن “عددًا من الشبان الملثمين قاموا بالتحصن داخل المسجد الأقصى بعد أن قاموا برشق الحجارة باتجاه قوات الشرطة “.

 

وتجمع عشرات المتظاهرين وهم يحملون صور الطفل علي دوابشة قرب بوابات المسجد الأقصى أمام حواجز الشرطة الإسرائيلية التي منعتهم من الدخول، وكانت الشرطة الاسرائيلية قد دخلت الأسبوع الماضي إلى المسجد الأقصى لطرد فلسطينيين، تحصنوا فيه بعد اندلاع اشتباكات .

 

وفي العاصمة المصرية القاهرة نظّم عدد من المتظاهرين وقفة حاشدة أمام نقابة الصحفيين عصر الأحد، تنديدا بحرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة وقاموا خلالها بحرق علم الكيان الإسرائيلي، ورددوا هتافات منددة بممارسات هذا الكيان وجرائمه المستمرة ضد الفلسطينيين، منها “يا حكومات عربية جبانة .. إما مقاومة وإما خيانة” و”مطالبنا مش كتير .. قفل سفارة وطرد سفير” و”الصهيوني الوضيع قتلوا الطفل الرضيع .. لا لا للتطبيع “.

 

وطالب المتظاهرون بفتح معبر رفح، مرددين هتافات: “الثوار مع فتح المعبر.. يسقط يسقط حكم العسكر “.

وكان مجلس نقابة الصحفيين المصريين أصدر بيانا ندد فيه بجرائم الكيان الإسرائيلي مطالبا بمقاطعة هذا الكيان وشدد البيان على أن المصريين والشعوب العربية برغم انشغالهم بالقضايا الداخلية، الا أنهم لن ينسوا قضيتهم الفلسطينية، وأن الصهاينة هم عدوهم الأول .

 

وفي العاصمة الاردنية عمان قال السفير الفلسطيني عطا الله خيري إن الجانبين الأردني والفلسطيني اتفقا على رفع مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي رداً على جريمة إحراق الرضيع علي دوابشة على يد مستوطنين إرهابيين .

 

ونقلت صحيفة الغد الاردنية عن خيري قوله إن “أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة لبحث الخطوات المشتركة للردّ على جريمة إحراق الرضيع دوابشة “.

 

وأضاف إن “الجانبين اتفقا على التنسيق والتحرك المشترك، على كافة الصعد والمستويات، في إطار التنسيق والتعاون الثنائي المتواصل “.

 

وتزامن ذلك مع بدء القيادة الفلسطينية بتحرك مشترك مع الأردن في مجلس الأمن لطلب لجنة تحقيق دولية في جريمة إحراق العائلة الفلسطينية فيما توجه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى جنيف، في إطار التنسيق مع الأردن، للمطالبة بتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة وضرورة تطبيقها على أرض الواقع، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، في ظل خطوات متزامنة مع قرار التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية .

 

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد إن “الاتصالات الفلسطينية والأردنية متواصلة لبحث التنسيق المشترك في خطوات الردّ على جرائم الاحتلال، من أجل رفع مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال، وتنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية “.

 

وبين أنه “سيتم التقدم إلى مجلس الأمن بطلب إدراج العصابات الصهيونية على قائمة الإرهاب وتعريفها كجماعات ومنظمات إرهابية لا بد من التصدي لها من قبل المجتمع الدولي “.

 

وقال إن “هناك قراراً عربياً واضحاً لتأمين الحماية للشعب الفلسطيني”، معرباً عن أمله في “متابعة الموضوع من قبل الأشقاء العرب وطرحه أمام مجلس الأمن والتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية وطرح ملف الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، في إطار مناقشات الاجتماع للتحرك العربي المشترك لمواجهة عدوان الاحتلال “.

 

وأشار إلى أن “الجانب الفلسطيني يدرس جدياً الخطوات العملية لإعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية والإدارية والأمنية مع الاحتلال، والتي أقرّها المجلس المركزي الفلسطيني سابقاً، وجرى التأكيد عليها خلال اجتماع القيادة الفلسطينية الطارئ الذي عقدته مؤخراً “.

 

 وتسبب اتساع دائرة الاحتجاج على جريمة المستوطنين الاسرائيليين بتحرك مسؤولي الكيان الإسرائيلي الذين بادروا بعدة خطوات لاحتواء الاحتجاجات وحاولوا اظهار انفسهم كشخصيات انسانية وتحدثوا عن اعتقال الشخص الذي حرق بيت عائلة الدوابشة، وقد اعلنت وسائل الاعلام الفلسطينية ان منفذ الاعتداء اسمه “يهود لاندسبرغ” الذي اعتقل خلال العام الماضي ايضا بسبب قيامه باحراق مساجد والهجوم على منازل وسيارات الفلسطينيين وكتابة الشعارات العنصرية وكان قد خضع للمحاكمة .

 

في هذه الاثناء انتقدت حركة حماس السلطة الفلسطينية بسبب ما اعتبرته تفردا في القرارات ومحاولة إقصاء الحركة وعزلها، وحملتها مسؤولية مقتل الطفل علي دوابشة في نابلس .

 

وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “انقلب على حكومة التوافق الوطني بعد قيامه منفردا بإعادة تشكيل الحكومة بوزراء معظمهم من حركة فتح “.

 

وكانت فصائل فلسطينية قد اجتمعت في قطاع غزة وطالبت السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الكيان الإسرائيلي عقب حادثة حرق دوابشة في اعتداء نفذه مستوطنون على منزل في قرية دوما قضاء مدينة نابلس شمال الضفة الغربية .

 

وتحسبا لردود افعال فلسطينية أعلن الجيش والشرطة الإسرائيلية، عن رفع مستوى التأهب والاستنفار في صفوف قواتها، استعداداً لاحتمال مواجهة عدة سيناريوهات خطيرة، تتضمّن ردود أفعال فلسطينية غاضبة على قتل الطفل علي دوابشة .

 

 ونقل موقع “واللا” العبري، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها “إن إمكانية تنفيذ هجوم انتقامي ربما تكون مسألة وقت فقط، وإن الحدث يتوقع أن يجلب ردود فعل، وزيادة في كثافة الهجمات والعمليات “.

 المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق