التحديث الاخير بتاريخ|السبت, مايو 4, 2024

الإنتخابات البریطانیة واحتدام المنافسة بین العمال والمحافظین 

 يتوجه البريطانيون بعد غد الخميس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب البرلمان الجديد، إثر حملة طغت عليها البلبلة وشابها عدم الوضوح لدرجة غير مسبوقة. استطلاعات الرأي أظهرت باستمرار أنه من غير المرجح أن يفوز أي من الحزبين الرئيسيين المحافظين بزعامة كاميرون والعمال بزعامة إيد ميليباند بأغلبية حاسمة في البرلمان المؤلف من ٦٥٠ مقعدا، حيث كان الفارق ببن الحزبين الرئيسيين ضئيلا للغاية في معظم استطلاعات الرأي التي أجريت منذ مطلع العام إذ لم يحقق أي من الحزبين تقدما متواصلا في استطلاعات الرأي التي أجريت سابقاً .

كاميرون وميليباند يسعيان إلى حصاد كل المقاعد الممكنة من أجل فرصة تأليف الحكومة المقبلة. وفي الوقت الذي يدخل فيه المتنافسون في آخر أسبوع من حملتهم الانتخابية، قام “المحافظون” و”العماليون” المتساوون في استطلاعات الرأي، بإطلاق آخر وعودهم، فيما حدّدت الأحزاب الصغيرة، التي يمكن أن ترجح الكفة، شروطها لتقديم دعمها لأي من الطرفين. وفي ظل هذه الظروف، سيعتمد السباق إلى رئاسة الوزراء، على الأرجح، على أحزاب مثل “الحزب القومي الأسكتلندي” و”الحزب الليبرالي الديموقراطي”.

إستطلاعات الرأي

إستطلاع الرأي الأخير الذي أجرته شركة يوجوف لاستطلاعات الرأي لصالح صحيفة ذا صن أمس الاثنين أظهر أكبر تقارب بين الحزبين الكبيرين منذ عقود حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وحزب العمال المعارض إيد ميليباند إذ حصل الحزبان على تأييد نسبته ٣٣ بالمئة قبل الانتخابات البرلمانية، فيما أظهر الاستطلاع الذي أجري لصالح صحيفة الجارديان البريطانية ومؤسسة ICM ، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فاز في آخر مناظرة تلفزيونية على شبكة “بي بي سي” البريطانية بحصوله على تأييد ٤٤% من المشاهدين الذين قالوا إنه قدم أداءً أفضل من منافسيه. وأظهر الاستطلاع أن ميليباند جاء في المرتبة الثانية بحصوله على تأييد ٣٨ في المئة بينما جاء ونك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار في المرتبة الثالثة إذ حصل على ١٩ .%.

ووفق استطلاع آخر قام به معهد كومرس لحساب شبكة ITV ، حل كاميرون أولاً بـ ٣٥، تلاه كليغ بـ٣٣% وبراون بـ ٢٦%. وتشكل هذه النتائج خيبة كبيرة لحزب رئيس الوزراء، خصوصاً أن هذه المناظرة اعتبرت فرصته الأخيرة لتعويض تراجعه في الاستطلاعات. وقد اضطر رئيس الوزراء البريطاني إلى الاعتذار الأربعاء الماضي بعد ارتكابه زلة لسان عندما وصف أرملة التقاها بأنها “شديدة التعصب”، غير مدرك أن كلامه كان يسجل.

كذلك أظهر استطلاع حصري أجرته مؤسسة “كوم ريس” لصالح صحيفة “ديلي ميل” البريطانية لتوقعات الناخبين في الانتخابات المرتقبة، وهي الأكثر صعوبة من حيث التنبؤ بنتائجها، أن أكثر من ١٠ ملايين لا يزالون حائرين ولم يقرروا بعد.

برلمان ولكن

التنافس الانتخابي الذي يشير وفق استطلاعات الرأي إلى عدم وجود حزب سياسي منفرد يمكنه الفوز بالانتخابات، يطرح إمكانية وجود برلمان معلق، كما يحدث عند عدم وجود حزب لديه الأغلبية المطلقة في البرلمان للحكم من تلقاء نفسه، لذلك فإن حزب المحافظين بقيادة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يعتزم إعادة التفاوض على شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وإجراء استفتاء على ما إذا كان على بريطانيا ان تبقى في الاتحاد الأوروبي، يتعين عليه التحالف مع القوى الأخرى نظراً لوجود فرص ضئيلة في الحزب للحصول على ٣٢٦ مقعد المطلوب وفقاً لاستطلاعات الرأي.

إنتخابات ٢٠١٥ تسير على خطى انتخابات عام ٢٠١٠ التي أنتجت برلمانًا معلقًا وظلت حكومة حزب العمال في المسؤولية حتى وصلت الأغلبية بين المحافظين والديموقراطيين الأحرار.

الصوت المسلم

العد التنازلي للانتخابات البرلمانية البريطانية واحتدام المنافسة بين الأحزاب أعطت اهتماماً بالغاً لأصوات الناخبين المسلمين في هذه الاستحقاقات لأن تعداد الجالية بلغ ٣ ملايين نسمة وفقا لآخر إحصاءات المؤسسات الإسلامية المنتشرة عبر التراب البريطانيين، لذلك يسعى المسلمون هناك إلى حسم خياراتهم الانتخابية وفقا لما تتضمنه برامج الأحزاب المتنافسة، ومدى تجاوبها مع تطلعاتهم.

ظاهرة “الإسلاموفوبيا” تعبّر عن أول هاجس يشغل بال الجالية الإسلامية وذلك بسبب التطرف والإرهاب الذي تقوم به بعض الجماعات والأفراد المتطرفة باسم الإسلام واستغلال ذلك من قبل بعض الوسائل الإعلامية والجهات السياسية المغرضة لتكثيف حملتها ضد الجالية. وفي هذا السياق قد تعهد حزب العمال في حال فوزه بالانتخابات بإنشاء وحدة لتسجيل ورصد الجرائم التي ترتكب بسبب الكراهية للمسلمين والعمل مع الشرطة للتصدي لها، أما حزب المحافظين فوعد بمراجعة القوانين المتعلقة بجرائم الكراهية وحق المسلمين في منتجات الحلال .أما انشغالات الشباب البريطاني المسلم فهي تركز على التعليم والتوظيف وتوفير الخدمات الاجتماعية لهم في مناطق تواجدهم.

المرشحة تينال لاشمور في دائرة تاور هاملت التي تقطنها جالية إسلامية من بنغلاديش تسعى إلى أن تصل إلى مجلس العموم البريطاني للحديث نيابة عن الجالية الآسيوية بما فيها من عرقيات وأديان مختلفة من الهندوس والمسلمين والمسيحيين وغيرهم.

أخيراً، تشغل عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي الناخبين، ذلك أن رئيس الوزراء كاميرون تعهد، في حالة إعادة انتخابه، بتنظيم استفتاء، بحلول ٢٠١٧، حول انتماء بريطانيا إلى الاتحاد. وبالرغم من أنه يؤكد رغبته على البقاء في الاتحاد الإوروبي مع إجراء تعديلات على معاهداته، لكن الأكثر تشدداً في حزبه يدفعونه باتجاه الاستفتاء، فضلاً عن صعود “حزب استقلال المملكة المتحدة”، الذي يدعو إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، في حين يؤكد رئيس “حزب العمال” اد ميليباند، أن الخروج من الاتحاد الأوروبي لن يكون سوى “كارثة” على بريطانيا.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق