التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 5, 2024

داعش يهدد حماس وفتح .. الدوافع والحقائق 

نشر تنظيم داعش الارهابي مؤخرا شريطا مصورا هدد فيه حركة حماس بالانتقام بعد مقتل واعتقال عدد من السلفيين المسلحين في قطاع غزة على يد حركة حماس وقد اعلن تنظيم داعش انه سيعامل حماس كما عامل اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في دمشق، وقد اعتبر داعش في هذا الشريط المصور حركة حماس حركة غير اسلامية يجب الاطاحة بها، ورغم ان داعش قد هدد ايضا حركة فتح والكيان الاسرائيلي في هذا الشريط لكن يبدو ان هذا كان من باب التضليل لأن نفوذ الكيان الاسرائيلي على تنظيم داعش الارهابي وعلاقاتهما السرية باتت واضحة وعلنية.

 

وتأتي علاقات الكيان الاسرائيلي مع الجماعات الارهابية والتكفيرية من منطلق استخدام هذه الجماعات كأدوات لتنفيذ المآرب الاسرائيلية في دول المنطقة وعلى سبيل المثال هناك علاقات واضحة وعلنية بين الكيان الاسرائيلي والفرع السوري لتنظيم القاعدة أي جبهة النصرة وقد افادت التقارير الواردة ان ألفي عنصر من جبهة النصرة تم معالجتهم في مستشفيات ميدانية اسرائيلية في هضبة الجولان وقد عادوا الى سوريا لقتال الحكومة السورية.

ان اهم ما يميز الجماعات التكفيرية عن باقي الجماعات والاحزاب في منطقتنا هو ان هذه الجماعات لم تقم بتنفيذ اية عمليات ضد الكيان الاسرائيلي ومصالحه في الخارج وفي داخل فلسطين المحتلة وان جميع العمليات التي قام بها هؤلاء في دول المنطقة وخاصة في العراق وسوريا وحتى في بعض البلدان الغربية تعود بالنفع على الكيان الاسرائيلي بشكل مباشر او غير مباشر. 

ويجب الانتباه إلى ان معظم العمليات والهجمات التي قام بها التكفيريون كانت تحدث بالتزامن مع خطوات تتخذ لحل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين، فعلى سبيل المثال حصلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ في امريكا على اعتاب الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والذي كان من المتوقع ان تزيح الادارة الامريكية فيه الستار عن مشروعها لحل الدولتين في فلسطين المحتلة، كما ان تزايد نشاط الجماعات التكفيرية منذ عام ٢٠١١ الذي شهد انطلاق الصحوة الاسلامية في بعض الدول العربية في شمال افريقيا والشرق الاوسط جاء بالتزامن مع حالة العزلة التي فرضت على الكيان الاسرائيلي بسبب تزايد نشاطه الاستيطاني حيث كانت الخلافات كبيرة بين هذا الكيان وحتى حماته الغربيين، والآن نرى ان تهديدات داعش ضد حماس وفتح تأتي في وقت نشهد فيه فرض معادلات جديدة في المنطقة ومنها قيام فرنسا بالنيابة عن الدول الغربية باعادة احياء مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي على اساس حل الدولتين.      

 وقد يستغل هذا الكيان الخطوات التي يقوم بها تنظيم داعش الارهابي وتهديدات هذا التنظيم لحماس وفتح حيث من الممكن ان تقوم هاتان الحركتان ايضا بتهديد داعش في المقابل وهذا ما سيزيد من احتمال نشوب صراع مسلح داخل غزة والضفة الغربية وكذلك احتمال التدخل الاسرائيلي في الضفة والقطاع بغية احتلال هاتين المنطقتين بالكامل.  

ان الامعان في سلوك تنظيم داعش الارهابي وتمدده والجهات التي تعاديه من ايران الى الحكومة المركزية في العراق والسلطات السورية والمقاومة في لبنان والفصائل الفلسطينية المقاومة يظهر جليا ان هذا التنظيم هو “فايروس” غربي اسرائيلي سعودي يستهدف بشكل مباشر محور المقاومة والممانعة في الشرق الاوسط والذي يواجه الكيان الاسرائيلي وهكذا لايمكن لأي محلل وخبير الا ان يبحث عن صلات الوصل بين دوائر القرار الاسرائيلية والغربية وبين غرف عمليات داعش المنتشرة في اكثر من مكان.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق