التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مايو 9, 2024

تاريخ الاصابع في التحولات لماذا يصفق العرب اكثر مما ينتجون ..؟ 

يقسم عدد من الباحثين المراحل التاريخية للتجمعات السكانية بقدرتها على الانتاج و برفاهيتها بحسب ما توفره من منتجات لحاضرها و لمستقبلها فالتعريف الدقيق للانسان له صلة بقدرته على مواجهة التهديدات بحلول و مقترحات عملية تساعده في الانتقال من حقبة الى اخرى ارقى منها و ليس العكس لديمومة الحياة .
و عندما لم تعد موارد الارض تسد حاجة الافواه بزيادة السكان ادى ذلك الى تحولات جذرية في انظمة وسائل الانتاج .
فيرى كثير من الباحثين ان لليد – الاصابع و دور كل اصبع في اليد الواحدة و في اليدين – اثر مباشر في التحول من العصر المشاعي السحيق الى عصر انتاج القوت و هو عصر بناء اولى التجمعات السكانية و صنع الاواني و بعض العلامات ذات السمات الرمزية و الفنية و الجمالية ايضا .
لكن اليد وحدها هي الاخرى بلغت ذروتها ! لانها لم تعد تسد الحاجات المتزايدة للغذاء بمضاعفة السكان مما اصبح البحث عن تقنيات جديدة امرا ضروريا استخدام ( الدماغ ) و ليس على اليد او الاصابع وحدها فانتقلت البشرية من عصر الزراعة الى صناعات اولية مما قادت الى عصر اخر هو العصر الالكتروني او ما دعاه احد الباحثين بعصر ما بعد الصناعة .
اذا فالشعوب استخدمت الايدي للفرد و للجماعة في العمل ( من الزراعة الى البناء و من الصناعة الى المخترعات الاكثر تطورا ) على نحو لا يتطلب المزيد من الجدل او الشك .
و لنسأل انفسنا و نحن نراقب استخدام ( العرب ) للايدي خلال القرن الماضي و تحديدا العقود الاخيرة … فهل استخدم العرب ( الايدي ) للعمل بالنسبة ذاتها التي استخدمت فيها للتصفيق ..؟! سؤال لا يقلل اهمية استخدام الايدي في مجالات الحياة الاساسية كي تستخدم للارتقاء نحو المجالات الفكرية و الترفيهية كالرقص و الاعمال البهلوانية … الخ و لكن عندما يتوقف عمل ( الايدي ) عن الانتاج بحسب ظواهر ( التصفيق ) تغدو بحاجة الى قراءة جديدة !
لمن صفق اسلافنا و اباؤنا … و لمن سيصفق احفادنا – و مشاهد التصفيق و الهتافات و التراقص تعرض يوميا عبر وسائل الاتصال الحديثة – بعد ان كفت معظم اقاليمنا العربية عن انتاج اساسيات الحياة و ضروريتها …؟
انها دعوة للقراءة من ثم لاعادة السؤال : لماذا نصفق قبل ان نستخدم الايدي في بناء حاضرنا و لماذا لا نستخدم الايدي للمصافحة و المصالحة و العمل بدل استخدامها في التصفيق و في القتل او التلويح بما هو اقسى منهما : تدمير الاخر ..؟

 

د. ماجد اسد

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق