التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, مايو 19, 2024

زیادة الفجوات الاجتماعیة والفقر فی الأراضی المحتلة 

 وصل تدهور الظروف المعيشية في الأراضي المحتلة في السنوات الـ٢٠ الماضية إلی مستویات غير مسبوقة، وذلك حسب تقارير رسمية صادرة من الکیان الإسرائيلي، والغلاء والفقر کانا منتشرین في الأراضي الفلسطینیة المحتلة.

والعديد من سكان الأراضي المحتلة بما في ذلك مدينة “تل أبيب”، قد أجبروا في الوقت الحاضر على إخلاء منازلهم لعدم القدرة على دفع الإيجار. وفي صيف عام ٢٠١١ قاموا بنصب الخيام في ساحة تل أبيب احتجاجاً على سوء الأحوال المعيشية وارتفاع الأسعار، وقد تحول شارع “روتشيلد” باعتباره شريان حياة تل أبيب، إلی مرکز لاحتشاد المحتجین الإسرائيليین.

وفي الاحتجاجات التي اندلعت في صيف عام ٢٠١١ والتي بلغت ذروتها في الثالث من سبتمبر، نزل نحو ٥٠٠ ألف إسرائيلي إلى الشوارع تعبیراً عن احتجاجهم على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الأراضي المحتلة. وعلى الرغم من أن الجهاز العسكري والأمني للکیان الإسرائيلي قد وضع حداً لهذه الاحتجاجات بعد شهر، ولكن تشكلت في هذا الکیان ظاهرة احتجاجیة جديدة ظهرت في النشطاء المعارضين عبر الانترنت، وأهم موضوع لدیهم هو ظروف المعيشة في الأراضي المحتلة تحت حکم التیار اليميني الصهيوني.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن سعر المنازل في الأراضي المحتلة قد زاد ٥٤ في المئة خلال سنوات ٢٠٠٩-٢٠١٣بفضل حكومة نتنياهو، بينما ٩٣ في المائة من الأراضي في فلسطين المحتلة مملوكة من قبل حكومة هذا الکیان.

وقد أدى ارتفاع تكلفة المعيشة والفقر لیس فقط إلى عدم انتهاء الاحتجاجات في عام ٢٠١١، بل جعلتها تأخذ شکلاً أكثر تماسكا، لأنه منذ ذلك الحين تشكلت في الأراضي المحتلة العشرات من التنظيمات النقابية والاحتجاجیة و٦٠٠ مجموعة اجتماعیة ناشطة. والأهم من کل ذلك أن سكان الأراضي المحتلة ليسوا راضین عن قادتهم كما كان في الماضي، ودائماً یوجهون إلیهم الانتقادات والرسائل السلبیة نتیجة سياساتهم الاجتماعية.

ويعتقد سكان الأراضي المحتلة أن نتنياهو لا يتحدث سوى عن أمن الکیان إسرائيلي ويتجاهل تكاليف المعيشة، بحیث على الرغم من النمو الاقتصادي الذي بلغ ٢.٦ في المئة في عام ٢٠١٤، ومع ذلك فإن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في المجتمع الإسرائيلي قد ازدادت وتعمقت بشكل كبير.

جمعية “لاتيت” الصهيونية التي تدرس ظاهرة الفقر في المجتمع الإسرائيلي، أکدت في أحدث تقرير لها أن عدم المساواة والتمييز والفقر في الکیان إسرائيلي کان غیر مسبوق على مدى السنوات الـ ١٠ الماضية وقد بلغ حد الانفجار، بحيث توسعت هذه الظاهرة في المجتمع الإسرائيلي بشكل غير طبيعي .

ويؤكد تقرير “لاتیت” أنه بينما ٢٩.٨٪ من سکان الکیان الإسرائيلي ممن هم فوق ١٨ عاماً يعيشون في الفقر، فإن مجلس وزراء هذا الکیان قد خصص نفقات المساعدة لخمسة عناصر معیشیة أساسية مثل السكن والتعليم والتغذية.

کما أشار موقع المصدر التحليلي أيضاً إلى الارتفاع غير المسبوق للأسعار والفقر في الأراضي المحتلة، وأورد تقريراً من صفحة فيسبوك مواطن إسرائيلي أثار جدلاً واسعاً بين مواطني هذا الکیان.

هذا المواطن الإسرائيلي البالغ من العمر ٢٥ عاماً طلب في صفحته الخاصة في الفيسبوك من سكان الأراضي المحتلة الهجرة إلى ألمانيا، لأن تكلفة الغذاء في هذا البلد أرخص من الکیان الإسرائيلي.

وكتب أن أسعار سلع مثل البيض وعصير البرتقال والمعكرونة والآيس كريم وغير ذلك في الکیان الإسرائيلي، أكثر تكلفة من ألمانيا بثلاث مرات.

الاحتجاجات على ظروف المعيشة في الکیان الإسرائيلي تخطت الآن حدود المجتمع ووصلت إلی الكنيست الإسرائيلي، حیث کان الكنيست الإسرائيلي خلال عام ٢٠١٤ مسرحاً لاحتجاجات “استاو شاویر” النارية.

هذا النائب في الكنيست الإسرائيلي کان دائماً یؤکد في محاضراته على عدم وجود قيم مثل المساواة والعدالة الاجتماعية في هذا الکیان. وخلال دراساته أثناء عضويته في اللجنة المالية في الكنيست وجد بأنه خلال عام ٢٠١٤ فقط، نقل مجلس وزراء نتنياهو بشکل سري نصف التكلفة المخصصة لتقديم الخدمات الاجتماعية، إلی قسم الخدمات السياسية والحزبية وتمويل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وشدد هذا النائب في الكنيست علی أن جميع المبادئ الأساسية التي قام علیها الکیان الإسرائيلي، تم التخلي عنها الآن، وعلى مدى السنوات الـ٢٠ الماضية ازدادت الفجوة في الدخل في الأراضي المحتلة بشکل غير مسبوق، ونتنياهو تسبب في فقدان متوسط العمر المتوقع بين سکان هذا الکیان.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق