التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 18, 2024

اعلان السعودية هدنة ٥ ايام… هدنة أم مؤامرة؟ أهداف ودلالات 

بدأت هدنة انسانية تشمل جميع الأراضي اليمنية منذ ليل الأحد وتستمر لمدة ٥ أيام، يقتضي بموجبها توقف الغارات التي تشنها آلة الحرب السعودية الأمريكية على الشعب اليمني وجيشه والتشكيلات الشعبية المساندة له، هذه الهدنة كما باقي الهدنات السابقة التي شهدت خرقاً ونقضا من قبل آلة الحرب السعودية الامريكية، وإن أطلق عليها صفة الإنسانية إلا أن واقع الأمر والميدان يشير إلى أن السعودية كانت تلجأ دوما لهذا الخيار لأسباب وأهداف ونوايا مخالفة للإنسانية كما عدوانها اللاإنساني على اليمن وشعبه وجيشه. إذن الهدنة هذه المرة أيضا تحمل مجموعة من الأسئلة التي تصب في خانة الهدف والنوايا من إعلان هذه الهدنة من قبل السعودية ومن يقف خلفها؟

 

بعض هذه الأهداف والنوايا من اعلان الهدنة من الجانب السعودي والذي بدأ يشهد خرقا من قبلها هي أهداف تشبه أهداف الهدنات السابقة، وبعضها أهداف طرحتها طبيعة التوقيت وسير نتائج العدوان العملانية على الأرض، وفي عرض لبعض هذه الأهداف نعرض التالي ضمن التسلسل الآتي:

١- بما أنه صار واضحا أن الهدف من الهدنة ليس إنسانيا لما أوردناه في التفصيل سابق الذكر، ومع الأخذ بعين الإعتبار وقائع الميدان التي برزت بشكل رئيسي في الأيام الأخيرة في محافظة عدن، وفي خطة سعودية أمريكية تنسيقية فيما بينهم للعمل على إعادة التموضع وإيصال السلاح والتجهيزات والأعتدة لأدواتهم التكفيريين في المدينة، وجدوا أنه من الأفضل إعلان هدنة سموها بالإنسانية للإستفادة من ذلك، وعليه ليس مستبعدا أن تقوم آلة الحرب السعودية الأمريكية قبل انتهاء الهدنة بعمل مباغت غادر كما حدث فيما قبل من خرق للهدنات السابقة.

٢- قامت السعودية في يوم الجمعة الماضي بمجزرة مروعة في مدينة عدن، حجم الجريمة والمجزرة السعودية أدى إلى اطلاق التسمية عليها بجرائم يوم الجمعة الأسود، وعليه ومن منطلق الخوف السعودي وللتغطية على هذه الجرائم وغيرها من الجرائم التي ترتكبها آلة القتل السعودي لجأت إلى اعلان هدنة انسانية، إلا أن العالم بات يدرك أن العدوان السعودي على اليمن في أصله فاقد للإنسانية والشرعية، بل هو اعتداء على الإنسانية لتحقيق منافع ومصالح الدول الغربية بأيادي العائلة الحاكمة في السعودية، لأن الوظيفة التي تريدها أمريكا من النظام العائلي الحاكم في السعودية هي تنفيذ إرادتها في المنطقة وإلا البديل لهذه العائلة الحاكمة بأدوات عميلة أخرى.

٣- لفت أنظار المجتمع الدولي إلى أن العائلة الحاكمة في السعودية تعمل على سياسة باحثة عن حلول وهدنات، وهي من خلال الهدنة تريد إيصال المعونة والمساعدات إلى الشعب اليمني، وبالتالي وضع الجيش اليمني والتشكيلات الشعبية المساندة له والشعب اليمني برمته تحت الضغط وإجبارهم على القبول بطرحها السياسي والقائم على ارجاع هادي وخالد البحاح اللذين فقدا شرعيتهما السياسية، ليبقى رأس مالهم وقوتهم الدعم الذي تقدمه لهما آلة الحرب السعودية الأمريكية التي تعيث فسادا ودمارا وقتلا بحق أبناء الشعب اليمني الصامد والمجاهد.

٤- بما أن هذه الهدنة ما هي إلا مؤامرة واضحة على الشعب اليمني، ولأن الشعب اليمني مطلبه الأول والأساس وضع حد لهذا العدوان الذي يشن عليه، وترك الحرية له في اختيار مساره السياسي من دون فرض املاءات وشروط عليه، لهذا كله تلجأ آلة الحرب السعودية الأمريكية وتحت التهديد والوعيد من جهة والهدنة الإنسانية الكاذبة من جهة أخرى لوضع الجيش اليمني والتشكيلات الشعبية موقع الرافض للسلم والطالب للحرب.

 

إن أكثر ما يؤسف عليه أنه وبعد عدوان سعودي أمريكي على الشعب اليمني تجاوز الستة أشهر، وأمام مجازر القتل والدمار وانتهاك حرية الإنسان والضمير التي تجسدت كلها بهذا العدوان، لم نر أي جهود وتحرك ملموس للأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي يدعي نشر السلام والأمن في المنطقة، بل كل ما نتج من جهودهم حتى الان تغطية العدوان من جهة والتغاضي عن جماعات التكفير المتمثلة بالقاعدة في اليمن والمدعومة سعوديا وأمريكيا من جهة أخرى.

 

هذا العدوان الذي جاء بعد أن اقترب اليمنيون من صيغة الحل الشاملة والتي كان من المقرر تنفيذها في غضون أيام، ولأن صياغة الحل اليمنية والتي تمثلت فيها إرادة الشعب اليمني كانت مخالفة لإرادة الغرب ومهددة لمنافعهم ومصالحهم التي سلبوها الشعب اليمني، جاء العدوان الأمريكي بأيدٍ سعودية لينسف الحل والإنسانية معا. وبعد مضي أكثر من ستة أشهر على بدء العدوان على اليمن لا زال الشعب اليمني صامدا صابرا مثابرا على المضي في تحقيق عزته وكرامته، ولهذا لن يكون للهدنات الإنسانية التي أثبتت عدم مصداقيتها أي تأثير على مسلك الحل، بل الحل الوحيد الجاد والفعال يكمن في إيقاف العدوان أولا، وإفساح المجال للتحرك السياسي اليمني لكي يأخذ مجراه في إدارة أموره، وغير ذلك لن يكون حاصدا إلا مزيداً من الدمار والقتل وسخط الشعوب على الأنظمة المتآمرة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق