التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مايو 3, 2024

آية الله خامنئي في ذكري البعثة النبوية: من يقتلون الشعب اليمني في الشهر الحرام أسوأ من المشركين 

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي أن من يقتلون الشعب اليمني في الشهر الحرام هم أسوأ من المشركين، داعياً الي استخلاص الدروس من البعثة النبوية الشريفة لمواجهة الجاهلية الحديثة بوعي وقال ان هذه الجاهلية هي اخطر بكثير واكثر تجهيزا من جاهلية ما قبل الاسلام معتبرا ان الاستكبار وعلي راسه امريكا هو من يقف وراء نشاة “الجاهلية الحديثة”.

وقدم قائد الثورة الاسلامية السبت ولدي استقباله جمعا من كبار مسؤولي الدولة وسفراء البلدان الاسلامية المعتمدين في ايران بمناسبة البعثة النبوية الشريفة، التهاني والتبريكات للشعب الايراني ومسلمي العالم وجميع الاحرار بهذه المناسبة الكريمة معتبراً ان بعثة النبي الاكرم (ص) جاءت من اجل مواجهة الجاهلية التي لم تكن تقتصر علي الجزيرة العربية بل كانت تسود الامبراطوريات التي كانت تحكم في تلك الحقبة في العالم.

وأكد آية الله خامنئي ان تجربة الجمهورية الاسلامية في ايران علي مدي 35 عاما اظهرت بان الامة الاسلامية الكبري وبحفظها مبدئي “البصيرة” و”العزيمة والهمة” قادرة علي الوقوف بوجه هذه الجاهلية ودحرها. وأضاف ان البشرية بحاجة الي دروس البعثة واعادة قرائتها، وقال ان العنصرين الرئيسيين لهذه الجاهلية يتمثلان في “الشهوة” و”الغضب” مشيرا الي اعادة انتاج جاهلية ما قبل الاسلام في العصر الحاضر علي اساس قاعدتي “الشهوة” و”الغضب”، وقال اننا نشهد اليوم ايضا الشهوانية المنفلتة وعديمة المنطق والقسوة والقتل الذي لا حدود له مع اختلاف ان الجاهلية الحالية هي مجهزة للاسف بسلاح العلم والمعرفة وهي بالتالي اخطر بكثير.

واكد قائد الثورة انه في المقابل فان الاسلام هو اكثر تجهيزا ايضا وان القوة الاسلامية الهائلة انتشرت في العالم بالافادة من الادوات المختلفة والامل علي تحقيق النجاح الكبير لكن شرطه هو “البصيرة” و”العزيمة والهمة”.

وأردف سماحته قائلاً ان الظروف الحالية للدول الاسلامية والتدهور الامني والاقتتال بين الاخوة وسيطرة المجموعات الارهابية في دول المنطقة تعد نماذج من الجاهلية الحديثة التي هي حصيلة تصميم القوي الاستكبارية وعلي راسها امريكا، مضيفا انهم ومن اجل نيل مآربهم المشؤومة وحفظ مصالحهم يلجأون الي الدعاية الواسعة النطاق والمبنية علي الكذب، والمثال علي ذلك مزاعم امريكا في مكافحة الارهاب.

وأكد آية الله خامنئي ان الامريكيين يثيرون هذه المزاعم بينما يقرون انفسهم بضلوعهم في انشاء اخطر المجموعات الارهابية بما فيها داعش. وقال: إن الامريكيين يدعمون رسميا المجموعات الارهابية في سوريا وحماتهم، ويدعمون الكيان الصهيوني المختلق الذي يمارس الضغط علي الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، لكنهم يدعون في شعاراتهم كذبا وزيفا بانهم يكافحون الارهاب، وهذا هو “الجاهلية الحديثة” بعينها. 

واذ أكد قائد الثورة الاسلامية القدرة الكاملة على الوقوف بوجه هذه الجاهلية، اعتبر في الوقت ذاته ان المحور الرئيسي للسياسة الخبيثة للاستكبار في المنطقة يتمثل حاليا في اشعال نار الحروب بالوكالة مؤكدا ان هؤلاء يبحثون عن مصالحهم وملء جيوب شركات تصنيع الاسلحة، لذلك يتعين علي دول المنطقة ان تتحلي بالوعي والحيطة لكي لا تقع في اسر هذه السياسات.

واشار الي أن أحد المزاعم الكاذبة الأخري لامريكا هو الزعم بخصوص امن منطقة الخليج الفارسي وقال ان امن الخليج الفارسي متعلق ببلدان هذه المنطقة بالذات والتي لديها مصالح مشتركة لا امريكا، لذلك فان امن منطقة الخليج الفارسي يجب ان يستتب علي يد بلدان المنطقة ذاتها.

وفي حديثه عن المشروع الامريكي الخبيث الذي يحاك للمنطقة برمتها، أكد آية الله خامنئي أن واشنطن لا تريد استتباب الامن في منطقة الخليج موضحاً في الوقت ذاته أن أمن منطقة الخليج الفارسي من امن المنطقة ككل، معتبراً أن أمريكا هي من تقف مباشرة وراء نشأة ودعم الارهاب الذي يجتاح المنطقة ورافضاً الأكاذيب الامريكية التي تتهم ايران بذلك بالقول: “ان من يدعم الارهاب علي رؤوس الاشهاد هو امريكا”.

وشدد قائد الثورة الإسلامية على قدرة الشعب الايراني علي الوقوف بوجه الارهاب وحماته مؤكدا ان الشعب الايراني سيتعاون مع جميع الذين يحاربون اخطر الارهابيين والصهاينة في العراق وسوريا ولبنان والاراضي المحتلة.

وتوجه آية الله خامنئي للساسة الامريكيين بالقول: الارهابيون انتم، والممارسات الارهابية من صنع ايديكم، اننا نعارض الارهاب وسنكافحه وسندعم اي مظلوم.

وجدد سماحته اعتباره ان شعوب اليمن والبحرين وفلسطين هي شعوب مظلومة وقال انه بينما كان مشركو مكة يكفون عن الحرب في الشهر الحرام، نري اليوم في اليمن وفي شهر رجب وهو شهر حرام، يلقون القنابل والصواريخ علي رؤوس الشعب البريء في هذا البلد. مؤكداً ان دعم المظلوم هو امر صريح للاسلام، وقال اننا سندافع عن المظلوم باي قدر نستطيع وسنواجه الظالم.

وفي ختام حديثه أكد قائد الثورة الاسلامية ان شعوب المنطقة قد تيقظت قائلا انه قد يمكن قمع الصحوة الاسلامية لمدة مؤقتة لكن الصحوة والبصيرة لا يمكن قمعهما، داعياً بلدان المنطقة الي التحلي بالوعي قبال سياسات الاستكبار الرامية الي خلق اعداء وهميين وتخويف هذه البلدان من بعضها البعض وقال انهم يسعون لجعل العدو الرئيسي المتمثل بالاستكبار والتابعين له والصهاينة في الهامش وجعل البلدان الاسلامية في مواجهة احدها الاخر. لذلك فانه يجب مواجهة هذه السياسة التي هي الجاهلية الحديثة بعينها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق